بدأ المؤتمر الوطني عقب الانفصال بالتبشير بالجمهورية الثانية والحكومة القومية العريضة حيث يتوقع إجراء تغييرات هيكلية في كل المؤسسات الدستورية والتنفيذية وتوسيع قاعدة المشاركة للقوى السياسية على مستوى المركز والولايات وعلى الرغم من ان قرار مشاركة الأحزاب في الحكومة من عدمها قرارًا مركزيًا إلا أن هذا لا ينفي وجود رؤى وأفكار لقياداتها بالولايات .. وفى ولاية كسلا نجد أن الأحزاب السياسية بالرغم من حالة الهشاشة الواضحة في اجسامها الا انها بدأت فى إنعاش حالة الركود السياسي بالولاية فلملمت اطرافها للوصول الى رؤية تحدد مصير مشاركتها وقد حدد المهندس جعفر محمد آدم القيادي بمؤتمر البجا الخطوات التي ينتهجها حزبه استعدادًا للمرحلة القادمة فاشار إلى عقد الحزب لمؤتمراته القاعدية وانتخاب الأمانات وحول رؤيتهم للجمهورية الثانية قال انه من الضرورة بمكان مشاركة الأحزاب والقوى السياسية لصياغة تفاهمات تستوعب اشراك ألوان الطيف السياسي لإرساء مبادئ الديمقراطية، وقال ان تجربة الحكم خلال المرحلة الأولى لم تكن مرضية وجاءت نتائج وخيمة كغلاء المعيشة نتيجة لسياسة الحزب الحاكم وممارسته للإقصاء وابعاد الآخر .واضاف جعفر مع ذلك لن نبكي على اللبن المسكوب ودعا الى ضرورة العمل على تصحيح المسار والاتفاق على الثوابت الوطنية للمحافظة على وحدة وسلامة البلاد واكد ان مؤتمر البجا اجرى العديد من اللقاءات مع الوطني وقال ان التفاهمات حول المشاركة قطعت شوطًا كبيرًا وستؤدي الى نتائج مرضية مؤكدًا انهم لا يسعون للسلطة من اجل السلطة بل لتحقيق مبادئ وطنية. فيما اكد الطيب علي بشلاوي نائب رئيس حزب الأمة المندمج «الفدرالي والقيادة الجماعية» ان المرحلة الراهنة تتطلب رسم سياسة موحدة تسهم في ارساء قيم الديمقراطية وبناء الجمهورية الثانية، وحول رؤيته في المشاركة اكد انهم مشاركون فعليًا ورجوعًا لنتائج الانتخابات نجد ان الحزب جاء في المرتبة الثانية بعد انسحاب الحركة الشعبية وقال ان الحزب يستند إلى قاعدة شعبية عريضة في مختلف ولايات السودان. وبرز خلال انتخابات ابريل لاعب جديد يتمثل في حزب الحقيقة الفدرالي والذي نال اكثر من 43 الف صوت وكان منافسًا شرسًا للحزب الحاكم واوضح رئيس الحزب الاستاذ جلال الدين رابح احمد ان حزبهم وعلى الرغم من حداثته الا انه تمكن من احداث حراك فاعل ولايمكن تجاوزه باي حال ونفى في الوقت ذاته عدم دخول الحزب في اي مفاوضات حول المشاركة، وقال انهم لم يتلقوا دعوة من المؤتمر الوطني مؤكدًا استعدادهم للمشاركة وفق مبادئ الحزب الذي يؤمن بالديمقراطية. فيما كال الاستاذ ناير طاهر اونور رئيس حزب المؤتمر الشعبي بالولاية الاتهامات لحكومة الولاية ووصف ان مايحدث بكسلا هو «عك سياسي» وقال ان الفساد استشرى بالولاية قاطعًا الشك بمشاركة حزبهم في الحكومة مالم يتم حلها كليًا. واكد رئيس حزب الأسود الحرة الاستاذ محمد الحافظ حامد ان الاسود الحرة بدأت المشاركة عقب اتفاق سلام الشرق ونال مقعدين بمجلس تشريعي مؤكدًا السعي للوصول لتفاهمات مرضية لاعادة الاشتراك في الحكومة المقبلة بالولاية. ودعا الاستاذ بيرق ادروب رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي الى ضرورة التماسك واشراك كافة القوى الوطنية للوصول لحكومة عريضة تستوعب المتغيرات الراهنة، ونفى مشاركة الاتحادي الديمقراطي في الحكومة المقبلة. واوضح الأستاذ ملاسي اوهاج نائب رئيس المؤتمر الوطني ان الحزب بالولاية اكمل استعداداته للجمهورية الثانية حيث تشهد كافة اروقته حركة ونشاطًا واسعًا مؤكدًا استعدادهم لاستقبال القوى السياسية الاخرى وفق موجهات المركز مشيرا الى أن ابرز ملامح الجمهورية الثانية متمثلة في تقليص الهياكل الادارية وترشيد الانفاق الحكومي، وقال ان حزبه ابوابه مشرعة ويدعو الاحزاب والقوى السياسية للمشاركة وتحمل المسؤوليات القادمة وفق البرنامج المتفق عليه. وبناءً على المشهد السياسي بالولاية برزت قوى واحزاب لا يمكن تجاوزها متمثلة في جماعة انصار السنة المحمدية بجانب المكونات القبلية التي يرتكز عليها كل من حزب الحقيقة ومؤتمر البجا والأسود الحرة مما سيجعل الحزب الحاكم يعمل على إرضائها وقد ينتج عنه عدم رضاء لمكونات قبلية اخرى تتفرق في احزاب مختلفة الامر الذي يتطلب من الحزب الحاكم ادارة المرحلة بحنكة وحكمة تتماشى وخصوصية الولاية.