ست الحبايب أمنيات بالصحة للأمهات في كل مشارق الأرض ومغاربها، ومثلها للأمهات اللائي لم يلدن ولكنهن يبذلن عاطفة الأمومة بسخاء للأطفال من حولهن.. ثلاث ملاحظات مهمة كادت تُطيح قيمة الأم ومكانتها الغالية، كلنا نلاحظها ونحس بها، ورغم خطورتها، تمر «عادي» مثلها مثل غيرها من القيم التي فقدناها أو كدنا، أولها علاقة زوجة الابن بوالدة زوجها، تلك العلاقة الموروثة على مر العصور والأجيال والتي تصور أن هناك مشكلات ليس لها حل بينهما، تدعمها الحِكم والأقوال والأغاني، «لو أن الحماة أحبت الكنة لدخل إبليس الجنة» و«تموت أمك الحية وتنقص أختو الفتية» وغيرها، كثير من الأمهات الطيبات يحكين بوجع حقيقي عن زوجة الابن، وصراعها الضاري لتستميل زوجها وتبعده عن أسرته الكبيرة، وكثير من زوجات الأبناء يحكين عن تدخل الحماة في شؤونهن ومحاولتها السيطرة وإنهاك الابن بالطلبات، ويعترفن أنه في حالة أن تكون الأم طيبة فإن «الفقارة» تتولاها البنت «أخت الزوج» أو أحيانًا خالته، هذه المشكلة أزلية في المجتمعات العربية، ولقد لاحظت أنه لو كانت الحماة وكنتها سمن على عسل فإن القريبات والصديقات والجارات من حولهن يحاولن اختلاق حديث تحت تحت وغمز ولمز لإقناع إحداهما بوجود مشكلة، ولقد أجمع الخبراء على أن هذه المشكلة رغم تجذرها في المجتمعات العربية إلا أن حلها ممكن وفي يد الابن «سبب المشكلة»، لذا عليه أن يتحلى بشخصية قوية لموازنة العلاقة، ويعرّف بحياد تام كل طرف بخطئه حال اندلاع مشكلة، ويقسِّم وقته بين أسرته الصغيرة والكبيرة، وأن يعطي كل ذات حق حقها، كما أن الابن إذا كان بارًا بوالديه وهذا فرض «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا»... الآية، فإن الزوجة لن تتجرأ على والدته.. أما إذا كان الزوج ضعيف الشخصية، فإن المشكلات بين الحماة وزوجة ابنها لن تنتهي، وعلى الزوجة التحلي بالصبر والحِكمة ومعاملة حماتها بالحسنى، فهي ستكون حماة في يوم من الأيام.. الملاحظة الثانية: وهي قلة احترام بعض الأبناء للأمهات؛ فتجدهم يرفعون صوتهم عليها وينزعجون من ملاحظاتها فيزجرونها بعنف وبكلمات حادة، وكل ذلك أحيانًا يتم بحضور الأب الذي لا يحرك ساكنًا وكأنما الأمر لا يعنيه، والله آباء اليوم حيرونا!! عرفنا الكسل، توجيه ساي الواحد غالبو!!. أتمنى أن نفكر كلنا في هذه الملاحظات ونعمل بها فهي الركن الركين في الحفاظ على تماسك الأسرة وقيم الإنسان المسلم.