الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت اسمًا ومضمونًا تناقض الدولة السودانية وليست دستورها فحسب فهى حركة لتحرير السودان «المستقل» !! ومع ذلك نالت منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية وربيبتها الحركة الشعبية قطاع الشمال تعمل لتكون حزبًا فاعلاً بل الحزب الأكثر فاعلية وتأثيرًا فى الجمهورية الثانية رغم ان هذا الحزب فى دستوره وخطابه السياسي وعقيدته الحزبية بل والعسكرية يعمل على تقويض الدستور بل وهدم الدولة السودانية الحالية وإقامة السودان الجديد على أنقاضها، الحركة الشعبية قطاع الشمال يزور أمينها العام الكيان الصهوينى ويلتقى الشخصيات الاكثر تطرفًا والاجهزة الاكثر حساسية لم يلتقِ اجهزة سياسية بل حربية من الاستخبارات العسكرية والمخابرات ووزير الخارجية الصهيونى زعيم التطرف والعنصرية، وبحسب الانباء الصحفية الامين العام يحرض على تدمير الإسلام فى السودان ويقول ان تمدده يهدد السلام والأمن الدوليين ووان الاسلام فى السودان يهدد الكيان الصهيونى ووجوده!!، الامين العام لحزب الحركة الشعبية قطاع الشمال يوقع على وثيقة كاودا الحربية ويكون مع آخرين جبهة ثورية لاسقاط النظام!، الامين العام لحزب الحركة الشعبية يقول سنبحث بعد شهر من الآن الموقف من اسقاط النظام ومضى الشهر وحسم الأمين العام لحزب الحركة الشعبية موقفه بتحالفه مع متمردى دارفور !، ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار يقول ان الحديث عن دولة اسلامية _ وهذا من المفترض ان يكون ما نص عليه الدستور عندما جعل الشريعة مصدرًا للتشريع _ يقول مالك عقار ان الحديث عن دولة اسلامية او عربية يعنى العودة الى الحرب!، رئيس الحزب المعترف به قانونيًا وامينه العام يهددان بنسف الدولة السودانية الإسلامية العربية ويحرضان ضد العروبة والإسلام وليس ضد الإنقاذ فحسب ويستنجدان بالكيان الصهيونى لتخليصهم من كابوس تمدد الإسلام فى السودان !! ، هذا الحزب يخوض نائب رئيسه عبدالعزيز الحلو حربًا ضد الدولة ويضع خطة لقتل قياداتها فى جنوب كردفان ويزمع تكوين حكومته «المستقلة»!، القارئ الكريم هذا الحزب الذى سقت بعضًا من مواقفه حزب معترف به قانونيًا وحزب له اعضاء فى البرلمان وحزب يحكم ولاية من ولايات السودان وحزب يشارك فى حكم بعض الولايات وحزب تبحث اللجان الأمنية والعسكرية دمج جيشه فى القوات المسلحة وحزب يسعى المؤتمر الوطنى للتفاوض معه للوصول الى صيغة شراكة فى الحكم هل تصدق هذا الامر ؟؟!! هل تصدق ان حزبًا كهذا يمكن اصلاً ان يسجل دعك من بحث شراكة معه فى الحكم؟! هل حزب كهذا يمكن اصلاً ان يكون له شرعية ووجود وهو يدعو الى حرب الإسلام وعلمنة الدولة وتغيير هوية البلاد؟! ، هل هذا بلد وحكومة تحترم نفسها وشعبها؟! ان العلمانية التى يدعو لها هذا الحزب لا تسمح فى دساتيرها المكتوبة فى دول العالم، العلمانية كلها بقيام حزب على اساس دينى لان هذا يقوض الدستور، ان يقوم حزب على اساس دينى او يدعو لحكم الدين، يحرم الحزب الذى يرفع هذا الشعار شعار الإسلام هو الحل من مجرد التسجيل دعك من هذه «البرطعة» التى يمارسها عقار وعرمان والحلو فكيف يمكن ان يقوم فى ظل دستور يجعل الشريعة مصدرًا للتشريعات حزب من ايدلوجيته الغاء الشريعة واقامة نظام يحارب الإسلام ويقضي على عروبة أهل السودان؟!، اضرب لذلك مثالاً واحدًا وبه يتضح المقال جاء فى دستور المملكة المغربية التى لا يحكمها اسلاميون فى فصل الأحكام العامة المادة الرابعة «يعتبر باطلاً وعديم المفعول كل تأسيس لحزب سياسى يهدف الى المس بالدين الإسلامى او بالنظام الملكى او بالوحدة الترابية للملكة أو يرتكز فى تأسيسه بصورة عامة على اي غاية تخالف احكام الدستور» فجميع الدول تنص فى دساتيرها على منع قيام حزب يقوم على اساس فكرى او سياسى مناقض للدستور ويعمل على تقويضه الا سودان الإنقاذ وان نصت فى دستورها على منع قيام حزب مناهض للدستور الا اننى لا اعلم فى محيطنا العربى والإسلامى حزبًا مناقضًا لدستور بلاده ويعمل سياسيًا وعسكريًا وبالتحالف مع المتمردين والكيان الصهيونى والشيطان على تغيير هوية امة كاملة وتقويض دولة وليس تقويض نظام سياسى فحسب، ومع ذلك هذا الحزب له اعضاء فى البرلمان وله مشاركة سياسية فى الحكم، وتخطب الحكومة وده وتسعى لابرام شراكة معه!! بالله عليكم هل نحن نحترم انفسنا وعقولنا؟! ان الجرائم الأخيرة التى قامت بها الحركة الشعبية قطاع الشمال من اشعالها حربًا فى جنوب كردفان وتحالفها مع متمردى دارفور فى كاودا وتحريضها الكيان الصهيونى على السودان وتمدد الإسلام فيه، ان هذه الامور كفيلة بقطع رقاب زعمائها وحل حزب الحركة الشعبية قطاع الشمال، لكن فى زمن الوهن والضعف واللهث لإرضاء الخارج عبر ترضية حلفائه ومخاطبة شواغل الخارج أكثر من تطلعات الأمة تجعل أهل المحراب الذين يعملون على تعزيز هوية الأمة والدفاع عن عقيدتها مضيقًا عليهم أكثر من أهل الحراب!!.