عرضت أمام المحاكم السودانية قضية طلاق امرأة من زوجها بسبب شخيره الذى اقلق منامها وحرق أعصابها، ولكن هل شخير الزوج العالي مدعاة للطلاق؟. والشخير هو الصوت الصادر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة لانسداد جزئى فى مجرى الهواء... فتحدث مقاومة تمنع مرور الهواء فيكون الصوت الذى نعرفه خخخخخخخخخ، وهو عادة مكتسبة يلجأ اليه الإنسان مضطراً، وهى مزعجة جدًا، تلجأ معها الزوجة لقطع نومها والكلام: هوى قوم اصحا أعدل رأسك، فيرد الزوج باحتجاج: ما قلت ليك أدينى مخدة لينة؟ نعسان ويحتج؟.. أما انك زول عجيب ما تقوم تكوسها براك! طبعًا دا كلو بي قلبا، حيتشاكلوا كمان أنصاص الليالي!، وأحيانًا لا ينفع الكلام فتضطر الزوجة الى القيام وهز الزوج وهذا فى حالات أنقطاع التنفس، الا أنه سرعان ما يعود بعد فترة لشخيره زى الما حصل شي. المرأة أيضًا تشخر ولكن لأنها آخر من ينام فى البيت بسبب مكابستها ومهامها التى لا تنتهي،لا يلحظ شخيرها أحد، الغريبة أنها اذا شخرت يقابل شخيرها بالأستهجان من الرجل، فيتذمر ويعايرها به، بينما تتحمل هى شخيره مع كل عيوبه الأخرى طبعًا، بصبر وجلد. منذ الأزل وبعض الرجال يشخرون، وأمهاتنا شيالات التقيلة يتحملن، ومؤخرًا صارت النساء تنزعج من الشخير، ربما بسبب ضغوط الحياة، وربما بسبب وجود علاج للشخير فماذا يمنع الزوج اذا كان شخيره مدويًا أن يذهب للعلاج؟. من فترة قصيرة قرأت أن ذوات الرقبة القصيرة يشخرن، وأذا انطبق ذات الكلام على الرجل فيمكن من البداية وضعه فى مواصفات الزوجات والأزواج: البت دى شوفوها لي رقبتها طويلة ولا قصيرة؟ لأنها محجبة، وربما ترد والدته: رقبتها توديها وين؟ داير تشغلها فى فرقة الفنون الشعبية؟. أحد أسباب الشخير السمنة الزائدة، ولكن النحفاء أيضًا يشخرون لأن أسباب الشخير كثيرة، ولنا قريب نحيف «قشة» كان يسمع شخيره من مسافة نصف كيلومتر تقريبًا، ويسمعه الجيران السبعة وسيد الدكان المقابل والفى الزاوية وعابرو السبيل، وبالطبع يسمعه عياله وتسمعه زوجته فى قد أضانهم ذات نفسه، وعاش هذا الرجل بين ظهراني كل هؤلاء الذين اتنكبوا به ولا يزال يشخر معززًا مكرمًا. المشخر لا يعرف أنه يشخر، ودائمًا ينكر، ويحدث أحيانًا أن تسمع شخيرك بأم أذنك وذلك عند الدقسة الخفيفة والتى عادة تكون نتيجة للتعب والإرهاق فتسمع شخرة صغيرة تصحو بعدها ولا تغالط، وبعض الشخير عبارة عن سيمفونية عديييل، وبعضه عبارة عن فيلم رعب يستحق أن يسمى «وادى الموت » أصوات رياح وتلاطم أمواج وصفافير، ومثل هذا الشخير مزعج ويخيف الزوجة فتردد فى نفسها: عليك الله الراجل دا صاحى ونايم ما مريحنا.... بس عليه!!، حقو الزول يقول ليه: يا الشخير...يا بيت أبوي.