ظنّونا، وقد انشغلنا باتفاقية الذل والهوان المسماة بالحريات الأربع، سنسكت عن إحدى قنابلها الموقوتة التي دُسّت كالسم الزعاف في دسم ما ازدرده باقان من أيدي الخوّارين المنبطحين فقد قالت اتفاقية الخوازيق الأربعة: (الشخص الذي تم له التمتع بهذه الحريات بموجب هذه الاتفاقية لا يجوز حرمانه منها بسبب التعديل أو وقف تنفيذ هذه الاتفاقية)!! يا سبحان الله.. تصوروا لو أن الحركة وجيشها الشعبي سرّبا أكبر قياداتهم الأمنية والعسكرية إلى أرضنا بموجب الحريات التي أتاحتها لهم هذه الاتفاقية المشؤومة وأصبح من حقهم الإقامة والتنقل في بلادنا.. هل تعلمون قرائي الكرام أنه ما من أحد يستطيع أن يطرد أو يحرم هؤلاء من الإقامة في السودان مهما فعلوا من تهديد لأمن البلاد القومي بمعنى أنهم باقون في السودان إلى الأبد حتى لو ساندوا جيشهم المحتل أو حاربوا معه أو دمروا أو خربوا؟! هل تعلمون أن إلغاء الاتفاقية لا يحرم هؤلاء مهما فعلوا من الحق الذي اكتسبوه قبل إلغائها؟! هل تعلمون أن هذا النص جزء من مخطَّط مشروع السودان الجديد الذي ما وُقِّعت هذه الاتفاقية إلا من أجله؟! تخيلوا أن يدخل أكبر المجرمين وسفّاكي الدماء والقَتَلَة والمجرمين والجواسيس بلادنا بتدبير الحركة التي تشنُّ الحرب علينا ويُمنحون الحريات الأربع بما فيها الإقامة والتنقل والتملك وتطلب الحركة إليهم البقاء كخلايا نائمة داخل أرضنا حتى تحين ساعة الصفر.. تخيلوا ما يمكن أن يفعله هؤلاء إذا اشتعلت الحرب وهاجم الجيش الشعبي إحدى المدن التي يقيم فيها هؤلاء المكلَّفون أصلاً بمهام محددة مثل إثارة الفوضى أو تدمير وتخريب بعض المنشآت الحيوية!! إذن فإن الجنوبي يُمنح بموجب هذه المادة حق المواطن الشمالي في البقاء الدائم ولا يجوز سلب الإقامة منه مهما فعل.. بالله عليكم كيف مرّر هؤلاء المنبطحون هذه المادة بل كيف وافقوا أصلاً على مناقشة الحريات الأربع التي لم يذهبوا أصلاً لمناقشتها وإنما لبحث قضايا أخرى أكثر إلحاحاً وأهمية للسودان؟! كيف مرّروا هذه المادة وهم يعلمون أن باقان ما طالب بها إلا لأنه يُضمر شراً؟! كيف مُرِّرت هذه المادة مع دولة في حالة حرب معنا؟! كيف يُتاح لجيش أجنبي يحتل أرضنا بشهادة الحكومة التي اشتكته واشتكت حكومة الجنوبالمحتلة لمجلس الأمن.. كيف يُتاح للجيش الشعبي أن يدخل الخرطوم بموجب اتفاقية أولاد نيفاشا بينما قواتُنا ترابط لمنعهم من دخول جنوب كردفان؟! قارنوا بين حال المرابطين هناك في ثغور جنوب كردفان وخنادقها يذودون عن الأرض والعِرض وحال أولاد نيفاشا وهم يتضاحكون مع باقان وألور وغيرهما من أعداء السودان الذين قالوا في شعبه أكثر مما قال مالك في الخمر وفي رئيسه ما يندى له الجبين!! قال المنبطحون إنهم يبحثون عن السلام وحذّر إدريس، بدون أن يبكي هذه المرة، من (مغبة الانقلاب على الاتفاقيات الممهورة مع دولة الجنوب)!! وكأنّ من وقّعها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم!! وأردف بعبارة مُدهشة ومُضحكة تستحق مقالاً كاملاً فانتظروني.. قال (مولانا) إدريس (خايف أن يحل علينا غضب الله من عدم الحمد والشكر)!! أرجوكم اعذروني فإن الرد على هذه العبارة يحتاج إلى صبر أتجاوز به الحالة التي اعترتني بعد قراءة هذا الكلام الذي ربما لم أرَ أو أقرأ أغرب منه في حياتي!! اتفاق لا يقل خطورة من كارثة نيفاشا لم يُعرض على البرلمان الذي يُفترض أنه يمثل الشعب بالرغم من أنه يستحق أن يُستفتى حوله الشعب.. اتفاق وقّعه إدريس ولم يوقِّعه الرئيس انتفخ إدريس وانتفش ومنح نفسه حق أن يُحذِّر ويُنذر ويتوعَّد بل ويحذِّر من أن يحل علينا غضب الله لأننا لم نسبِّح بحمد اتفاقه الذي أُقسم بالله إنه لا يستحقّ غير أن يُحرَق بنيران ملتهبة تصوِّرها فضائيات الدنيا حتى يتواضع هذا المسكين وصحبُه الذين ظنونا قطيعاً يسوقونه كما يشاءون والذين ظنوا أن نساء السودان عقمْنَ عن أن يلدنَ أمثالهم. أما حديثُه عن نيفاشا فسأتناوله غداً أو بعد غدٍ بإذن الله وأقول لإدريس: آن لك ولصاحبك سيد الخطيب الذي يغضب لنفسه وينتصر ويرفض أن يغضب من أجل هذه البلاد التي مرّغتم أنفها وكرامتها وكرامة شعبها في التراب.. آن لكما ولصحبكما أن تغادروا قبل أن نفقد هذه البلاد إلى الأبد.