كيف لنا أن نصدق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يهاتف سلفا كير مطالباً الجيش الشعبي بضبط النفس والتقارير التي نشرت مؤخراً تقول إن امريكا وفرنسا تدعمان التمرد في جنوب كردفان هذا في الوقت الذي ما زالت الذاكرة تحتفظ بما قالته سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة في جوبا من أن وعودهم للسودان ما هي إلا لذر الرماد في العيون وأنهم يستهدفون نظامه الحاكم. كيف لنا أن نصدق ما أعلن في اديس ابابا من أن الوفدين المتفاوضين قد اتفقا على وقف التصعيد العسكري ألم يحدث من قبل أن تم الاتفاق على وقف العدائيات فهل توقفت ام زادت وتوسعت رقعتها. المؤسف أن جنوب كردفان أصبح يعج بالجواسيس الأمريكيين الذي دخلوا عن طريق حكومة دويلة الجنوب وهم يفبركون التقارير والافلام التي تتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان والإبادة الجماعية وهذا كله كان بمثابة غسيل مخ للمجتمع الامريكي وحتى الإدارة الأمريكية والكونجرس يتخذان قراراتهما على ضوء هذه التقارير والأفلام وهذا اضافة إلى أن ذلك أساء إلى سمعة السودان بشكل مغاير تماماً لما يقوم به من عمل لإغاثة شعبه في جنوب كردفان في الوقت الذي يتخذ منه المتمردون دروعاً بشرية. من المؤسف والمضحك ان واشنطنوالأممالمتحدة حين يقوم الجيش الشعبي بهجوم على الار ض السودانية يطالبان الخرطوموجوبا بضبط النفس نفهم مطالبة جوبا بذلك ولكن المعتدى عليه كيف له أن يضبط نفسه هل يستسلم لما يلحق به من قتل ودمار، هل سمعتم من قبل وعلى مر التاريخ المساواة بين القاتل والضحية. لابد أن يجعلنا كل ما حدث واقعيين وأن لا ندفن رؤوسنا في الرمال وأن نجابه الحقيقة المُرة أن المستهدَف ليس النظام وحده وإنما المستهدف هو السودان بكامله طبقاً لمنفستو الحركة الشعبية الذي يرمي لخلق السودان الجديد وكذلك الجنوب الجديد المكون من جنوب كردفان والنيل الأزرق وابيي ودارفور. هكذا شئنا أم لم نشأ. وكما قال الشاعر العربي: في كل يوم يظهر الدهر العجب لا في جمادي وحدها ولا رجب فهذا ما اظهره السيد سلفا كير حين اضاف فرية أخرى إلى فرياته التي لا تخضع إلى منطق حين قال إن هجليج جنوبية دون أن يحس بأي حياء أو يطرف له جفن بل أكثر من ذلك إنه قال إنهم احتلوها. يقولون بسذاجة إن سلفا كير رجل سلام وإن من يقف وراء الحرب هو باقان ولكن ماذا يعني ما قال به هذا السلفا كير الذي سكت دهراً ونطق كفراً. لقد استخدمنا كافة وسائل ضبط النفس وتمسكنا بالحكمة وتذرعنا بالصبر ولكن المسألة اصبحت أكثر وضوحاً إنها مؤامرة كبرى، إنه استعمار جديد وإن دويلة الجنوب التي سعت امريكا بكل وسائل الخداع والمشروعة لقيامها ما هي الا اداة في يدها وأنها تحارب بالوكالة عنها وتنفذ اجندتها. علينا الاستعداد لما هو مفروض علينا وما ليس منه بد. { هامش: أمام هذه الحقائق فلن تخرج محادثات اديس ابابا باتفاق امني يوقف دعم المتمردين ويبعد حركات دارفور وعلينا الاستعداد قبل أن تقع الفأس في الرأس.