منطلقاً للحديث عن التوترات المتصاعدة هذه الأيام بين السودان الدولة الأم وبين الدويلة الوليدة جنوب السودان فيما يتعلق بالقضايا العالقة وعلى رأسها النفط لا بد لي من أن أبدأ حديثي عن باقان أموم الذي اختير رئيساً لوفد بلاده في مقابل وفد بلادنا في محادثات أديس أبابا لإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا التي ظلت عالقة طوال سبع سنوات. وكنا نستغرب أن يصر سلفا كير على رئاسته لوفد بلاده رغم أنه يعلم بسوء نواياه تجاه السودان وأنه لن يعمل من أجل الوصول لحلول معه وكنا نستغرب في نفس الوقت عدم اعتراض دولتنا الغبيانة عليه رغم علمها أن حقده دفين تجاه السودان وأنه ينضح كراهية تجاه شعبه. وكان من المفترض أن يتم حل هذه القضايا قبل إجراء الاستفتاء إلا أن الحركة لجأت للمماطلة ليتم الاستفتاء ومن بعد ذلك تظل هذه القضايا مصدر تجاذبات واستغلالها لإضعاف السودان اقتصادياً وأمنياً ومن ثم القضاء على نظامه الحاكم. وهذا ما رأيناه في احتضان الحركات الدارفورية المسلحة ودعمها والإصرار على بقائها رغم وعد سلفا كير للرئيس البشير يوم الاحتفال بهذه الدويلة «الخازوق» بطردها إلا أنه لم يفعل بل إنهم مهّدوا لها لإنشاء حلف كاودا والجبهة الثورية للانقضاض على السودان لتحقيق حلم ووهم السودان الجديد.. والمؤسف أن بعض أحزاب الشمال الفاشلة متواطئة في هذه المؤامرة الخبيثة رغم علمها أن المخطّط يستهدف هُوية السودان العربية والإسلامية لقد مضت سبعة أشهر ونفط الجنوب يمر عبر الشمال إلا أن حكومة سلفا كير لا تريد أن تفي باستحقاقات الشمال ظناً منها أن ذلك سيضعف اقتصاده وحين أخذ السودان هذه الاستحقاقات عيناً وأبلغ بذلك وزير نفط حكومة سلفا كير أخذوا يقولون إن الخرطوم تسرق نفطنا بمن فيهم رئيسهم الذي كنا نتوخى فيه الحكمة والمسؤولية إلا أنه وضح أخيراً أنهم «طينة واحدة.. وحقيقة أن صمت هذا الرجل لا ينم عن رزانة وإنما ينم عن إضمار السوء والنوايا المبيتة. لقد كان السودان كريماً مع هؤلاء حين يسّر لهم الاستفتاء وطي مراحله راضياً بأن تظل بعض القضايا معلقة وهذا ما رأينا نتائجه اليوم. ومعلوم دولياً أنه لا يمكن الاعتراف بأية دولة ما لم تكن حدودها محددة. وإن اللبيب يدرك أن وراء مؤامرات حكومة سلفا كير جهات محرضة خارجية على رأسها أمريكا وإسرائيل في إطار استهدافها للنظام في السودان وإنه من الغباء وخيانة شعب الدويلة الوليدة تنفيذ الأجندة الخارجية على حساب النهوض خدمياً وتنموياً ببلاد تفتقر لكل مقومات الدولة. هامش: سؤال لا بد منه: لماذا بقيت قوات الحركة الشعبية بجنوب كردفان والنيل الأزرق حتى كتابة هذه السطور؟!