.. حب البلاد والأوطان غريزة بداخلنا وهو تربية وطنية وإسلامية؛ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في مكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ والوطن بالنسبة للبعض دار وسكن وللبعض مكان الرزق والكسب وللبعض هو آخر يستند إليه ويعينه على الحياة التي يعيش.. وما أجمل أن يكون الانتماء لأرض الآباء والأجداد انتماءً يتبعه وفاء وعمل لرفعة شأن الوطن دونما ملل ولا كلل؛ ولأن الواقع يقلقنا فيما تبقى للأوطان من حب ووفاء في وجدان الأبناء مما يبدو في مجريات الأحداث التي تخز جسد الوطن والتي تمتص دماء موارده والتي تبعثر أرصدته والتي تستغل فيها المناصب والمواقع وبشكل لا ينبئ بذرَّة حب للوطن تتفوق على حب النفس.. تجدنا نؤيد ما سبق وطُرح من قبَل المهتمين والقلقين في وضع منهج للتربية الوطنية يدرس في مدارسنا. ولكن؟! مع أن يكون التعاطي مختلفًا ولا يشبه تعاطينا مع حالنا الراهن وبقية المناهج ..!!بل يجب أن يكون بشكل أكثر حيوية وجاذبية وتنوع في التناول لكي يسري فينا سلساً محبباً مجاباً؛ وأن يأخذ صفة الإلزام أحيانًا! ويدخل في أحكام المخالفات والغرامات كل ما يمكن أن يسيء أو يشين من منظر أو رائحة أو سلوك جانب التحضر في وجه الوطن أو شوارعه وحتى أزقته.. وإن لم يكن لدى البعض سلوك منضبط في الشارع العام يضبط وتحرر له غرامة.. من يرمي بالقاذورات بمخلفات المباني.. من يصدر صوتاً عالياً يزعج الآخرين.. ويشمل أمر تنظيم الباعة المتجولين.. ومن يفترشون الأرض؛ وتجاوزات الأكشاك في الشوارع واصطفاف السيارات في أطراف الشوارع وكيفما كان.. وأيضًا ضد كل ما هو عشوائي.. والتربية الوطنية تنمية تلك العاطفة الإيجابية بداخلنا تجاه الوطن فلا نقبل إلا بكل ما يرفع من شأنه ويعليه في أعين الأمم وأعين الأبناء والأجيال القادمة حتى لايصبح الوطن مجرد محطة أولى للانطلاق إلى خارجه وبلا رجعة.. والأمر يحتاج إلى كثير وطنية واحترام مواطنة؛ وطنية تصبح دافعًا لكل ما هو صحيح وراقٍ ومواطنة تجد حظها من العناية والتقدير فنبقى في أرض الوطن وإن خرجنا لا يخرج منّا الوطن!. وتمتليء الجوانح والصدور حبًا وتغني للوطن اعتقاداً وإيمانًا لا شعاراً.. لكم التحية