لم يخنكم نظركم.. أنا وجه امرأة اسمها ست البنات ارفع دعوى قضائية ضدها وضد كل من ظلمنى.. وعندما تسمعون حكايتى ستعلمون اننى على حق.. وستقفون معى بجمع من المحامين.. لست على شيء كثير من القبح.. أنا وجه عادى.. صفعت كثيرًا فى طفولتى فى بيت عمتى القاسية التى اضطرت لايوائى اقصد ايواء ست البنات وبالطبع ساذهب معها فانا وجهها! ونعت بصفات كثيرة اقربها القبيح بالطبع.. حتى تعقدت ست البنات وبالتالى تعقدت معها اذ صار جبينى مكفهرًا دائمًا.. ولم تفلح صاحبتى فى دراستها لان طموحها كان وسطًا لم اقل انها تركت المدرسة فهى الملاذ لها من قسوة عمتها على الاقل فهى تجد من تتحدث معه من رفيقاتها.. وكثيرًا ما اراقت كرامتى وهى تتملقهن حينًا ليقبلنها معهن او حين يقرصها الجوع فتسألهن بعض الطعام فقد كانت عمتها تعطيها بقايا الامس من الطبيخ الذى غالبًا ما يفسد حين تلسعه الشمس قبيل موعد الإفطار.. وبمعجزة نجحت ست البنات واصبحت فى المرحلة الثانوية.. وبدأت معاناتى مع الكريمات.. فلون ست البنات لا لون له.. اقرب للزيتى اوالبنى وضعت قليلاً من الكريم بعد ان قتلت نفسها يومًا كاملاً تغسل لابنة عمها ملابسها وكان هذا لتطلب منها بعض الكريم لوجهها بعد ان تفاجأت ببياض لونها بعد ان كان مسودًا كالليل.. اختفت من وجه عمتها ووضعت القليل منه على اناء بالطبع.. شعرت بحرقة غريبة تتمشى على خدى وجبينى وست البنات تبتسم فى سرور فقد اخبرتها ابنة عمتها انها اذا احست بالحرقة فهذا يعنى ان الكريم قد بدأ مفعوله.. وتوالت الايام وانا احترق كل يوم وتغير لونى.. اصبح مبقعً ثم ناصع البياض! هل هناك لون كالجير لوجه انسان الا اذا كان ميتًا؟ هل متنا يا ترى؟ كلا فها هى صاحبتى تنظر فى المرآة معجبة بلونى الجديد.. وهاهى تختلس النظرات لشاب عابر فى الطريق لترى ان ينظر اليها ام لا؟ هو نظر الى وجهها وعلت وجهه ابتسامة ساخرة.. انه يسخر من لونى.. ألم اقل لكم اننى اتعرض للاهانة؟ وصارت ست البنات تختلس بعض النقود من عمتها لتشترى الكريمات المختلفة.. وارتسم الذل على انا بالطبع فصاحبتي لصة.. ياللهول.. ادمنت الكريمات.. وغيرت اسمها الى :سوسو! بالطبع فبعد هذا اللون الابيض لا ينفع ان تسمى ست البنات..! وكثرت الحكايات الهامسة مع صديقاتها الجدد فى المدرسة.. ذات يوم غادرنا المدرسة قبل موعد انتهاء اليوم الدراسى وتسللنا الى الخارج فوجدت صديقتها التى لا احبها سهير تقف قرب سيارة بعيدة وهى تشير الى ست البنات لتسرع.. ايتها الغبية.. الى اين تسيرين؟ هذا فخ لن تخرجى منه سالمة.. لم تستمع اليّ بالطبع بالرغم من اننى املك فمها الا انها تمتلكنا جميعًا.. فلن تستمع اليّ لأن صوتى لن يصلها.. وقبل ان تركب السيارة اطل وجه رجل كهل منها امعن النظر في طويلاً وقال شيئًا لم تسمعه سوسو.. وركبت السيارة والجل ينظر الينا عبر المرآة: ليست سيئة صاحبتك.. الا ان وجهها.. مال وجهها؟ صحت فى غضب صامت.. وتحركت العربة وصاحبتى مبهورة لاهثة الأنفاس لجمال السيارة.. احذرى يا ست البنات..سيجارة؟ امتدت يد صديقتها بعلبة سيجار الى سوسو.. التى نظرت اليها فى انزعاج حقيقى فهى لم تدخن قط من قبل.. كلا كلا.. اعادت صديقتها العلبة وهى تطلق ضحكة ساخرة.. اتسخر منا ياترى؟ اوقف الرجل السيارة قرب منزل فاخر ثم فتح الباب ودخل بالسيارة يا للهول يا لجمال هذا البيت.. ستموت صاحبتى من الدهشة بالتاكيد.. ولكننى كنت على خطأ هذه المرة فهاهى ست البنات تسأل صديقتها فى همس : الم تقولى اننا سنذهب الى الحديقة ؟ فلماذا اذن دخلنا هنا؟ اصبرى قليلاً سنذهب بعد قليل.. وهنا اشتد وجيب قلبها خوفًا سيقتلونها ان عرفوا انها دخلت منزلاً غريبًا مع رجل غريب لابد ان تهرب.. فتحت الباب وركضت خارجة بدقائق قبل ان تقفل البوابة وصوت صديقتها يلاحقها فى غضب : عودى ايتها الغبية.. ولكنها هربت كأن الشياطين تطاردها.... ولكن اين هى الآن؟ تلفتت فى حيرة تحاول ان تعرف اين نحن.. صفعة مدوية نزلت على خدى وصوت اجش غاضب يهدر: اكنت فى ذلك المنزل المشبوه يا ست البنات؟ من؟ خالى؟ كلا لقد لقد.. وتلعثمت فوقعت صفعة اخرى على خدى الملتهب من جراء الكريمات والصفعة الاولى.. جرنا الخال الى المنزل وهو يلوم عمتها بصوت عال: اهكذا تربين ابنة اختى التى تركناها امانة لديك؟ وهكذا ارغم الرجل ست البنات على الزواج من صديقه الذى يعمل معه فى الحدادة بعد ان ترجاه ان يستر ابنة اخته.. واصبح لونى الآن عجيبًا بعد ان تركت صاحبتى استعمال الكريمات لان زوجها فقير لا يملك ثمنها وان عليها ان تقضى نهارها فى صنع الطعمية والكسرة لتواجه تكاليف المعيشة معه والا...؟ والتهبت خدودى وذبلت عيناي وهأنذا ارفع دعوى ضد ست البنات وانا وجهها الملتهب..