تلودي هي بطحاء ذات تربة خصبة تنداح في سهل عصي المنال لكل معتدٍ وغاصب تحفها سلسلة من الجبال هي جبل تلودي النوبة واليه يرجع مسمى تلودي وتقطنها قبائل عدة منها قبائل تسومي.. وطمطم.. وططا.. والمجموعات الاخرى مثل الحوازمة وكنانة والكبابيش والهوارة والكواهلة والشنابلة والمسيرية وقبائل تيرة.. ولومون وتلودي جزيرة تحفها سلاسل من الجبال تطل عليها من كل فج عميق تفترشها نمارق خضراء من حقول الذرة والقطن والسمسم ومن الحقول الطبيعية الخضراء وارجل من اللجين الوضاء الذي يروي سيقانها في همس وحبور يترقرق بين الجذور والسيقان يداعبها نسيم الفجر الصادق تحفها الوهاد والأنجاد.. وهنالك الحجيرات وطابولي وجبل ططا وجبل مفلوع وجبل كندرما وجبل انقارتو.. وجبل ام دوال وكل أناسي وأنعام هذا الوادي الخصيب يردون الماء صفواً عند حفير التوج.. وتتقاطع تلودي الطرق منها طريق طابولي الدار.. طروجي القردود بانتيو.. ومنها طريق الليري.. كرندي.. العرايش فاريان.. اللميرة.. العرايش السيسبان تونجا.. ملكال.. الليري.. لونو.. ادوك وما زالت هذه القبائل تعمر هذا الوادي الخطيب مترابطة متلازمة موحدة ضد اي غاصب او غادر وهذه القبائل لم يهزمها صلف المستعمر وجوره وكان آخر الطغاة ابورفاس الذي اغتاله ابناء تلودي عندما طغى وتجبر.. تلودي موقع إستراتيجي حصين يطل على مجموعة من الطرق البرية والجوية التي تربط جبال النوبة بمقاطعة الوحدة واعالى النيل «وتنجا وكاكا التجارية» وبها مطار. الجبهة الثورية في مفترق الطرق في صبيحة الهجوم على منطقة «التشوين» حيث مولد الكهرباء والذي يستخدم في عملية انسياب البترول من حقول الشهيد الفاضل «الإحماء» واستخدامات اخرى.. في هذه المعركة قتل قائد حركة العدل والمساواة ومجموعة من مقاتليها تتراوح بين «60 100» قتيل.. هذا الفتك دفع ما تبقى من قوة العدل والمساواة للانسحاب نهائياً من دولة جنوب السودان وذلك للأسباب الآتية: حكومة جنوب السودان تستخدم حركات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق للحيلولة دون المساس والتأثير في عمقها الامني والإستراتيجي وما يسمى بالجبهة الثورية ما هو الا فتنة تخفي خلفها جوبا اهدافها الحقيقية.. وجوبا تدرك ان تغيير نظام الخرطوم لا يتأتى بالبساطة التي تتخيلها الجبهة الثورية.. ولقد استبان لحركات دارفور نوايا حكومة جنوب السودان في استخدام «المغفل النافع» بالإضافة للجوع والمرض والجرحى والمعاملة السيئة لهم واضطهادهم من قبل الجيش الشعبي.. فقرروا الانسحاب لدارفور..!؟ . موقف النوير بصورة عامة: دب اليأس في قيادة ابناء النوير في حرب شمال السودان وبدأوا يتكتلون ويعصون التعليمات.. بحجة ان حربهم ضد العرب ليست لها اي اسباب وان الحرب فتكت بابنائهم وتضرروا اكثر من الدينكا وان اتحاد النوير في الولاياتالمتحدةالأمريكية «مقاطعة كلورادو» اصدروا بياناً مفاده ان الحرب بين الشمال والجنوب حرب لها اهدافها السرية.. وهذه الاهداف هي ان حقول البترول كلها في مناطق النوير فرأت قيادات الدينكا.. ان البترول سوف يحدث تغييرًا في انسان النوير واهمها الاستقرار والتعليم مما جعل المنافسة في المستقبل من نصيب النوير الشيء الذي يرفضه الدينكا.. فان المنشور يحذر النوير من مغبة الحرب التي عطلت تدفق البترول وهو امر مقصود من قبل الدينكا.. كما ان الدينكا يرون ان مدينة جوبا.. لم تكن حاضرة للدينكا فيجب ان تكون العاصمة «توريت» العاصمة التاريخية لثورة الدينكا ويجب تعميرها حتى تكون مقرًا للجيش الشعبي لتحرير السودان في المستقبل القريب. ما هو دور الهجوم المتكرر على تلودي: تردي الاوضاع في جنوب السودان ولد رأيًا عامًا ضد استمرار الحرب ومن اهم دوافع الرأي العام توقف الكهرباء بصورة نهائية في جنوب السودان وتوقف العربات لانعدام الوقود وتلاحقت احتياجات الانسان اليومية لكثير من الخدمات، هذا التردي دفع الكثير من المجتمعات السكانية في جنوب السودان لاشهار واعلان رفضها لهذه الحرب فخروج سكان بحر الغزال في الاسبوع المنصرم في مظاهرات وهتافات «سير سير يا البشير ولالا للحرب» كل ذلك لأسباب رفضهم للحرب وكان رد فعل الحكومة في جنوب السودان فتحت عليهم النار باعتبارهم «طابور خامس» ولم يكن الخروج بالمظاهرات في بحر الغزال فحسب بل كان في جوبا نفسها هي الأخرى ترفض الحرب، هذه الظاهرة وضعت القيادة في جنوب السودان ان تدفع الجبهة الثورية لمغادرة الجنوب كما ان المنظمات هي الأخرى اشترطت عليها ضرورة ان تحتل اي مدينة كبرى في جنوب كردفان وان تعلن حكومتها وبالتالي يمكن ان تجد المساعدات من المنظمات الدولية وان تجبر حكومة شمال السودان على الجلوس للمفاوضات هذا السيناريو حتم على الجبهة الثورية ان تجعل من تلودي هدفًا إستراتيجيًا تبني عليه آمال السلام، وهذه الأسباب هي التي جعلت الحركة الثورية تكرر محاولاتها اليائسة في الهجوم على تلودي، وهجومها على تلودي هو عبارة عن تدوين المدينة بصورة عشوائية من البعد لا تحقق اي انتصار من الأغراض العسكرية بل هو اعتداء على حقوق الإنسان وتفتيت وحدة ابناء تلودي داخل المدينة الذين استماتوا في عزيمة الرجال في الدفاع عن مدينتهم ومن القوة التابعة للجبهة الثورية في المنطقة هي قبائل المورو فهي الأخرى ترى ان الحرب في منطقتهم هي لقتل وتشتيت اهلهم الآمنين وتخلف في التعليم والصحة والاستقرار وهي الأخرى رفضت الحرب ولا تريد الاستمرار في هذه الدوامة التي لا جدوى منها وانها تريد الحوار والسلام وتحقيق مطالبها في الأمن والسلام وفي تطوير منطقتها وسلامة قبائلها وتهدف الجبهة الثورية من احتلال تلودي لاعلان حكومتها حتى تحظى بالإمدادات الإنسانية واللوجستية والتسليح من قبل الجماعات المساندة لها بما فيها حكومة جنوب السودان وهذا السيناريو في الاصل هو سيناريو امريكي لتوقيف المصالح الحيوية للصين وروسيا وهي الشريك الأصلي في استخراج النفط في جنوب السودان وفي شمال السودان فدفعت امريكا بالدولة الصهيونية لتقديم المساعدات العسكرية لمضايقة المصالح الصينية الروسية وقد شهدنا الجسر الجوي لطائرات العال المدنية وهي تنقل العتاد العسكري لركونا فالسيناريو الصيني الروسي يري ضرورة الحوار وإيقاف الحرب لأنها أضرت بمصالحها الحيوية وأهمها إيقاف تدفق النفط وتقليل فرص الاستثمار لها في جنوب السودان وحكومة شمال السودان.