للمرة الثانية يتم اعتقال السياسي مبارك الفاضل بذات التهمة، وهي التخطيط لأعمال تخريبية، وتم إطلاق سراحه في المرة الأولى لعدم كفاية الأدلة بحسب ما صرحت به الجهات الرسمية آنذاك، إلا أنه في هذه المرة بعد أن تم استجوابه أمس وأطلق سراحه، عاد الرجل مجدداً في اليوم الثاني لمواصلة التحقيق معه.. مبارك كما أكدت الحكومة أول أمس على لسان رئيس القطاع التنظيمي بالوطني حامد صديق، ظل يعمل لإسقاط النظام منذ قصف مصنع الشفاء في عام 1998م، فمنذ إعلانه عن حل حزبه «الأمة الإصلاح والتجديد» والعودة مجدداً إلى عباءة الأمة القومي خفت بريق الفاضل، وهو الأمر الذي يبدو مريحاً لرئيس الحزب الصادق المهدي، فقد كان مبارك ومن خلال نشاطه السياسي الذي عرف به من أكثر المعارضين للإنقاذ، وكان في حكومة الصادق المهدي يشغل منصب وزير الداخلية، وبعد الإنقاذ غادر السودان وظل معارضاً، وعاد إلى الخرطوم فى عام 2002م، وانسلخ عن حزب الأمة وفارق ابن عمه وكون وآخرون حزب «الإصلاح والتجديد»، وبعدها وقع اتفاقية مع الحكومة، وتم تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية، ولكن لم يستمر في منصبه أكثر من عامين، حيث اتهمته الحكومة بمحاولة الانقلاب عليها، واعتقل ومعه الأمين العام لحزبه عبد الجليل الباشا، وتم إطلاق سراحهما وآخرين لعدم كفاية الأدلة، ومنذ وقتها ظل الرجل يسعى لأن يكون حضوراً في المسرح السياسي، وكان ترشحه لرئاسة الجمهورية من أبرز مواقفه، وأصبح مثل الذي «يبحث عن إبرة في كوم من القش». وظل مبارك الفاضل يتبع سياسة الخروج عن المألوف، ففي مؤتمر صحفي عقده بمنزله طالبته قيادة حزب الأمة بفتح حوار مباشر مع الجبهة الثورية ووضع النظام أمام خيارين، أما القبول بمعالجة الأزمة أو إسقاطه. وظل الرجل يعلن مراراً ضرورة إسقاط النظام، بل أنه بارك خطوة تقارب نصر الدين المهدي مع الجبهة الثورية، وكشف أن كثيرين من أعضاء الحزب المخضرمين باركوا هذه الخطوة. ومحاولة عودة مبارك إلى الأضواء من خلال الاعتقال أمر لم ينفه القيادى بحزب الأمة الفيدرالي مدير مكتب مبارك الأسبق صديق مساعد، الذي ذهب خلال حديثه ل «إلانتباهة» إلى أن مبارك من المؤيدين لإسقاط النظام، وظل يعلن مواقفه الرافضة للحكومة على الملأ. وأن العلاقة بين الحكومة والمعارضة تغلب عليها مسألة المكايدة وتصفية الحسابات، وهذه ظاهرة غير طيبة فى حق البلاد على حد قوله. ووصف مساعد خطوة اعتقال مبارك في هذا الوقت بغير الموفقة، بل قال إنها خطوة لإعادة مبارك الفاضل إلى الأضواء من حيث لا يحتسب بعد أن غاب عن الساحة السياسية، وقال إن هذه خطوة تحسب ضد الحكومة وقد تستغلها دول الإقليم والأسرة الدولية من باب حرية التعبير عن الرأي. ويستدرك محدثي قائلاً إن مبارك محسوب على حزب الأمة القومي وليس على حزب الإصلاح والتجديد، فهنالك تيارات وقيادات كبيرة متضامنة ومتفقة معه، منها كثير من قطاعات الشباب بالحزب، ولكن هذا الأمر نفاه القوني إدريس أحد كوادر حزب الأمة الشابة خلال حديثه ل «الإنتباهة» مؤكداً أن شباب الحزب ضد تسميات مجموعات فلان أو غيرها، وأن شباب الحزب ليس غطاءً لأي قيادي يحتمي بهم، لأن كل آراء وأهداف الشباب داخل الحزب تتمحور داخل قيادة الحزب، والتغير الذي حدث داخل الحزب أخيراً من ترشيح أمين عام للحزب خلفاً للفريق صديق إسماعيل وقف وراءه الشباب. وفي كل الأحوال ظل مبارك رجلاً مثيراً للجدل سواء تم اعتقاله أو لا، وبالقطع فإن ما تم أخيراً داخل الحزب خطوة يبدو أن الفاضل لن يجعلها تمر مرور الكرام، وبالقطع هذا لا ينفصل عن محاولته لفت الانتباه إليه في هذا التوقيت.