{ أكتب هذه المادة قبل مباراة القمة التي جرت أمس ولهذا لا علاقة لهذا الموضوع بتدريب الفريقين ومدربيهما. وذلك حتى لا يظن من يطلع على العنوان انني بصدد الهجوم على هذا المدرب او ذاك بسبب خطته العقيمة او عدم قراءته للملعب كما فعل المدرب الآخر، او انه اشرك لاعبا لا يستحق المشاركة وأجلس مع الاحتياطي لاعباً افضل.. او قد يطالب البعض حسب نتيجة مباراة الامس بطرد المدرب هذا ان لم تنته المباراة بالتعادل.. أظن هو كل ما يمكن ان يقال ويكتب عن التدريب حسب مباراة الأمس.. من هجوم او إشادة بالمدرب الشاطر الذي عرف كيف يختار التشكيلة ويلغي وجود أهم مفاتيح اللعب في الفريق الآخر. { التدريب الذي انا بصدده اليوم هو ذلك العلم المهم، وهو الذي تم تطويره ليكون تنمية الموارد البشرية، وهو الجانب الذي بدأ الاهتمام به في كل العالم الذي يسعى للتقدم للأمام ويلحق بركب الحضارة، ولهذا تجد ان معظم الموازنات المالية تذهب للتدريب والموارد البشرية، بل تخصص لهذا الأمر وزارة عليها وزير ممن ينظرون للمستقبل كما هو الحال عندنا ممثلاً في وزارة الموارد البشرية التي يتولاها بلدياتنا ودفعتنا وجارنا العطبراوي الدكتور عابدين محمد شريف. { إن شاء الله سأكون اليوم في العاصمة التونسية للمشاركة في لجنة التدريب البرامجي التابعة لاتحاد الاذاعات العربية التي اتشرف برئاستها للدورة الحالية.. ومهمتنا في اجتماع اليوم وضع خطط التدريب للعام القادم ومراجعة الدورات التدريبية التي لم تنفذ هذا العام والعام الماضي، بسبب الاحداث في سوريا حيث يقع مقر المركز العربي للتدريب الاذاعي التلفزيوني. { وفي مجال الاعلام لا غني عن التدريب مهما كانت الدرجة الوظيفية وسنين العمر، وهذا ما عرفناه ولمسناه في المؤسسات الاعلامية الكبيرة التي عملنا بها في الخارج، بل في معظم الدول لا يتم التصديق بقيام أية مؤسسة اعلامية ان لم يكن مركز التدريب هو أحد أبرز مرافقها.. ولا أظن أن عندنا مؤسسة صحيفة بها مركز للتدريب يقوم عليه الافذاذ من أهل الشأن. نقطة.. نقطة...؟! { في معظم المؤسسات والكيانات الكبيرة تكون الدورات التدريبية هي الأساس في الترقي والاستمرار في الوظيفة.. وفي المؤسسات العسكرية يسمونها الدورات الحتمية. { في مجال الإعلام لا مكان للجربندية واداء الهواة حتى لو كانوا ممن يحملون الشهادات الاكاديمية الرفيعة.. ولا بد من التدريب النظري والعملي خاصة للصحافي والإعلامي والمذيع والمصور والمخرج والمعلق. { في سنوات مضت حين بدأنا تأسيس إدارة كاملة للبرامج الرياضية كان التدريب هو همنا الأول، وأتذكر العشرات ممن تقدموا للعمل بتلك الدورات التدريبية التي نظمناها في الداخل وأوفدناهم لها إلى الخارج، وبإذن الله تعود الحياة للتدريب الحقيقي.