قالت حبوبة لبنتها الكبيرة: «يا بتي أنتي أسع جاكم عريس لي بنيتك، عرفتو عنو حاجة؟.. فتشتوهو؟ فردت أم العروس: «نفتشو كيف يا أمي»؟ فأجابت الحبوبة: «آآآي.. تفتشوهو.. المثل بقول «الولد بياخدوهو من بيت أمو»!! لم تفهم البنت الكبيرة كلام أمها.. وفي هذا الأثناء دخلت العروس «الحفيدة» فردت على استفسارات حبوبتها قائلة: يا حبوبة.. ده شاب ظريف.. وبي بيتو وعربيتو.. وما شاء الله تاجر قد الدنيا.. وكمان قيافة وفايت الناس مسافة. ضحكت الحبوبة من جرأة «الشافعة» العروس وقبل أن تعلق على سذاجة لسان العروس تدخلت أم العروس وسألت «الحبوبة»! كدي يا أمي أشرحي لي كيف يعني الولد بياخدوهو من بيت أمو؟ ارتاحت الحبوبة للسؤال، وعدلت النضارة.. ثم جرت قليلاً إلى وجهها الطرحة التي احضرتها معها من الحج مؤخراً وتحدثت بعبارة المعلمة الواثقة من نفسها وخبرتها وقالت: ايوااا قلتي لي يا بنتي.. سؤالك وجيه.. تلبسي توبك، وتقومي يوم كدى تمشي فجأة تزوري ناس العريس في بيتهم.. تشوفي البيت عامل كيف.. وناس العريس وضعهم شنو؟ وطريقة معاملتهم، وبالذات عامل شنو لي أمو.. وتفتشوهو تسألوا عنو تحت تحت مااااتغركم المظاهر. كانت هذه العبارات من الحبوبة نقطة تحول في مفهوم الأم.. والرسالة وصلت والولد بياخدوهو من بيت أمو». البلد غرقانة: الباشمهندس يصل بعربته الفارهة للحارة الطرفية الحديثة في الدرجة الثالثة مساكن شعبية مأهولة بالسكان الغبش المساكين.. وفي صحبة الباشمهندس رتل من أركان حربه مساعديه وعمال ومعدات وذلك لمعاينة وإصلاح شبكة المياه المكسورة بعد أن تكونت وسط الحارة بحيرة واعدة بأسراب من البعوض وجيوش من الذباب والكلاب الضالة والأطفال المتشردين.. يتحدث الباشمهندس ويجيب عليه رئيس اللجنة الشعبية: ده البلاغ العشرين يا أخوانا.. حارتكم دي قصتا شنو.. انتو في ناس قاصدينكم بلعبوا بي «البلوفة» دي ولا شنو؟ عندكم معارضة ولا ثورة مضادة؟ يا باشمهندس انتو عارفين دي شبكتكم التعبانة الركبتوها دي، ما بتستحمل ضغط الموية.. وبراكم قاعدين تنكتو لينا تقولوا بعدما تصلحوا لينا عطل: اها ودعناكم الله نشوفكم بعد يومين في كسر جديد.. أاها الثورة المضادة فينا منو؟ يضحك الباشمهندس: ايوه يا ناس اللجان.. دي ما غلطتنا نحن.. دي غلطة الشركة الوقع عليها العطاء ونفذت المشروع.. نعمل شنو الحكاية جاطت البلد دي ما عندها وجيع.. يلا يا ناس اللجان نشوفكم بعد يومين في كسر تاني. المواطنون «مشحوطون» للمواصلات: مئات من المواطنين في ميدان جاكسون بالخرطوم في مظاهرة صامته أو لوحة تعبر عن فشل ذريع في حل أكبر معضلة جابهت العاصمة بعد خروج الإنجليز وحتى اليوم.. زحمة المواصلات مسنين ونساء وشابات وشباب وأطفال وشحادين وباعة وبضائع مفروشة على الأرض.. وكل شيء موجود هنا ما عدا المركبات في ساعة الذروة إلا من أعداد رمزية يتزاحمون عليها ويتنازع الركاب في لهفة للركوب.. رجل عجوز يائس يسأل شاب «مركلس» على الأرض: يا ولدي مشكلات البلدي دي أصلها ما بتتحلا.. قالوا بصات الوالي جات.. زادت الطيب بِلة.. والله زمن الإنجليز زمن «الطرماج» ما كانت كدى. يرد عليه الشاب: لكن يا حاج السودان كلو اتكب في الخرطوم.. والشوارع ضيقة.. غايتو دي قريب ما عندها حل إلا يفرتقو العاصمة. يا ولدي على الأقل يكون في مسؤول يشوف الحاصل الناس ديل ما بهتموا بيهم إلا في الانتخابات؟ .. بعدين ناس الحافلات والهايصات ديل لاعبين بالناس وين إدارة المواصلات المسؤولة يا ولدي؟ الناس دي معذبة عذاب قبورة.. المسألة «فيها إنَّة» البلد دي يا أخوانا ما عندها وجيع؟ يا حاج.. وجيع يعني شنو؟ الحريات الأربع وأربعين كلما أطلت مشكلة على السودان.. وكلما لاحت نذر مواجهات عسكرية على الحدود.. حرك السكر أذنيه يسترق السمع.. وقفز الدولار من دون آن يستبين صدق الأحوال وبدأت أكوام الحكايات تلوك الإشاعات.. وتعذرت اللحوم وظل حولها الواشي يحوم.. وهكذا السوق دومًا بلا طايوق. شيرين والناس المرطبين وقف الفنان الكبير بعربته الفارهة العملاقة أمام أحد الجزارات.. فوجد صبياً عرف الفنان من الصورة.. فانتهز الفنان فرصة إعجاب الصبي و«نقى» ما طاب له من اللحم الضاني البهي ثم دفع القدر اليسير.. وانطلق بعربته الفارهة في بهجة وسرور وهو يترنم.. الدنيا منى وأحلام يا سلام.. الدنيا واحلاااام .. تررررم ترررم. وجاء من بعده صاحب الجزارة العجوز فأغضبه تصرف الصبي الغرير.. و«مرت الأيام».. وعاد بعدها الفنان بعربته الفارهة وتقدم نحو الجزارة وحيا الحضور في بهجة وسرور.. لكنه لاحظ أن الصبي غير موجود وإنما هنالك بائع عجوز استعد له بالسكين.. وبدأ الفنان كعادته يعزل ما طاب له من اللحوم.. ثم بعد أن أكمل الميزان أخرج اليسير من الأثمان والذي لم يعجب الجزار هنا «شخط» فيه البائع العجوز. لا يا اخوي.. يفتح الله.. كفاية العملتها في الشافع يومداك. هنا تحرك غرور الفنان الكبير ورد عليه: انت ما عرفتني ولا شنو؟.. أنا فلان الفنان. عرفتك يا أخوي.. كان درت فنك اشرطتك مالية السوق.. وكان درت لحمتي اهي معروضة في السوق ويفتح الله ويستر الله. وعلى الناس المرطبين إن «قرموا» لفن شيرين أن يتبعوا سياسة أخوانا الجزارين. «الإنتباهة» .. وارتفاع المبيعات «الإنتباهة» .. وارتفاع المبيعات له دلالات «والمطابع عجزت عن الوفاء بطباعة ما هو أكثر» ثم ماذا بعد المائة ألف نسخة؟ قد يقول قائل ربما تطبع صحيفة ما هذا العدد في خبطة صحفية.. وحتى في حالة الخبطة هذه لم تصل أي صحيفة هذا الرقم «أكثر من مائة ألف».. لكن أن يكون هذا العدد لصحيفة سودانية «الإنتباهة» هو سرعتها العادية على الدوام فإن همها التالي يحفزها أن هذا العدد لا يكفي، فحكم الجمهور لا طعن فيه ولا استئناف، والبعض من قبل قالوا العبرة على المحافظة والانتباهة كلما زادت سألت نفسها: المحافظة على ماذا؟ الستين أم الثمانين أم على المائة أم على ال ....؟ {سيارة عمر اسرع من سيارة علاء وأبطأ من سيارة عماد. فأي سيارة أبطأ؟ الإجابة العدد القادم { إجابات العدد الفائت: 1/ شيء بلا جسم وله عظم ولا يعمل إلا بقطع الرأس «قلم الرصاص» 2/الشيء الأسود الذي أنار العالم «الحبر» 3/ أمي وام ابن امرأة أبي وحماة أمرة أخي كم أُذن لهم؟ «أذنين فقط» لأنهم شخصية واحدة. امتحانات الأب: إن شاء الله السنة الامتحانات جاتكم ساهلة يا حماده يا ولدي؟ الابن: الاسئلة جات ساهلة يا بابا لكن الأجوبة كانت صعبة. أسامة شمس الدين مدرسة الشمالية سوبا شرق