هنالك العديد من أصحاب المهن الشاقة الذين يواجهون صعوبات قاسية في شهر رمضان كالذين تقتضي أعمالهم الوقوف أمام أفواه الأفران الملتهبة ساعات طويلة، والعاملين في الإنشائية والحفريات والكسارات والمحاجر والعاملين في مصانع الحديد والعتالة والكماسرة وغيرهم من أصحاب المهن الشاقة حيث يتعرّض العمال الصائمون الذين يعملون فترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة في شهر رمضان لنقصٍ كبير في السوائل والأملاح المعدنية يحتاجون إلى رعاية خاصة خلال الشهر الكريم. يقول أحمد أحد الشباب العاملين في مصانع الحديد الصلب إن مهنة الوقوف أمام الأفران لصهر الحديد من أصعب المهن على الإطلاق كل ذلك في سبيل لقمة العيش الصعبة.. لا يختلف حال أحمد عن حال عبد الله إذ يتعرّض هو الآخر لدرجات حرارة مرتفعة كونه يعمل في الفرن، يقف عبد الله ما يقارب خمس ساعات أمام بيت النار الذي تزيد حرارته من حرارة الطقس المرتفعة أصلاً لكن درجات الحرارة لا تزيد عبد الله إلا إصرارًا على الصيام رغم المشقة، ويقول إيمانه يجعله يصبر ويتحمّل المعاناة على الرغم من حاجته الماسة للماء، يضيف: فريضة الصيام أهم من أي شيء آخر. يؤكد أن مهنة الفران في فصل الصيف شاقة فكيف إذا كان الأمر في شهر رمضان. كما تحدث إلينا التوم «بائع خضروات» يقول الشيء الوحيد الذي يعاني منه هو العطش لا ينكر التوم أن نفسه تسول له أحياناً فك صيامه بسبب العطش إلا أنه يستغفر الله. يقول مدثر أحد العمال في مصنع الرخام والبلاط إن العمل في هذا الشهر شاق حيث يحتاج إلى تركيز شديد.. وأشار مدثر إلى أن قوة الإرادة والتصميم على الصيام وأداء هذه الفريضة تخفف عنهم كثيرًا من المشاق.. كما تحدث إلينا جبارة عامل بناء أنه يتحمل مشقة الصوم تنفيذ لتعاليم دينهم في أداء هذه الفريضة مبينًا أن عمال البناء الصائمون يقسمون أوقات العمل إلى فترتين تجنبًا لمخالفة الشريعة في عدم الصيام خلال الشهر الفضيل. كما تحدث إلينا سعيد «سائق تكاسي» أضطر إلى العمل أثناء هذا الشهر؛ لأني في حاجة ماسة إلى تأمين لقمة العيش لأفراد أسرتي الى جانب تأمين متطلبات الإيجار والأكل والشرب والملبس بالإضافة إلى مصاريف العيد.