من بين الصائمين من هو ملزم بالعمل البدني المرهق ساعات طويلة من النهار، وتحت درجة حرارة عالية، وبعضهم قد لا يجد له مأوى باردا يقضي فيه ساعات راحته في الوقت الذي لا يمكنه تناول رشفة ماء بارد تخفف من عطشه، والشاب (عباس برير خليفة) فتى صغير في سنه قد لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره يعمل (فرانا) في احد مخابز منطقة (جبرة) وعمله طوال اليوم مواجها للنار مباشرة لكنه مع ذلك مقبل على الصيام برضا وسعادة متحملا ما يصيبه من وهن ومشقة بطمأنينة، كلما قرصته شدة الصيام ذكر ربه وما وعد به الصائمين من عظيم الفضل فينشرح صدره وتزداد سعادته به. عباس قال ل(الرأي العام) إن يومه يبدأ باكرا ويكون فيه وجها لوجه مع نار (الفرن) لا سيما وهو الذي يدخل صينية الخبز (الطاولة) الى داخل (الفرن) لتنضج ثم يخرجها لكنه سعيد بذلك حيث انه لا يفكر في النوم ولا الجوع ولا العطش، ويقضي يومه في الجد والعمل منذ ظهور الخيط الابيض من الاسود..وأضاف : الصيام عبادة وفريضة واجب علينا أن نؤديها لذلك علينا القيام بها تحت كل الظروف.. وقال : رمضان بالنسبة له كبقية الأشهر فهو يكتسي طابعا خاصا في النفس ولكن العمل فيه يكون بنفس وتيرة الاشهر التي قبله وهو شهر يبقى شهرا للعمل والعبادة . ورغم حرارة (الفرن) التي تلسع وجه (عباس) وكل جسده هو يعمل بإخلاص ورضا، لم تثنه (سخانة) أجواء الفرن عن صيامه وهو في هذا العمر الصغير في الوقت الذي نجد فيه اقرانه غارقين في النوم حتى ساعات الافطار.. ف(عباس) هو نموذج ومثال للفتى العامل المثابر الصابر.