قواتنا تحاصر العدو داخل ارضنا وفي حقول نفطنا.. هل في ذلك من شك الشارع السوداني كله أخذ العلم بذلك.. دول الجوار أخذت علماً بذلك، دول وشعوب العالم علمت بأن دويلة جنوب السودان التي لم تكمل العام على ولادتها هاجمت جمهورية السودان كأول عدوان «خارجي» من دولة جارة.. وأعلنت على لسان ووجه وصورة رئيسها أن قواته استولت على حقل هجليج الواقع داخل حدود بلادنا.. اسرت المرضى والأطباء.. اساءت معاملتهم.. خربت المنشآت نهبت الممتلكات.. تماماً كما كان يفعل ما يسمى بالجيش الشعبي بالمدنيين العزل عندما يدخلون إحدى مناطق السكن في الجنوب قبل اتفاق السلام.. تحركت فصائل قواتنا المسلحة والنظامية والدفاع الشعبي.. وتحرك الشعب بكل فصائله.. تحركت قطاعات الشعب باعتبار رد الكرامة وإعادة السيادة الوطنية لهذه المنطقة من بلادنا وتحركت الحكومة بكل مكوناتها وتخصصاتها.. لا أحد يغيب عن معركة الكرامة كل في مجاله ومهمته وتخصصه.. فكانت الدبلوماسية والإعلام الخارجي أولى المتحركات بعد الجيش.. وكانت الولايات كلها ومحلياتها الكل يتحدث عن هجليج ورد الكرامة فقط ولا شيء غير ذلك.. تتوقف ساعة الزمان عند هذه النقطة الساخنة.. لأنها الأولى والأكثر أهمية بل والمحرك الأول للشعور الوطني والكرامة والعزة.. ولا عزة ولا كرامة ولا سيادة إن بقينا.. وشبر واحد من أرضنا مدنس بأرجل هؤلاء الأوباش الخونة اللئام كما قال الشهيد الخالد «وداعة الله إبراهيم» عند معركة صيف العبور التاريخية.. وإذا أرادت حكومة الحركة الشعبية.. البعيدة كل البعد عن الشعب الجنوبي وحركته.. أن تدفع فاتورة التمويل والإسناد والدعم والعون خلال الحرب وخلال مفاوضات السلام فعليها أن تدفع ذلك الدين من عائدات نفط شعب الجنوب المغلوب على أمره.. تلك الأموال التي نُهبت وجرى تهريبها إلى الخارج وأدخلت في الحسابات الشخصية وشراء الفيلات الفخمة في عواصم العالم لأنهم بعيدون كل البعد عن نبض الشارع ونفس الشعب المسكين من الجنوب الذي ظل يعاني من التمرد إبان الحرب وبعد السلام وقيام دولة جديدة شعب الجنوب بعيد كل البعد عما يجري لهم ولنا من هذه العصابة اللئيمة التي لا تراعي الأصول ولا تحفظ العهود.. بل تطبق ما يملى عليها من قبل الصهيونية والصليبية دون تأمل أو تدبر.. فتوقف جريان البترول لمجرد الخلاف حول تكلفة النقل والتصدير.. وتهاجم أقاليم دولة أخرى لمجرد ادعاءات لا أساس لها ولا أصل.. فكردفان بجنوبها وشمالها وحدودها المعلومة سلفاً تابعة لدولة أخرى... والنيل الأزرق بجنوبها وشمالها وشرقها تابعة لدولة أخرى فأثاروا فيها الحروب والقتل والذعر.. على سبيل سداد فواتير لا علاقة لشعب الجنوب أو الشمال بها.. لقد تداعى شعب السودان كله للوقوف خلف المقاتلين واسناد ظهرهم تحرك الدفاع الشعبي ذلك الأسد الرابض لأن وقته قد حان فملأ النفوس حماسة وشحن الخواطر بأشواق الماضي.. صحيح لا أحد يريد الحرب والدمار.. ولكن إذا فُرض علينا القتال.. وهو كره لنا.. فلا بد من الاستجابة.. ولا بد من تحرير الأرض والعِرض.. فعار علينا إن نكصنا وتراخينا.. فوالله الماء البارد الذي نشربه حرام علينا.. والهواء البارد حرام علينا والنوم الهانئ حرام علينا والطعام الذي نتناوله بكل الشهية حرام علينا.. وشبر واحد من أرض المسلمين في بلادنا مدنس بأرجل هؤلاء اللئام وأنفاسهم الكريهة يجب أن يطبق كل مواطن وطني وتجري في شرايينه دماء الحرية والشرف وينبض قلبه بالإيمان أنه يحدث نفسه على الأقل وأن يغير عاداته وسلوكياته الحياتية.. ويضع معركة الكرامة وتحرير الأرض وحماية العرض أولويته الأولى والثانية والأخيرة.. فالتحية للمرأة السودانية والشباب السوداني ولطلابنا المجاهدين الذين كانوا في مقدمة الركب.. والتحية لقواتنا المسلحة والنظامية بفصائلها المختلفة ولدفاعنا الشعبي قاهر التمرد.. والتحية لفصائل إعلامنا الذي تماسك وتداعى وأمسك بالمايكروفون والقلم ليحرك السواكن وليكون في مقدمة ركب التحرير.. وجزى الله المصائب التي وحّدت صفوفنا وقوَّت من عضدنا في مواجهة هذا العدوان.