{ أول الفهم الذي تطلبينه هو أن تعرفي أن العالم يتلاعب بنا.. ومنذ نصف قرن.. وفي كل مكان .. وأوراق استخباراتهم التي تكشف تحكي هذا.. { وتحكي كيف أن العالم هذا يقوم بتطوير إخلاصنا بحيث يصبح هو ما يقتلنا.. { ونهاية الخمسينيات.. في العراق عبد الكريم قاسم.. ينقلب على الأسرة المالكة. { ثم وهم خارجون من القصر الأولاد في العاشرة والبنات بملابس البيت خلف الأمهات.. والعجائز. { وهؤلاء يقيمون لهم مذبحة. { بعدها قاسم ينقلب على الشيوعيين والمهداوي.. ابن عمة قاسم .. يحاكمهم. { واشنق.. اشنق { وابتكروا «السحل».. والسحل هو أن يربط الرجل من قدميه إلى عربة تجرجره حتى يتمزق. { بعدها السعدي ينقلب على قاسم ويحاكمه.. ومعه المهداوي.. والسعدي الذي يجلس قاضياً ينطق بالحكم : إعدام { ثم يجذب رشاشه ويقتل المتهمين وهم على مقاعد المحكمة. { بعدها.. عارف { بعدها .. بعدها {وكلهم مخلص جداً .. وصادق. { وفي اليمن يناير 1985م.. صباح الانتخابات أحد فروع الحزب الشيوعي هناك يرسل استخباراته إلى قادة الفرع الآخر من الحزب. { اعدموهم على سرائر نومهم. { ثم فتحوا مراكز الانتخابات، { بعدها. سوريا.. السودان.. المغرب.. و .. و.. { أوراق استخبارات الاتحاد السوفيتي حين تكشف تقول إن الأمر كله كان يصنع هناك. { ولا قاسم ولا السعدي ولا علي سالم في اليمن كانوا عملاء. { كلهم كان متأكداً من أنه وطني ينقذ وطنه وهو يدمر كل شيء. { الخطة بعدها، خطة إقناع الوطنيين بتدمير أوطانهم بحسن نية كاملة.. تتبدل. { ودون أن تلهثي يكفي معرفة أن طحن أفغانستان سببه الأول هو : إن ديك تشيني هو صاحب شركة ضخمة لمد خط أنابيب البترول. { وأضخم مشروع بترول في العالم هو بترول بحر قزوين. { وأنابيبه تمر بأفغانستان. { وتشيني وبوش هما رئيس ووزير دفاعه. { وبوش لما كان حاكماً لولاية تكساس كان يشرف على شركة «يونوكال» شركة ديك تشيني ذاتها. { ثم ؟ { ثم حامد كرزاي رئيس أفغانستان الآن كان «مستشاراً» للشركة هذه. { وزلماي خليل زاده.. سفير أمريكا هناك كان بدوره مستشاراً للشركة ذاتها. ٭ كانت هذه هي حكاية أفغانستان بكاملها.. ومثلها الباكستان.. ومثلها إيران.. ٭ والسودان قريب من قريب. { ولما كان الأمر الأمريكي يستحيل عليه أن يقوم بتعيين «التجمع الوطني بكامله» مستشارين، فإن الأمر الأمريكي يكتفي الآن بوظائف أخرى لفلان وفلان. { وظائف إن نحن أشرنا إليها وإلى أصحابها في السودان جرجرتنا المحكمة. «2» { وأحد كتاب صحيفة «الصحافة» أمس الأول يحكي نصف حكاية. { قال إن موظفيَن في شركة أحدهما مكتبه فارغ من الملفات وهو مشرق سعيد، والآخر غائص في الأوراق.. متعب. { والمشرق حين يشفق على الآخر يقدم له نصيحة { قال: :معذرة أنا لا أعرفك.. لكنني أراك متعباً.. وأنصحك أن تعمل بطريقتي وتستريح.. فأنا كل ما جاءني ملف كتبت عليه يحول إلى جورج.. وهكذا أنا مستريح تماماً. قال الآخر المتعب وهو يتنهد : شكراً.. أقدم لك نفسي.. أنا جورج. «3» { وجورج السوداني يعمل.. لكنه يقوم بتدمير رائع. { والدولة تصدر منشوراً للولايات «بعدم» وضع رسوم على أي إنتاج زراعي او تجاري.. { والولايات قالت : هي مصدرنا للدخل. اعطونا تعويضاً بدلاً منها. {والدولة تدفع التعويض. {والولايات تقبض التعويض من هنا وتستمر في الجبايات من هناك. {ولا أحد يصرخ. { والأدوية تصبح أسعارها نوعاً من القتل. { والدولة تسأل المستوردين. : لماذا تستوردون ما نقوم نحن بصناعته داخل السودان؟ { وجمجموا { وظلوا يستوردون أدوية تصنع في السودان، وما يُباع هنا بجنيه واحد يُباع مقابله المستورد بسبعة جنيهات. { والمستوردون.. ثمانون مستورداً.. يرسلون ملايين الدولارات للخارج. {وبنك السودان يدفع.. ويدفع. { ولا أحد يصرخ. ٭٭٭ بريد أستاذ.. تقول رقم الموظفين في السودان مليونان؟! بالغت. «ع» امسك { مجلس النواب القومي «300» نائب والموظفون مئات. { ومجلس الخرطوم مئتان.. وموظفون. { الشرطة «150» ألف جندي وضابط. { الأقاليم.. مجالسها «1600» نائب وموظفون. { الأمن.. مثل الشرطة. { الجيش.. التربية والتعليم نصف مليون. { و.. و.. { والدولة تتجه إلى الخصخصة حتى تجعل القطاع الخاص يحمل شيئاً من العبء هذا. { ولأن الأمر ينجح.. لهذا نشبت حرب هجليج. { بريد أستاذ قلت في التلفزيون إن هجليج تحسم في ساعات .. هل هو عام الحسم بتاع السادات؟ «ن» : لا بل القيادات تريد أن تخرج جيش الجنوب دون تحطيم هجليج. { فإن أبوا.. مسحناها. { بريد أستاذ : أكتب أيام الجمعة والسبت. «م» { أستاذ جورج تعب.. تعب!!