سوزان رايس لمن لا يعرفونها زنجية أمريكية بنت عم وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس... والاثنتان من ربائب مادلين أولبرايت والبارونة كوكس... وتعملان على إنفاذ سياسات اللوبي الصهيوني في إفريقيا والشرق الأوسط تحت إمرة أوباما... ولأن الفرنجة عموماً والصهاينة على وجه الخصوص يعرفون «المزاج الزنجي» والذي يكون مخلصاً لسيده في تنفيذ ما يأمر به سيدهم في بني جلدتهم مقابل الحصول على المال أو المنصب فإن الرئيس أوباما ومعه الثالوث المتمثل في كوندي وسوزان وقبلهم كولن باول قد تم اختيارهم بعناية لكي يقوموا بإجراء اختراقات وتغييرات جوهرية في الشرق الأوسط وإفريقيا. ولأن لونهم وسحنتهم قد توحي بصلة القربى مع الأفارقة والعرب فقد اختارهم الصهاينة لهذا الغرض. ويوم أمس أعلنت سوزان رايس مندوبة أو سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة أن مجلس الأمن الدولي ناقش أول الأمس فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان إذا لم تتوقف الاشتباكات... وبالطبع كانت سوزان رايس حريصة على إدخال اسم السودان مع أنه هو المشتكي والمُطالب بإجلاء جيوش جنوب السودان وهو المتضرر المطالب بالتعويض ولكن لأن »بنات رايس« يعتقدن خطأ أنهن أقرب »عرقياً« لجنوب السودان فهن يقحمننا بسبب وبلا سبب ويعتبرن أننا »متعهدين الحكومة« في أي مشكلات... وأننا المخطئون حتى بدون أن يقوموا بالتحقيق وتقصي الحقائق... وهذا يذكرني بقصة السيدة التي تسكن في حي قاردن سيتي وجاء ابنها الصغير يشكو لها أن أحد الأولاد قد ضربه وهم يلعبون الكرة في الميدان المجاور لمنزلهم... وسألته عن الولد الذي ضربه ولكنه لم يستطع تذكر أي من الأولاد الذي ضربه لأنهم كانوا كثيرين ولأن الضرب حدث أثناء »الدربكة« و »الهيصة«... والسيدة طلبت من ولدها أن يذكر كل أسماء الذين كانوا يلعبون معه فقال: إنهم »حمادة وهيثم ومعاوية وطارق ونادر ومودي ودودي وسعد الله«... والمرأة أوقفته عند اسم »سعد الله« وقالت من المؤكد أنه هو الشخص الذي ضرب ولدها وأصدرت قرارها بالهجوم على أهله والقيام بحملة تأديبية... ولأننا نحن أيضاً »أولاد سعد الله« ولأننا »متعهدين أمريكا« فكان لا بد أن تقول السفيرة الزنجية سوزان رايس إننا «غلطانين» وأن علينا أن نتوقع المزيد من العقوبات... وعلى كل حال، فالسودان يعيش في حالة من الحصار والحظر التجاري والعزل التجاري منذ التسعينيات من القرن الماضي للدرجة التي جعلته »يدمن« هذا النوع من العقوبات وللمستوى الذي ربما يصل له إلى المطالبة بالعقوبات إن نسيت أمريكا أن تقوم بتجديدها في موعدها... ولعل هذا يذكرنا بطرفة »شيخ عثمان« الذي يقال إنه كان في عهد الخليفة عبد الله التعايشي وكان ينتقد الحكومة وربما كان يسب الخليفة... ويقال والعهدة على الراوي إن الخليفة قد أمر بإحضاره إلى مجلسه للنظر في أمره ومعاقبته... وعندما جاء الملازمون وجدوا أن الرجل أعمى ومريض ومكسر ولا يستطيع التحرك، فرجعوا للخليفة لينقلوا الخبر ولكن الخليفة أصرّ على إحضار الرجل على العنقريب... وفعلاً قام »العسس« بوضع الرجل على عنقريب وحملوه وكأنه جنازة وساروا به وسط القرى والشوارع والبيوت... وكان الناس يخرجون من بيوتهم ويصيحون بالصوت العالي ويقولون لحاج عثمان »إن شاء الله ربنا يهون« وكان حاج عثمان يرد عليهم بقوله »إن شاء الله ما يهون عايزين يعملوا لي شنو بعد ده«... والسودان أيضاً لا يهمه ما يتخذه مجلس أمريكا من عقوبات فقد جرّب منها الكثير وأصابته المناعة المكتسبة لعقوبات أمريكا.. وعليه نفيد بنت خالتنا الزنجية الأمريكية سوزان رايس أن السودان جاهز للعقوبات الأمريكية القديمة والحاضرة وأنه مستعد لعقوبات جديدة لأنه هو الذي تسبب في ثقب الأوزون، وهو الذي أدى إلى تسونامي بحر الشمال، وهو الذي صنع مثلث برمودة، وهو الذي أثار الفيضان والسيول في نيوأورليانز، وهو الذي تسبب في زيادة عدد السكان في العالم والمجاعة في دول خط الفقر، وهو الذي أثار بركان »أوفانتس«، وهو الذي تسبب في سرطان الأغذية المحورة جينياً، وهو الذي جعل الكرة الأرضية تميل بمعدل واحد في المليون من الدرجة مما سيجعل القيامة تقوم في ديسمبر القادم... وإن كان الأمريكان قادرون فليمطروا علينا حجارة من سجيل.