أول ما يلفت انتباهك في سيارة التاكسي التي يقودها المواطن فيصل الصديق محمد حمد البادي هو تلك اللافتة المعلقة المكتوب عليها «الحوادث والحالات الإسعافية مجانًا» ممهورة بأرقام هواتفه.. «تقاسيم» جلست إليه ليتحدث لنا عن تلك اللافتة «اللافتة للنظر» بحق ويحكي لنا عن مواقف طريفة صادفته ذات صلة بما كتبه في سيارته.. يقول المواطن البادي: أعمل بقيادة التاكسي منذ العام 2008م عندما طرح الدكتور عبد الرحمن الخضر مجموعة من التكاسي تحت شعار «تأهيل وتحسين تاكسي الخرطوم» وكنت حينها أقود عربة أمجاد فأعجبت بالشعار جدًا وقمت ببيع سيارة الأمجاد وفي العام 2010م استلمت هذا التاكسي بشكله الحالي من شركة جياد، وبسؤالنا له عن نقله للحالات الطارئة والإسعاف بدون مقابل أجابنا قائلاً: هذا إلهام رباني فهنالك أشخاص قد تحدث لهم حالات طارئة ليلاً ويكونون محرجين من طرق الباب ليلاً لشخصي خاصة إذا لم يكونوا يمتلكون ثمن المشوار وهم يعرفون سلفًا أن سيارتي أجرة فعمّمت الفكرة وكنت واضحًا فيها بمجانية الحالات الطارئه والحرجة، وعن تكريم شركة سوداني له يقول: ذات مرة وأثناء مروري بشارع الجامعة التقط المواطن أحمد عثمان السيد صورة لسيارتي وعمد الى إبراز اللافتة وقام بتنزيلها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وهاتفني قائلاً: كنت أسير خلف سيارتك ولفتت انتباهى اللافتة وتيقنت وقتها أن السودان والسودانيين بخير وأنا الآن استميحك لإدراجي صورة السيارة في فيس بوك، ويضيف فيصل: ومن خلال رقم الهاتف المكتوب على اللافتة بدأت الرسائل تترى عليّ ومن ثمّ هاتفني الأستاذ سامر من شركة سوداني وبعد السلام والتحايا وإشادته بالفكرة قال إنه أثناء تصفحه في الفيس وجد السيارة ولفت انتباهه العبارة المكتوبة على اللافتة وأشار عليّ بالحضور اليهم في مركز سوداني وكان التكريم عبارة عن رقم مميز «أضفته الآن للافتة» رقم مميز آخر للمدام. ولكن رغم إنسانية الموقف الا أنه لا يخلو من طرائف أو من محاولة البعض للاستغلال السيء لمجانية ترحيل الحالات الحرجة وفي هذا الصدد يقول فيصل: قبل أسبوع تقريبًا كنت في مشوار من الفتيحاب الى الميناء البري وبعد نزول الركاب من التاكسي دنا مني شخص لا أعرفه بالطبع وطلب مشوارًا للسوق الشعبي وكان هذا في تمام العاشرة صباحًا وبعد وصولنا للشعبي قال أنه سيحمل السيارة بالبيض والفراخ ليذهب مشوارًا آخر وبالفعل قام أصحاب البضاعة بتحميل السيارة قرابة «80» طبق بيض بينما استأذن هو بحجة أنه ينوي إحضار «سجق » تبعًا للشحنة ولكن مع الأسف طال انتظارنا وعند الساعة الواحدة والنصف طلبت من أصحاب البضاعة إنزالها من السيارة ولكنهم أبدوا تذمرًا وعدم رضا فأوضحت لهم أنني لست سوى سائق بالأجرة! وانه لا توجد علاقة تربطني بذلك الشخص المحتال وتفسيري الوحيد لما حدث أن الشخص المعني كان يريد الوصول للسوق الشعبي فقط وبدون أن يدفع ثمن المشوار فاختلق هذه الرواية المفبركة! وأيضًا من الطرائف المتعلقة باللافتة أثناء وقوفي جوار صيدلية محمد سعيد بالفتيحاب جاءني شرطي المرور وطلب مني نقل أخيه لمستشفى خاص لإجراء فحوصات! وبالطبع لم تكن الحالة طارئة ولا حرجة بدليل أن المريض كان يمشي على قدميه، وايضًا كنت ذات مرة وقوفًا في تقاطع بيويوكوان استعدادًا لأي مشوار داخل الخرطوم فشاهدت رجلاً كان يمشي عاديًا بعد نزوله من الحافلة التي يستقلها ولاشعوريًا كنت أراقبه وكان شخصًا طبيعيًا جدًا لا تبدو عليه آثار المرض لكن بمجرد أن أمعن النظر في سيارتي وقرأ المكتوب فتح باب السيارة وتصنّع المرض وقال أنه «دائخ» ويريد الوصول لحوادث مستشفى الخرطوم واستفسر عن ثمن المشوار! ورغم يقيني بأنه محتال الأ أنني تحركت صوب الحوادث وعند مشارفها قال إن الازدحام يحول دون وصولنا بسرعة فنزل مسرعًا من السيارة وطبعًا تجاوز باب الحوادث وواصل سيره المعتاد. وأضاف البادي قائلاً: إذن المشكلة التي تواجهني الآن في طرحي هذا مشكلة التحايل من البعض خاصة أنني مازلت أسدد في بقية أقساط هذه السيارة لمؤسسة التنمية الاجتماعية ورغم ذلك كلما قمت بنقل حالة طارئة يمن الله عليّ بقرابة الأربعة مشاوير بعدها فالله من وراء القصد.