أصبحوا يستجدون المشاوير بأي (ثمن) بعد أن وصلوا في الثمانينيات وحتى التسعينيات إلى اعتناق عبارة (ما فاضي) طوال ساعات اليوم. إنهم سائقو سيارات الأجرة (التاكسي) فقد غدى حالهم يُغني عن سؤالهم! حيث تمددت سيارات (الأمجاد) ومركبات الركشة وابتلعت كل مساحاتهم التشغيلية فأضحوا (عطالة) بوضع (اليد).. (الأهرام اليوم) قصدت مجموعة منهم يستظلون من هجير الشمس داخل سياراتهم وتجاذبت معهم أطراف الحديث (المُر) حول الأمبراطورية التي غابت عنها الشمس فخرجت الآهات (حرَّى) من صدور أقدم سائقي الخرطوم فماذا قالوا: يقول آدم صابر إبراهيم قبل دخول هذا الكم الهائل من السيارات ووسائل النقل، التاكسي كان وسيلة النقل الوحيدة داخل العاصمة مع وجود البصات المعروفة من بص السجانة، وبص الشجرة، وأبورجيله. وكان الدخل في ذات الوقت مجزٍ مع توفر ورخصة الوقود، وأكد أن دخول الحافلات، الهايس، الكريز، الأمجاد، والركشة، قد أثّر تأثيراً سلبياً على التاكسي وأن وسائل النقل هذه خصمت من زبائن ورواد التاكسي، وأوضح أن الركشة والأمجاد قد ساهمت مساهمة كبرى في كساد سوقهم وأيضاً تدني أسعار مشاويره، ويرى آدم أن الحل هو ترحيل الهايس والركشة إلى الأقاليم وعمل مواقف خاصة للتاكسي. وأشار إلى أن متوسط الدخل اليومي لايتعدى 25 جنيهاً. وأبان عوض الله بخيت أن شرطة المرور تُصدر الأوامر ولا يوجد من ينفذها مثل الأمجاد والهايس (ملاكي) فهي في ذات الوقت تعمل في شكل مواصلات عامة وهذا غير قانوني. وأضاف أن الهايس والأمجاد تعمل في جميع الاتجاهات وهذا بدوره أكسبها مكانة خاصة في قلوب المواطنين، وهذا قد انعكس على عمل التاكسي مما جعل مكانه الأساسي عند التقاطعات وأمام المستشفيات فقد حولتنا سيارات الأمجاد والركشة إلى بند العطالة بجدارة. وعلى ذات النسق تحدث بابكر سيد حسن قائلاً إن التاكسي قد فقد مكانته التي كان عليها في السابق نتيجة للسيارات الكثيرة والمواصلات الكثيرة والحافلات الصغيرة التي دخلت البلاد وأن أكثر رواد التاكسي في السابق كانوا من الموظفين والآن مؤسساتهم قد وفرت لهم سيارات أو ترحيل خاص، وأضاف أن الدخل الآن أصبح بسيطاً لا يلبي احتياجات أسرة متكاملة تعتمد اعتماداً كلياً على هذا التاكسي في ظل هذا الغلاء الطاحن والمصاريف الدراسية والجامعية، مواصلاً أن هناك سائقى تاكسي ليس لديهم مصدر دخل غيره وهو بالطبع لايكفي لسد مستلزمات الأسرة واختتم حديثه أن (ناس المرور) وبعد قرار الوالي د. عبدالرحمن الخضر تجاه التاكسي أصبحوا لايسألوا عن الرخصة والترخيص. مبارك سليمان وهو لا يختلف كثيراً عمن سبقوه في الحديث عن مشاكل التاكسي. حيث قال إن السبب واضح هو الكريز والأمجاد أخذت مكان التاكسي وأصبح الأجانب يرتادون الأمجاد دون التاكسي ورأوا أنها سريعة ورخيصة يفضلونها على التاكسي عوضاً عن أنها تحمل سبعة أشخاص. واستطرد قائلاً أن نقابة التاكسي قد (باعت) قضيتهم بطردهم من المواقف الخاصة بهم وعدم البت في قضية صيانة سيارات التاكسي المتهالكة.