الدكتور عبد الحليم المتعافي أصبح من الشخصيات المثيرة للجدل في الآونة الأخيرة سواء كان على صعيد أدائه في وزارة الزراعة التي يشغلها حالياً أو على مستوى استثماراته وأعماله التجارية الخاصة بما فيها «الجزارة» التي هدد بالتفرغ لها في حال اشتد عليه الخناق وترك العمل بالوزارة. على الصعيد الشخصي يعد المتعافي شخصاً خلوقاً ومباشراً ويعبر عن نفسه وأشيائه الخاصة بطريقة صادقة ومباشرة، وينأى بنفسه عن التخفي خلف العبارات الدبلوماسية والألفاظ حمّالة الأوجه، أو هذا على الأقل ما عرفه عنه من كانوا قريبين منه سواء على المستوى الإعلامي أو السياسي لذلك يستحق أن يقال عنه إنه «مباشر». استثمارات المتعافي من القضايا التي وضعت المتعافي على قائمة الشخصيات المثيرة للجدل الحديث عن استثماراته الخاصة، والتي يحتمل أن يكون استغل لصالحها مناصبه الدستورية التي تقلدها في عهد الإنقاذ، وللمتعافي شجاعة من نوع خاص وهو يتحدث عن أعماله التجارية ويوليها الرعاية الكاملة والاهتمام بعكس مسؤولين ووزراء آخرين يحاولون إخفاء أي أثر يدل على أعمالهم التجارية واستثماراتهم الخاصة، فالبعض يسجلون أعمالاً تجارية وشركات بأسماء زوجاتهم وأزواج أبنائهم إمعاناً في التخفي كما أشار لذلك أمير الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم السابق الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي الذي كشف أيضاً عن استثمارات للبعض خارج السودان، ولعل حديث المتعافي عن استثماراته بشكل مباشر وعدم إنكارها والاهتمام بها وعدم التبرؤ منها من الأسباب التي عززت الجدل المثار في هذا الجانب. شعور بالاستهداف المتابع آخر تصريحات المتعافي يلاحظ بوضوح تام أن الرجل ينتابه شعور قوي بأنه مستهدف من قبل بعض الخصوم السياسيين الذين يسعون لتقديمه كبش فداء، هذا الشعور لم يكن وليد لحظة الحوار الذي أجرته معه قناة النيل الأزرق ليلة أمس لكنه ظهر مع بداية ربيع الثورات العربية الأمر الذي عزز ذلك الشعور لدى المتعافي خاصة وأن شعار الحرب على الفساد كان حاضراً وطاغياً وفي وقت يرى فيه الكثيرون أن الإنقاذ لن تكون جادة في حرب الفساد لأن الأمر مرتبط بحماية النظام نفسه لكنها أي الإنقاذ ستتجه نحو تقديم بعض رموزها كباش فداء أثناء موجة الحرب على الفساد وكانت بعض التوقعات تشير إلى آخرين من بينهم المتعافي لذلك لم يكن مستغرباً أن يعلن المتعافي أنه لن يكون سهلاً ولن يكون كبش فداء، وكما أعلن من قبله القيادي بالمؤتمر الوطني وكيل وزارة التربية الدكتور معتصم عبد الرحيم وهدد وأكد أنه لن يكون كبش فداء. صراع خفي المتابع لتصريحات المتعافي في الآونة الأخيرة يتبين له أيضاً أنه بجانب شعوره بالاستهداف من قبل بعض «الإخوان» أن الرجل يعتقد أن ظلالاً شخصية تحيط بكثير من القضايا المثارة حوله وضده مما يعني أن هناك صراعاً ظل مكتوماً وقد ظهر إلى العلن وانفجر وأن الرغبة لدى البعض في تصفية الحسابات باتت ظاهرة.. إذن شعور المتعافي بالاستهداف الشخصي وتحريك ملفات بعينها ببواعث شخصية ومحاولات بعض إخوانه تقديمه كبش فداء كل ذلك يشير إلى أن هناك قضية ما خفية تتعدى القضايا المثارة إعلامياً. من الوزارة إلى الجزارة الملاحظ أيضاً لتصريحات المتعافي في الآونة الأخيرة يتبين له أن الرجل يتلمس طريقه الى ترك الوزارة والرجوع الى «الجزارة» الحرفة التي كان يعمل بها سابقاً، أما حديثه عن عدم اتجاهه للاستقالة فهو لا يعدو أن يكون إمعاناً في تحدي خصومه الذين يتهمهم باستهدافه ويريد أن يؤكد لهم في نفس الوقت أنه لن يكون عاطلاً عن العمل إذا ما ترك الوزارة فهو تاجر ورجل أعمال شاطر و«جزار» ايضاً.. ولا يدري أحد على وجه الدقة ما إذا كان الدكتور المتعافي يقصد «الجزارة» المعروفة أم يريد أن يحتمي بمعنى آخر!!