نفضت النيل الأزرق الغبار عن نفسها وغسلت جسدها من دنس الحركة وكل ما له علاقة بالجنوب، وتمردت على الحقبة التي كان فيها مالك عقار على سدة حكم الولاية، وبدا ذلك واضحاً من المشروعات التي انتظمت الولاية ممثلة في قرى نموذجية وطرق وتسارع وتيرة العمل في سد الروصيرص.. لكن اللافت في أرض الأنقسنا أن فرحتها باستعادة هجليج لا تضاهيها فرحة وبدا ذلك منذ دخولنا قيادة الفرقة الرابعة مشاة إذ كان وقتها مسموح الاقتراب والتصوير والمكان يحتضن احتفالاً هجليجياً إذا جاز التعبير كانت كلمات مقدم الحفل ضابط برتبة الملازم أول كافية وهو يقول ياهجليج قسم ما بنرضى ليك مهانة.. وفتاة يافعة تنشد: الليلة يا هجليج أبشري ديل ردوك رجال أصحاب فراسة وأقوى من صخر الجبال والرجال في النيل الأزرق ردوا الكرمك وأخواتها كما قال مساعد رئيس الجمهورية د. جلال الدقير الذي قاد وفدًا مركزيًا شارك الجيش فرحته، وقال أمام حشود ضخمة اجتمعت من جيش وشرطة وأمن ومجاهدين إن «العرس خلوهو في الخرطوم وكان يعني الفرحة بهجليج وجينا الدمازين نسوي الجرتق والدُخلة ح تكون في جوبا» وعلا مع حديثه الهتاف الذي بات محببًًا للجميع «جوبا جوة».. لامست الطمأنينة قلب كل من شهد اللقاء والروح المعنوية عالية وسط القوات والدقير الطبيب المسالم الذي بدا مثل صقور المؤتمر الوطني وهو يقول: «حواء السودان ما بتلد الخائب وهي ولاَدة للأسود ونحن شعباً ماهوين»، وحذَّر دولة الجنوب من محاولة التجرؤ على الاعتداء على السودان مرة أخرى، وكشف أن جوبا أرادت من احتلالها هجليج هز الثقة بين الشعب وقيادته ولكن هيهات وأن روحها لن تنكسر وأشار إلى أن القوات المسلحة لقنت الجنوب درسًا لن ينساه وأن هجليج استنهضت هممًا كانت نائمة بتلاحم غير مسبوق بين الحكومة والمعارضة، وشدد على ضرورة كنس البلاد «شبر شبر» من كل معتدٍ أثيم ونوه بأن معركة هجليج تستاهل أن تُدرس.. فيما أكد قائد الفرقة «4» اللواء مرتضى وراق أنه ما تزال دباباتهم «مدورة» ورشاشاتهم جاهزة وراجماتهم مصوَّبة تجاه الجيش الشعبي. وحتى عندما انتهى الاحتفال الرسمي وزار الدقير مقر حزبه لم يبارح خانة الحديث بلغة من يحمل السلاح ويرتدي «الميري» بإشارته إلى أن الاتحادي هو أول حزب ابتدع المليشيات العسكرية من أجل حماية وصون تراب الوطن وأعلن ضربة البداية لمشروع كتيبة الشريف الحسين الهندي المنضوية تحت لواء الردع كنواة لكتائب ستتشكل في كل ولايات البلاد بحضور والي النيل الأزرق اللواء الهادى بشرى وشدَّد على ضرورة استمرار روح التضامن التي سادت مع احتلال هجليج كونها غير مسبوقة نسبة لتلاحم الحكومة والمعارضة. وأكد أن الجيش قادر على قطع يد كل من تسول له نفسه« ضفر ضفر، أصبع أصبع». عرض الجميع وانطلقت الزغاريد في كل مكان في النيل الأزرق ابتهاجاً بعودة هجليج وكان للمسألة طعم آخر بإستاد الدمازين عصر الأحد والدقير ومرافقوه، وزيرة الرعاية الاجتماعية ووزير الدولة بالتعاون الدولي أحمد كرمنو يشهدون زواج العفاف الثالث بعقد قران «250» زيجة اعتبرها مدير الصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج حسب الله صالح فرحة أخرى تُضم إلى فرحة تحرير هجليج وازادت الأفراح وكرمنو يعلن تكفله ب «100» زيجة على نفقته الخاصة. ومهما يكن من أمر فإن أهل النيل الأزرق حكومة وشعبًا وقوات نظامية قالوا كلمتهم للخرطوم «نوموا قفا» وقوات الفرقة الرابعة تبسط سيطرتها على مناطق «مقن وجيقلو وقبانيت».