تبقى الخدمة الوطنية الرمح الملتهب لكل متربص بالبلاد وعزتها وكرامتها لتأتي الدفعة «16» من دورات عزة السودان التي أشعلت شمعتها الأولى في العام1997م والبلاد تتنسم نفحات انتصارات القوات المسلحة والمجاهدين باسترداد حقل هجليج النفطي ومتى ما نادى المنادي ستظل الخدمة الوطنية واجبة على كل سوداني لحماية الوطن وسيادته، وهي كذلك منذ سنوات طوال حيث شهدت أيام الحرب في الجنوب قبل اتفاق نيفاشا الكثير من مجندي الخدمة الوطنية في الصفوف الأمامية للمعارك وهم جنبًا إلى جنب مع قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والمجاهدين وقاتلوا ببسالة وقوة من أجل حماية الوطن والأرض والعرض وأصبحت الخدمة الوطنية مدرسة تربوية وعسكرية لا بد أن يمر ببوابتها وينهل منها ما استطاع من علوم سواء كانت عسكرية أو روحية أو وطنية. وقد أسهمت الخدمة الوطنية «العزة» بولاية غرب دارفور في الكثير من المجالات المهمة غير العسكرية التي نالت إعجاب الكثيرين مثل إصحاح البيئة خاصة في مدينة الجنيينة حاضرة الولاية التي تحتل مكانة متقدمة في المدن السودانية إن لم تكن مدن العالم من حيث تراكم الأوساخ وتردي البيئة الصحية وكذلك صاينة عدد من المؤسسات التي تضررت بأزمة دارفور بالإضافة إلى المساهمة الفاعلة في تشجير مدينة الجنينة والطريق المؤدي إلى مطار الشهيد صبيرا.. ويقول منسق الخدمة الوطنية بالولاية حاتم محمد إبراهيم إن منسقيته أكملت استعدادها لبدء معسكرات عزة السودان 16 وأشار إلى صدور قرار من الوالي بتكوين اللجنة العليا للعزة بمشاركة أطياف المجتمع لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الكشف الطبي للمجندين بدأ في الثامن من هذا الشهر واستمر لمدة عشرة أيام وأن العدد المستهدَف «3142» بلغ منهم «2786» مجندًا من المحليات المختلفة، وكشف حاتم عن خطة لمعالجة النقص الحاد في الكتاب المدرسي الذي تعاني منه الولاية بإلزام كل طالب وإن شئت الدقة أي المجن بالتبرع بكتاب مدرسي يتم توزيعه للمدارس حسب الحاجة، وقد تأثر العدد الكلي للمجندين عن العام الماضي بانقسلم الولاية إلى غرب ووسط دارفور.. فيما يرى منسق الإعلام أحمد تربو أن التدريب يقتصر في معسكرين بحاضرة الولاية يجمع طلاب المحليات الثماني بالجنية. وعن البرنامج المصاحب يقول حاتم إن الجانب العسكرى 60% بينما تذهب ال40% إلى صياغة الفرد في الكثير من الجوانب الأخرى.. وقال منسق الخدمة الوطنية إن المعسكرات ستبدأ التدريب في الأول من مايو لتفادي ارتفاع درجات الحرارة وفصل الخريف، وأضاف أن كل الترتيبات الإدارية والطبية اللازمة لبدء المعسكرات في موعدها قد تم توفيرها، وأضاف استلمنا مصل السحائي لتطعيم جميع الطلاب وأشار حاتم أن هذه العزة تأتي والبلاد تشهد تحديات كبيرة من عدوان خارجي مسنود بحركات متمردة تسعى لزعزعة الاأمن والاستقرار وأشار إلى أن الخدمة الوطنية جهاز إسنادي تلبي نداء الجهاد في حالة العدوان والحرب معولاً للخدمات والإعمار في حالة السلم، وطمأن الأسر بأن المعسكرات مهيأة تمامًا من ناحية توفير الخدمات بالإضافة الى توفير الأطباء والكادر المساعد ودعاء الأسر إلى التعرف على ثقافة الخدمة الوطنية. اما فيما يتعلق بالجانب الثقافى فأكد ان المنسقية تسعى الى اظهار ابداعات الطلاب ومهاراتهم فى اطار المشاركة فى مشروع الجنينة عاصمة الثقافة السودانية لهذا العام وتجسيد كل قضايا المجتمع ومعالجتها فى الليالي الثقافية وتحفيذ المبدعين، واشار الى برنامج معد خصيصًا للحديث عن آثار المخدرات التي بدأت تظهر فى الولاية عبر الحدود وبشكل مخيف. عمومًا العزة الست عشر تأتى والبلاد تشهد هجمة عدوانية خارجية شرسة تستهدف عزة السودان وسيادته واضعافه في كافة الجبهات..