أُصبت بحزن كبير وقت إعلان اعتداء الجنوب على منطقة هجليج ودوران المعارك الحربية التي أدت إلى انتصار الجيش السوداني وانسحاب الجيش الشعبي من الأراضي السودانية بعد أن عاث خرابًا وفسادًا في الأرض والمنشآت النفطية وتدميرها عن قصد، وأمس الأول كانت الصحف تحمل خبرًا أبرز في الصفحات الأولى بتوقع عودة ضخ النفط بهجليج في غضون أسبوعين على يد مهندسين وفنيين سودانيين يعملون على معالجة الأعطال التي كانت بفعل خبراء أجانب استعان بهم الجنوب لإحداث دمار شامل لمنشآت النفط في المنطقة، وتزامن الخبر مع الزيارة التي قامت بها وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد إلى هجليج للوقوف على حجم الخسائر ونحمد الله كثيرًا على أننا نملك من الكوادر السودانية المؤهلة في العمل النفطي وإدارته لإعادة تشغيل آبار النفط التي خربت كما ذكر مدير الحقل أنها نفذت بصورة ممنهجة ومدروسة وامتدت يد التخريب لتلحق أضرارًا بالغة بواسطة الخبراء الأجانب الذين أكدوا استخدامهم لمواد شديدة الانفجار استهدفت وحدة المعالجة المركزية والآبار وخطوط أنابيب التصدير المتوجهة لميناء بشائر تلك الأنابيب التي رفضوا سداد رسوم العبور وتهربوا من سدادها لأشهر كثيرة وتصدير نفطهم عبرها للخارج ليعود عملات صعبة ودولارات تزودوا بها ذخائر وأسلحة لضرب الأراضي السودانية بمساندة كبيرة وواضحة من دول بعينها لا تخفى على الحكومة ولا الشعب أو المواطن وكم كانت سعادتنا كبيرة ولا توصف الجمعة الماضية بعد إعلان الجيش السوداني إحكام السيطرة على هجليج مرة أخرى وضمها لحضن الوطن تلك الجمعة المباركة التي شهدت تجمع كافة ألوان الطيف السياسي والأحزاب والمواطنين وقوفًا تحت مظلة واحدة وسعت الجميع حملت مسمى الوطن السودان متناسين خلافاتهم وألوانهم السياسة والحزبية وجمعوا كلمتهم وقلوبهم مع الجيش السوداني وكم كانت الفرحة كبيرة بعد إعلان وزير الدفاع للنبأ السار بتحقق الانتصار للجيش وطرد وسحق الجيش الشعبي لخارج هجليج، مما دعا الحكومة والمواطن للخروج في احتفالات بهيجة تعبيرًا عن فرحة الانتصار ويومها تمنيت من كل قلبي أن نظل هكذا على الدوام الشعب والجيش في خندق واحد دفاعًا عن الوطن وحمايته من الأعداء الذين على الدوام يتربصون بالسودان ويحاولون قدر استطاعتهم تخريب اقتصاده وتدمير منشآته النفطية وتهريب ثرواته، ولكن هيهات؛ فالسودان جيشه وشعبه وإنسانه البسيط في وقت الحارة «بنبقى كلنا سودانيين» حتى النساء منا يقفن وقفة صلبة في وجه العدو ويشهد التاريخ للمرأة السودانية بنبيل مواقفها في الدفاع عن البلاد.