الألم بأي شكل هو عرض ينبه الإنسان بمرض ما غير أن تلك الآلام قد لا تكون في نفس موقع المرض إذ تتطور محدثة آلامًا نفسية بالخوف من عدم معرفة سببها ويستفحل الأمر أكثر بإصابة صاحب الألم بمرض الاكتئاب وفي دول الغرب يقوم بعض من يعانون من الآلام للانتحار ونحمد الله أن هذه الظاهرة لا تكثر في العالم العربي، ويختلف الألم باختلاف مسببه وبدرجة تحدد بواسطة المريض فهو الوحيد الذي يستطيع تحديد درجة وكمية الألم، فعند الأطفال دون الرابعة حيث لا يستطيع الطفل الإفصاح عن كمية ومكان الألم ولكن يمكن تحديده عن طريق متلازماته، لذا أعطت الدول اهتماماً بالألم وكونت له منظمة عالمية لمعالجته، ويعتبر العلاج التداخلي من أهم مراحل تكملة العلاج التي تلي العلاج وتسبق التدخل الجراحي غير أن هذا النظام حديث العمل به في السودان وقد بدأ في دول الغرب منذ منتصف القرن الماضي وهو علاج يتسم بالدقة التخصصية والندرة ويتطلب إنشاء فريق طبي متكامل للعلاج حول العلاج التداخلي التقينا الدكتور ياسر محمد رضا استشاري التخدير وعلاج الآلام. كيف يمكن أن نعرف الآلام ؟ تعرف الآلام حسب تعريف منظمة الآلام العالمية على أنها عبارة عن معاناة يسببها بداية الإحساس بالألم وتوابعه. هل للآلام أنواع؟ الآلام نوعان آلام حادة وآلام مزمنة، فالألم الحاد هو الذي يجعل المريض يسعى للطبيب لمعرفة سبب الألم ويعتبر نوعًا حميدًا من الآلام لأنها تحمي الأجسام بمعرفة أسباب الألم قبل استفحال المرض، أما الآلام المزمنة فهي التي تنتج عن أمراض تُحدث أضرارًا كثيرة بالجسم مثل السرطان. هل تحدث الآلام مضاعفات؟ يسبب الإحساس بالآلام مضاعفات عديدة على الصعيد المادي والنفسي والعائلي والاجتماعي، فحدوث الآلام يترك أثراً نفسياً للإحساس بها وبالتالي أثرًا مهنيًا بترك المريض لمهنته ويسبب من ثم أثرًا اجتماعيًا. هل تسبب الآلام مضاعفات أكبر؟ من أكبر المضاعفات التخوف من حدوث الآلام وعدم معرفة أسبابها ويتبعها إحباط نفسي يؤدي بدوره للانتحار وهذا يحدث بنسبة 25% في العالم الآخر. هل كل الآلام تسبب حمى وصداعًا؟ ليس كل الآلام تسبب الحمى أو الصداع فمثلاً هنالك آلام تتسبب في عدم القدرة على الحركة وأخرى تتسبب في مشكلات نفسية وعدم المقدرة على ممارسة العمل وبالتالي إحداث مشكلة جنسية. كيف يمكن تشخيص آلام الأطفال؟ الآلام لدى الأطفال تشخص بمتلازماتها كالبكاء واللمس على أعلى الجبين وتعني الصداع أو الالتواء مع البكاء والصراخ وهذه تعني وجود آلام شديدة بالبطن أو حك الطفل لأذنه وتعني الألم بالأذن، كذلك عدم المقدرة على ثني الرجل وتعني وجود ألم بها، فرغم أن تشخيص آلام الطفال من أصعب أنواع التشخيص لكنه يمكن بوجود المتلازمات هذا بالنسبة للأطفال دون الرابعة. دور مسكِّنات الآلام في العلاج؟ مسكِّنات الآلام تزيل العرض، فهنالك مسكنات لمنع حدوث الإحساس بالألم مسبقاً وأخرى لتسكين الألم بعد حدوثه، كما أن هنالك علاجات للصداع تختلف على حسب مسبب الصداع فبعض علاجات الصداع ليست مسكنة ولكن معالجة لسبب الصداع فالصداع، أكثر الأمراض التي تحدث لأسباب متعددة وأصعبها تشخيصاً وأسهلها معالجة. مسكنات الآلام هل تسبب حدوث أمراض مستقبلاً؟ المسكنات عموماً ليست هي الحل لإزالة الآلام، فهنالك بعض الآلام تعود بعد انقضاء فترة العلاج «المسكِّن» فالأدوية للصداع تسمى المسكنات التي قد تسبب الآلام أحياناً. هل أي مسكِّن يمكن استعماله لتخفيف الآلام؟ كل ألم يختلف في خواصه وشكله ومسببه وبالتالي لكل ألم علاجه الخاص لتسكينه. كيف تعالج الآلام؟ في علاج الآلام نبحث عن السبب أولاً فمثلاً الإحساس بالحمى يعالج أولاً أسباب حدوثها وعند فشل كل المسكنات في إيقاف الإحساس بالآلام مثل الغضاريف والتهاب العصب الخامس والسابع وبعض أنواع الصداع الشديد فهنالك تخصص يسمى العلاج التداخلي للآلام حيث يتم إيقاف الأعصاب التي تحدث منها الآلام باستخدام التردد الحراري أو التبريد وأيضًا يمكن بحقن العصب بأدوية تسمى الأدوية المسكنة للآلام. مدى أهمية العلاج التداخلي؟ العلاج التداخلي للآلام مهم جداً فهو حلقة وسيطة مابين بداية العلاج والعملية الجراحية فمن أهم أسباب حدوث الآلام بعد العملية هي مضاعفات العملية أو أسباب خارجة من الجراحة أو امتداد المرض. هل العلاج معمول به في السودان؟ العلاج التداخلي هو تخصص حديث بالسودان، لكنه بدأ في أمريكا في أوائل ستينيات القرن الماضي وكانت مصر هي أولى الدول العربية استخداماً له، فبعد فشل العلاج يمر المريض على العلاج التداخلي عن طريق الحقن أو المناظير أو إيقاف الأعصاب «التردد الحراري أو التبريد» وهي المرحلة التي تسبق العملية وهذه المرحلة العلاجية المفقودة في السودان فالعلاج التداخلي يتم بوجود فريق طبي متكامل. { هل هنالك أمراض صامتة لا تحدث آلاماً؟ بعض الأمراض لا يظهر فيها الألم إلا في وقت متأخر للحالة حيث يستفحل المرض ويشتد مثل آلام السرطان بنسبة «30» إلى 40% وعمومًا فالأمراض التي لا تُحدث آلاماً مخيفة. هل يمكن للعلاج التداخلي إزالة آلام السرطان؟ السرطان قد يقتل المريض ليس لاستفحال المرض ولكن لشدة آلامه التي يمكن إيقافها أو تقليلها عن طريق العلاج التداخلي. توجيهات للمرضى: أول توجيه هو عدم التأني في معالجة الآلام الحادة فقد تتحول من عرض إلى مرض. عدم معالجة كل الآلام بمسكنات من الصيدلية حيث يجب الذهاب للطبيب المختص. عرض الصداع لا ينفع استخدام المسكن له دون معرفة سببه فالمسكن بعد خمس سنوات سيكون سببًا للصداع. إذا حدث صداع مع الغيء صباحاً أو زغللة في العين يجب الذهاب للطبيب ففي بعض الحالات يكون بسبب سرطان رغم أنه يحدث بنسبة 3%. الآلام المزمنة يجب التمرحل في علاجها بالعلاج التداخلي للآلام ثم الجراحة. ضرورة التوعية الصحية والتدريب.