إن الاستهداف الذي يتعرَّض له السودان بدءًا من الهجوم الغادر على مدينة هجليج ومروراً بتعطيل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض بشراء الشركة الهندية المنفذة لبرنامج السوفت وير الخاص بالتشغيل يتطلب توحيد الجبهة الداخلية خاصة بولاية الجزيرة التي أصبحت تمثل خط الدفاع الأول لمجاورتها لولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض وسنار والتي لها حدود مع دولة جنوب السودان ليتعاظم الدور على ولايتنا التي كانت في السابق سلة غذاء السودان بمشروعها الذي كان ملء السمع والبصر مما دفع رئيس الجمهورية لإصدار قرار بإعادة تشكيل مجلس إدارة مشروع الجزيرة، فجاء تكوينه بالصفة الاعتبارية وليس الأسماء الشخصية مما يمثل خطوة للنهوض بهذا الصرح في حربنا الاقتصادية بعد أن شهد تدهوراً في بنياته التحتية وتدني الإنتاجية ومشكلات العطش والآفات. هذا الواقع لم يستثنِ قطاعات الولاية من تسيير القوافل وإرسال المجاهدين إلى مناطق العمليات فجاءت القافلة إلى منطقة تلودي بقيادة الأستاذ/ تاي الله أحمد فضل الله معتمد شؤون الرئاسة، والأستاذ/ يوسف الزبير معتمد الكاملين، والأستاذ/ أحمد الشايقي معتمد أم القرى وعدد من القيادات السياسية والتشريعية والشبابية والطلابية تعبيراً عن تلاحم أهل الولاية مع أهلهم في جنوب كردفان، الذين أكدوا أهمية استمرار الدعم لهذه المناطق لوقوعها في مرمى نيران مدفعية ما يسمى الحركة الشعبية وفلول التمرد، وأشاروا إلى صمود مواطني هذه المناطق دفاعاً عن أرضهم ضد هذا الاستهداف. الأستاذ/ محمد الكامل فضل الله رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار أكد استعداد الولاية لتسيير القوافل لتكون بمثابة رسالة لكل الولايات حتى تحذو حذو ولاية الجزيرة إلى جانب إعداد الكتائب والمجاهدين من خلال التدريب النوعي والمتقدم، وقال: إن مشاركة والي الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه تمثل درساً للأجيال بأن قيادات الإنقاذ قد باعت أرواحها فداءً للعقيدة ودفاعاً عن هذا الوطن وأن تعرُّض أي جزء من هذا الوطن للاستهداف يدفعنا إلى إلغاء الحدود الإدارية وأن تتساوى جميع أجزائه؛ لأن المعركة أصبحت تستهدفنا في هُويتنا وانتمائنا. أما القوى السياسية بولاية الجزيرة والممثلة من خلال الحكومة العريضة؛ فأعلنت منذ احتلال مدينة هجليج أن المعركة أصبحت معركة جميع أفراد الشعب السوداني مؤكدين وقوفهم خلف القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والدفاع الشعبي في هذه المرحلة التاريخية لبلادنا. لتظل ولاية الجزيرة في حالة استنفار دائم على مختلف الأصعدة وتنطلق منها القوافل والمجاهدون تأكيداً لدورها الطليعي والريادي على مستوى السودان.