بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجليج
نشر في الصحافة يوم 12 - 04 - 2012


«هجليج» .. اعتداء مع سبق الإصرار والترصد !!
جنوب كردفان: ابراهيم عربى
أثبت سلفاكير رئيس دولة الجنوب الوليدة أنه كان يقصد فعلا احتلال هجليج مع سبق الاصرار والترصد ولم يكن اعلانه من داخل اجتماع مجلس التحرير القومى للحركة الشعبية دخول جيشه هجليج ب«الخارج عن الموضوع» كما وصفه الكثيرون بل كان عملا مقصودا ومخططا له رغم ما خسرته قوات سلفاكير من رجال وعدة وعتاد فى محاولتها الأولى ولكن هل كل ذلك بأمر حكومة الجنوب أم وصايا خارجية لتنفيذ أجندات محددة، على كل ستظل «هجليج، تلودى، أبيى» مناطق ملتهبة لأجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحة انسانها !.
ما قبل الهجوم
كشفت مصادر رفيعة ل«الصحافة» أن دولة الجنوب ظلت تواصل اعدادها وتخطيطها للهجوم على مناطق استراتيجية وحدودية سودانية منذ زمن ليس بالقريب بمساعدة كل من أمريكا وبريطانيا وجنوب أفريقيا ويوغندا ومن قبلهم اسرائيل ،ولذلك عملت حسب توصيات هذه الدول على تجميع واحتواء ودعم المعارضة السودانية المسلحة وتقديم الخدمة لهم وتسهيل مهام المعارضة السياسية فى الداخل من خلال قيادات سياسية معلومة تجد دعما وسندا من دول الغرب وأوربا ولها استثمارات بدولة الجنوب لتمرير الأجندة الموكلة اليهم باعتبارهم أصحاب مصالح يسهل معهم البيع والشراء، الا أن حكومة الجنوب قد تحقق لها من وراء ذلك جملة من المصالح ، حيث عملت هذه الجهات الأوربية بتدريب وتأهيل «45» طيارا جنوبيا بدولة جنوب أفريقيا تم تخريجهم سويا مع قوات للدفاع الجوى خلال الاسبوع الماضى «أسكى» بالاستوائية وقد شهد حفل التخريج مسؤولون دبلوماسيون من بريطانيا وأمريكا وجنوب أفريقيا ويوغندا وكينيا وقيادات للمعارضة السودانية ،وقد كان مشروع التخرج رحلة طيران مابين عنتبى فى يوغندا وأسكى بالاستوائية ،وقد تزامن حفل التخريج كذلك مع تنصيب شبكات رصد للطيران مكونة من «40» ماسورة فى كل من ربكونا وبانتيو ، وقواعد عسكرية فى كل من راجا ،أويل ،النت وأبيى ،ثم فكت أسر «78» من قيادات للعدل والمساواة انشقت فى وقت سابق من خليل ابراهيم وأعلنت انضمامها لقوات محمد بحر من بينها أبوزمام كير وآخرين كانت دولة الجنوب قد اعتقلتهم منذ أكثر من عام ،وأكد أحد المصادر أن دولة الجنوب زجت بمجموعة الهجوم الأول كتجربة لتدارك مواقع الخلل ،الا أنها فعلا أعادت ترتيباتها وخطتها للهجوم الثانى على هجليج بتقديم مجموعتها العادية قبل أن تلحقها بقوات الحرس الجمهورى .
معلومات أخرى
اذا ماهى معلومات القوات والهجوم الأخير على هجليج ،كشفت مصادر أمنية ل«الصحافة» أن حكومة الجنوب أعدت القوة الأولى ببانيو وقوامها أكثر من «ألفين» مزودة بعدد أكثر من «40» يورال وتناكر مياه ودبابات وأسلحة مختلفة بقيادة مقير كوال مسؤول الجيش الشعبى للعمليات العسكرية ،وجيمس قيدون ، ديانق دينق مجوك ،وجيمس واث والعميد أبكر موسى حامدين قائد اللواء «24» الدبب وأبوزمام كير ،وفضيل الأعور من أبناء المسيرية ،تمركزت عند كهرباء هجليج ،وقبل أن تصل اليها قوات الحرس الجمهورى وقوامها «ثلاثة » ألوية أكثر من «5» آلاف بقيادة سبت مجاك ،والعميد رنق ،وباشراف تعبان دينق ورياك مشار ،وقد تحركت هذه القوات من مسيك الى رمبيك الى رامشيل لتتحرك منها فى الصباح الباكر من ساعة الصفر للهجوم على هجليج ، يعتقد المصدر أن القوات السودانية لم تتعامل بجدية مع المعلومات التى تم تسريبها اليها أن هنالك قوات أخرى متحركة نحو هجليج ،أو ربما قوات الحرس الجمهورى تحركت بسرعة أعجل مما كان متوقعا ، وفى أثناء هجوم القوات السودانية لا تزيد عن «الفين» مقاتل القوات المتمركزة عند الكهرباء تفاجأت بأن القوات المتمركزة قد أعدت خنادق برميلية وتكتيك لم تتوقعه ،أجبرت على التراجع بضغط وتكثيف نيران قوات الجنوب ،الا أنها وقعت فى كمين وتفاجأت بقوات الحرس الجمهورى من ثلاثة محاور وقد أطلقت عليها «الفنك» الاسرائيلى المخدر للأعصاب ومن ثم يعتقد المصدر أنها استخدمت أسلحة كيماوية ،مما زاد من عدد المصابين ،وزاد المصدر أن قوات الحرس الجمهورى واصلت تقدمها نحو مدينة هجليج ،حيث دارت معركة شرسة مع قوة بمعسكر الشهيد الفاضل أجبرتها على الانسحاب فيما تقدمت القوة المعتدية لتدخل هجليج من ثلاثة محاور فى عمليات هجومية سريعة ، قبل أن تقع فريسة فى مقابل قوات الطيران السودانية ، لتجبرها على التراجع خارج هجليج تحت ضغط القوات السودانية التى أعدت نفسها سريعا ،وقد افتقد الجانبان عددا كبيرا من الجرحى والقتلى لا زال يجرى حصرها ،فيما قال والي جنوب كردفان أحمد هارون يصعب الجزم بحجم الخسائر لأن المنطقة حساسة والتجهيزات العسكرية فيها كانت تجهيزات خاصة .
الموقف الآن
الحرب كر وفر ولذلك يصعب تحديد الموقف على واقع الأرض فى مدينه هجليج فيما لايزال القتال شديدا ومتواصلا بين قوات السودان وجنوب السودان والقوات المتحالفة معها لليوم الثاني على التوالي فيما يقول العسكريون في جنوب السودان انهم يسيطرون على مواقع حقول النفط فى هجليج ويعتبرونها أرضا تتبع لدولة الجنوب الا أن لجنة التحكيم الدولية والترسيم وكافة المحاكم وكل المستندات تؤكد أن منطقة هجليج ضمن أراضى الدولة السودانية وليست من المناطق المتنازع عليها، فيما قال الناطق الرسمى للجيش الصوارمي خالد سعد على ذمة «بي بي سي» بأن القوات السودانية منيت بهزيمة بالقرب من هجليج وتراجعت شمالا، الا أن أحمد هارون والي جنوب كردفان وصف الاعتداء ب«الكبير جدا» قائلا قوات الجنوب دفعت بكل قدراتها فى هجومها على هجليج ولا تزال الاشتباكات مستمرة حول المنطقة ولم ينجل الموقف النهائى بعد، الا أنه أكد أن الموقف سوف يسفر بهزيمة القوات المعتدية قريبا جدا ، ورفض هارون بشدة فى اتصال هاتفى لقناة «الشروق» امس توصيف الاوضاع بأن قوات الجنوب تسيطر على هجليج قائلا من السابق لأوانه التسليم بسيطرة القوات المعتدية على المنطقة، الا أن مصادر كشفت ل«الصحافة» أن القوات المعتدية سيطرت على مطار هجليج ومناطق آبار النفط ومواقع استراتيجية وعسكرية مهمة الا أن قوات المجاهدين قد أرهقتها ليلا بالهجمات السريعة والخفيفة عبر المواتر كما يعرف ب«الحصان ابو بنزين» أجبرت القوات المعتدية للتراجع خارج هجليج لتتمركز فى مناطق عديدة محيطة بهجليج واضعة كل التحسبات العسكرية البرية والجوية والتى تتواصل عملياتها الآن بصورة مكثفة تؤتى ثمارها مساء أمس أو صباح اليوم .
مجزوم يائس
ولكن كثيرا من الأسئلة تبحث عن أجوبة فلماذا الهجوم على هجليج ؟ تعتبر دولة الجنوب أن هجليج منطقة جنوبية وأن البترول الذى يضخ منها هو بترول خاص بدولة الجنوب ،وقالت ان الحكومة السودانية سرقت بترولها ،فيما تؤكد قبيلة المسيرية أن هجليج أرض سودانية أرض أجدادهم منذ أزل التاريخ ويطلق عليها العرب «مرافعين» ،ويقول مختار بابو نمر أشهر نظار المسيرية ان هجليج لم تكن فى يوم ما جنوبية ولم يستقر فيها اطلاقا أحد من قبائل الجنوب ،وان محكمة لاهاى حكمت بأنها أرض سودانية ،ولا يستبعد الأمير ان تقود لحرب شاملة بين الدولتين ،فيما يرى مراقبون أن الاعتداء على هجليج عمل مخطط له من قبل دولة الجنوب بجانب أبيى وتلودى كمناطق استراتيجية لتحقيق أجندات عدة محلية واقليمية ودولية ، الا أن هارون قال ان موقف دولة الجنوب كان مرصودا واصفا تعاملها بعد أن أوقفت بترولها وحاولت ايقاف بترول السودان ب«المجزوم اليائس من العلاج» ،الا أن الوالى قال ان الاعتداء على هجليج لم يكن الأول ولم يكن مستبعدا بل كان متوقعا من دولة تتحكم فيها العصابات فى ادارة شؤونها ،ووصفها بعدم المسؤولية ، واصفا الاعتداء بأنه تطور خطير فى مسار العلاقات بين الدولتين، وزاد ان الاعتداء تؤكده كل الشواهد والوقائع من خلال التصريحات العدائية السابقة لرئيس دولة الجنوب مؤكدا احتلال هجليج فى لقاء جماهيري بواو، ومخاطبته مجلس التحرير ، واصفا ماجرى بعدوان على دولة ذات سيادة ،وقال انه يحمل كل دلالات الشؤم والخسارة .
استهجان وغضب في الشارع .. وآمال في الحسم سلماً أو حرباً
استطلاع: عمر الفاروق
لم يمر اجتياح الجيش الشعبي الجنوبي لحدود البلاد وسيطرته على منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط على الشعب السوداني كحدث عادي، بالرغم من كثرة الاعتداءات المتكررة التي يتهم فيها كل بلد الاخر بالتورط والضلوع فيها، فقد اثار ما اقدمت عليه دولة الجنوب ،امس الاول، جدلا في اوساط شرائح مختلفة من المجتمع السوداني. اذ عبر العديد من المواطنين ممن استطلعتهم «الصحافة» عن استهجانهم البالغ للخطوة الجنوبية، بينما رأى البعض منهم ان العودة الى الحرب سوف تكون لها نتائج كارثية على السودان وجنوب السودان، ومن الافضل حل المشكلات العالقة بين البلدين المنقسمين.
استهداف للبلاد
تقول الموظفة - امال بشير أحمد، ان ما اقدمت عليه دولة الجنوب هو استفزاز واستهداف خارجي للسودان، وانهم مدعومون من الخارج، وتؤكد «للصحافة» ان الحكومة قادرة على رد الصاع صاعين واستعادة منطقة هجليج بإذن الله، وتختلف معها احدى بائعات الشاي بالخرطوم حول الطريقة التي يجب بها ادارة الأزمة، وتقول «للصحافة» وهي تبدو في حالة أسى وخوف من الحرب، انها لن تحل المشكلات بين البلدين، ورأت انه مهما كان الامر فان الطريق الاسلم هو خيار الحوار والتفاوض، مذكرة بحصد الحرب للارواح وتدميرها الحياة، وفي ردها لسؤال «الصحافة»، عن ان التفاوض لم يجد حتى الان، قالت انها لاتدري، لتعود وتقول انها فقط ضد الحرب ولا علم لها بسواها.
سائق التاكسي يوسف أحمد محمد سعيد يقول ان خيار الحرب مكلف ولكن اذا دفعت له فلا مناص من خوضه، ولكنه يعود ويقول ان السودان لم يجن من الحرب السابقة سوى الالام وفقدان خيرة ابناء الوطن، لافتا في حديثه «للصحافة» الى ضرورة حل الأزمة بالطرق السلمية.
إدارة الأزمة
ويعتبر الخريج الجامعي شمس الدين علي ان التحدي الذي يواجه الحكومة السودانية حاليا، هو كيفية ادارة الأزمة مع دولة الجنوب، خاصة وان ماقامت به الاخيرة قد يقود البلدين الى حافة الهاوية، وعاد وحمل دولة الجنوب مسؤولية جر البلدين الى حرب جديدة وشاملة، والتي يقول ان الخيارات باتت شبه معدومة لتفاديها، رغم كلفتها القاسية. ويرى المواطن سليمان محمد أحمد ان التفاوض لا يجدي مع حكومة الجنوب وان كان لا بد منه فيجب ان يتم بعد استرداد هجليج. ويشاطره المهندس عثمان محمد أحمد رأيه بقوة، حيث يقول: المفترض ان يكون الشعب السوداني كله هناك في هجليج، لايقاف اي متطاول يستهدف السودان، في كل ما يلي مكتسبات البلاد، مضيفا ان الحكومة ستقوم بردعهم ايما ردع وانها حاليا قاربت على طردهم بحسب معلومات يقول انها وردته من مصادر موثوقة.
هجليج أولاً
من جهته، لم يمانع المواطن عبد الله حمد الله، يعمل في الاعمال الحرة، من استمرار التفاوض مع دولة الجنوب لحل المشكلات بين الطرفين، غير انه ربط الامر ببسط السيطرة السودانية الكاملة على المنطقة وكل المناطق السودانية التي تتدخل فيها حكومة الجنوب، ومن ثم فلا مشكلة في العودة اليه مجددا، لان التفاوض سيكون من منطلق قوة. وشن المواطن علي في حديثه «للصحافة» هجوما عنيفا على الحكومة السودانية ووصفها بالمنبطحة والعاجزة عن حماية مواطنيها، لافتا الى ان ضحايا كثيرين سقطوا وفقدوا موارد رزقهم واضطروا للنزوح من مناطق النزاع مع دولة الجنوب، مؤكدا فشلها الكامل وابتعادها عن القضايا الحقيقية، وتفرغها لما قال انها قضايا انصرافية بالحديث عن الحريات الاربع وخلافها من قضايا.
حالة استنفار وتأهب قصوى بالولايات
استجابة لنداء الوطن وانفاذا لتوجيهات رئيس الجمهورية انتظمت ولايات البلاد المختلفة حملات استنفار وتعبئة واسعة شملت كافة شرائح المجتمع وذلك نصرة للقوات المسلحة، وفي ذات الصدد فتحت معسكرات الدفاع الشعبي ابوابها لتدريب المجاهدين الذين توجهت اعداد مقدرة منهم لجبهات العمليات الحربية دفاعا عن الارض والعرض، وفي جولة قامت بها «الصحافة» بعدد من الولايات وقفت علي حالتي التأهب والاستنفار اللتين تمثلان العنوان الابرز للحراك السياسي والمجتمعي، وهو الامر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا ايجابيا يوضح تفاعل الشعب مع قضايا الوطن ودعمه للقوات المسلحة والنظامية الاخري.
القضارف تستجيب لنداء الوطن
من القضارف تواصلت نفرة الدعم والمساندة التي جاءت بمبادرة من معتمد بلدية القضارف، وكشفت تدافع القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني المختلفة وتفاعلها مع نداء الوطن، ومن خلال الاحتفال الحاشد دعا الامين العام لحزب الامة القومي الي ضرورة توحيد الجبهة الداخلية لازالة الاحتقانات والغبن وذلك لقفل الابواب امام اعداء الوطن، مؤكدا بأنهم في حزب الأمة يتقدمون الصفوف في الشأن الوطني، وزاد» قلبنا علي السودان ولا نرضي بالوصاية علي الوطنية» واشار الي ان حزبهم يملك رؤية كاملة حول الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان، مؤكدا امكانية تقديمها في روشتة سياسية، فيما دعا معتمد بلدية القضارف عمر الحاج كابو الي ضرورة توحيد الخطاب السياسي وقيام مجلس تنسيقي لرؤية وعمل الأحزاب السياسية واعداد هيكلة الاستنفار ،مضيفا: الاعتداء الذي تعرضت له هجليج يعتبر استهدافاً للدين والاسلام والهوية السودانية والنيل من مكتسبات الوطن، وقال بأنهم في المؤتمر الوطني قادرون علي تأمين الجبهة السودانية، وضمان تماسكها من أجل توحيد الرؤية الداخلية وتجاوز الأخطاء السياسية عبر روشتة سياسية، مشيرا الي انها تهدف لاحتواء اثار الحرب علي المواطنين اقتصادياً وسياسياً، واضاف بأن ما حدث في هجليج يعتبر بمثابة انتزاع بقعة من السودان ، مؤكدا عدم سماحهم بانتزاعها ،وقدرتهم علي حمايتها والحفاظ عليها .
من جانبه اكد مستشار الوالي محمد أحمد الهادي أن الاعتداءات الأخيرة التي تمت علي هجليج أدت الي تدافع القوي السياسية وتوحيد الجبهة الداخلية خاصة بعد أن استجابت القوي السياسية لحالة الاستنفار في جمع المال والدفع بالشباب لمناطق العمليات، وقال ان حكومة الولاية سوف تسير في الأسبوع المقبل قوافل دعوية وجهادية لدعم القوات المسلحة، في مكان آخر انتظمت محلية الفاو نفرة كبري خاطبها معتمد المحلية معتصم عبد الجليل ضمت اللواء 80 مدفعية واللواء الخامس والسادس حيث أعلن المعتمد عن الدفع بمائتي مجاهد للانضمام الي القوات بهجليج ،ومن خلال الاحتفال تبرعت قيادات وهيئات ومؤسسات بمبلغ 100 ألف جنيه دعماً لمسيرة الجهاد هذا وقد تم تكوين لجنة عليا للتعبئة والاستنفار،وتقرر ان تنتظم كل محليات الولاية لجمع المال والتبرعات وتسيير القوافل الجهادية.
الجزيرة في كامل الجاهزية
ظلت اللجنة العليا للاستنفار ولواء الردع بقيادة والي الولاية الزبير بشير طه في حالة انعقاد متواصل وذلك لبحث كيفية انفاذ توجيهات رئيس الجمهورية، وعقدت مساء الاول من امس اجتماعا مطولا تداولت من خلاله عمل اللجان المختلفة التي تم تكوينها لهذا الصدد ، هذا ماكشف عنه نائب الوالي محمد الكامل الذي اشار الي ان اللجنة قامت بعدد كبير من الترتيبات في محاور امنية وسياسية واقتصادية وذلك للتعامل مع المستجدات التي تشهدها مناطق العمليات ،وقال ان التدابير التي تم وضعها تجئ تحسبا للتعامل مع اي ظروف تفرزها العمليات الدائرة بجنوب كردفان والنيل الازرق ،كاشفا عن ارسال الولاية لقوة من المجاهدين علي درجة عالية من التدريب ،مؤكدا ان هذه القوة تمثل جزءا من القوات التي قامت الولاية باعدادها ،ويضيف:الجزيرة عملت علي انفاذ توجيهات رئيس الجمهورية وهي في كامل الجاهزية لنصرة القوات المسلحة ،والدفع بمجاهدين ،وليس لديها مشكلة في هذا الصدد ،ويقول انهم نشطوا عبر المستشار السياسي في جمع الصف الداخلي عبر الالتقاء بالقوي السياسية ،مبينا تأمينهم كل المنشآت الحيوية في الولاية عبر قوة تم تجهيزها لهذا الغرض ،مجددا تأكيده علي استعداد الولاية لتوفير الدعم والاسناد للقوات المسلحة ،مضيفا»دون انفعال نحن علي اهبة الاستعداد «.
شمال كردفان تواصل مسيرتها
ولاية المجاهدين وفرسان الهجانة كما تعرف بادرت في تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية علي ارض الواقع منذ صدورها ،وهذا ما اكده نائب رئيس المؤتمر الوطني مبارك شمو الذي اشار الي انه قد تم فتح معسكرات التدريب بعدد من محليات الولاية وان بارا تحتضن المعسكر الرئيسي لتدريب المجاهدين ،واصفا تجاوب مجتمع الولاية بالواسع ،وقال ان اللجان التي تم تكوينها برئاسة الولاية والمحليات قامت بدورها كما ينبغي في تجهيز المعسكرات، وجمع زاد المجاهد الذي اكد ان الولاية قطعت 70% في اعداده ،وقال ان لواء الردع يخضع لتدريبات داخل المعسكرات المختلفة وسط اقبال كبير وروح معنوية عالية ،مشيرا الي ان الولاية جددت الاول من امس وامام نائب الرئيس تأكيدها علي الجاهزية التامة للذود عن حياض الوطن وردع كل من تسول له نفسه المساس بحدوده.
البحر الأحمر تدفع بالمجاهدين
شهدت معسكرات الدفاع الشعبي بولاية البحر الاحمر اقبالا كبيرا من قبل المجاهدين الذين تدافعوا للتدريب تأهبا للتوجه الي مناطق العمليات، ويكشف رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار محمد طاهر أحمد حسين عن دفع الولاية بقوة مقدرة من المجاهدين لمناطق العمليات ، كاشفا عن فتح المعسكرات بكل محليات الولاية ،مشيدا بالاقبال الكبير الذي شهدته المعسكرات من قبل المواطنين الذين اكد حرصهم التام علي الدفاع عن الوطن والتضحية بالارواح لنصرته ،وقال ان اللجنة العليا ظلت في حالة انعقاد متواصل وذلك للوقوف علي التطورات بارض المعارك الحربية ،وقال ان اللجنة ظلت في حالة حراك متواصل وذلك للتعبئة والاستنفار وجمع الزاد والدعم للقوات المسلحة والدفاع الشعبي ،مؤكدا علي قدرة ابناء السودان في التصدي لاي عدوان خارجي.
النيل الابيض في الموعد
نالت ولاية النيل الابيض قصب السبق في تجهيز اكثر من 6 آلاف وخمسمائة مجاهد وذلك بعد فتح معسكرات التدريب بكل انحاء الولاية ،ويصف رئيس اللجنة العليا للاستنفار ولواء الردع ،اللواء الطيب الجزار تفاعل المواطنين بالكبير والوطني ،مبينا اقتراب جاهزية المجاهدين بعد وصولهم الي مراحل متقدمة في التدريب ،كاشفا عن دفع الولاية بقوة من المجاهدين الي الخطوط الامامية ،مؤكدا ايفاء الولاية بالربط المحدد ،وقال ان لجنته وجدت استجابة من كل شرائح الولاية التي حرصت علي تقديم مختلف اشكال الدعم ،مضيفا»لابد من الاشادة بمواطني الولاية الذين تفاعلوا مع حملة الاستنفار وتدافعوا لدعم القوات المسلحة وتجهيز لواء الردع «.
كسلا على طريق الجهاد
لم تتخلف كسلا عن الركب ،هكذا اكد قائد الدفاع الشعبي بالولاية وعضو اللجنة العليا للاستنفار محمد الفاتح الذي اشار الي ان الولاية حرصت علي تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية ،حيث تم تكوين لجنة عليا ومثيلة لها بمحليات الولاية وذلك لاستقبال المجاهدين في المعسكرات وتوفير الدعم للواء الردع ،موضحا ان عمل اللجنة العليا بدأ بلقاءات تعبوية مع كافة شرائح المجتمع وذلك لاستنفار الجهود وتوحيدها من اجل تجهيز لواء الردع ،وقال ان المرأة شاركت بفعالية في تجهيز زاد المجاهد ،مؤكدا ارسال الولاية لمجاهدين الي مناطق العمليات ،وقال ان الدفع بهم لن يتوقف حتي تحسم كافة المعارك.
خمسة اشتباكات منذ الانفصال
بعد توقيع اتفاق السلام الشامل في يناير من العام 2005، سكتت اصوات المدافع والراجمات طويلا لتعود بغتة في مايو من العام الماضي فقد فرضت القوات المسلحة السودانية سيطرتها بالكامل، على منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وأصدر حينها الرئيس عمر البشير مرسوماً جمهورياً حل بموجبه مجلس منطقة أبيى، كما أصدر مرسوماً جمهورياً آخر بإعفاء رئيس ونائب رئيس إدارية منطقة أبيى ورؤساء الإدارات الخمس. وكان الجنوب قد ادرج منطقة أبيي في دستوره، وهو الامر الذي رفضته الخرطوم، وقال الرئيس البشير وقتها انه لن يعترف باستقلال الجنوب ما لم يتخل الاخير عن ادعاء السيادة على أبيي. وكانت الخرطوم قد احتجت على تعدي الجنوب قبل دخول قواتها منطقة أبيي بايام بضربه قافلة للجيش السوداني، الى ان حسم الامر بدخوله المنطقة والاستيلاء عليها الى ان بدأ الجيش لاحقا الانسحاب التدريجي من المنطقة بعد اتفاق اديس ابابا، ووصول طلائع القوة الاثيوبية.
و بعد مرور اقل من شهرين على احداث أبيي تفجرت الاوضاع فى ولاية جنوب كردفان، بعدما تمرد عبد العزيز الحلو على الخرطوم، بعد الانتخابات المثيرة للجدل التي كان ينازل فيها والي الولاية الحالي، أحمد هارون، و دارت اشتباكات عنيفة فى العاصمة كادقلي، واتهمت الخرطوم دولة الجنوب بالتورط ودعم الحركة الشعبية الشمالية بعد انفصال الجنوب، وقولها بضرورة فك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي والموجودتين في المنطقتين. وبعد 3 اشهر من تفجر الاوضاع في جنوب كردفان، وتحديدا في شهر سبتمبر امتدت الحرب الى ولاية النيل الأزرق، حيث تفاجأ سكان مدينة الدمازين باشتباكات عنيفة داخل المدينة تمركزت فى ثلاثة احياء فى بدايتها وكانت بمثابة الشرارة لاندلاع الحرب فى الولاية الآمنة وسرعان ما عمت الاشتباكات كل مناطق تمركز الجيش الشعبي بالولاية، عقبها تواترت الأخبار عن تمرد مالك عقار، ومن ثم اعلان الحكومة قانون الطوارئ فى المنطقة وتعيين حاكم عسكري للولاية.
وفي اواخر مارس المنصرم، توغلت قوات من الحركة الشعبية شمالا نحو منطقة هجليج، ونشبت معارك بين الطرفين عادت على اثرها الى الجنوب. وتبادل الطرفان في الخرطوم وجوبا الاتهامات بشأن المتسبب في ذلك التصعيد، اذ قالت جوبا ان اراضيها تعرضت لقصف جوي بولاية الوحدة الحدودية، فيما رفضت الخرطوم الاتهام، وقالت انها لم تنفذ أي قصف جوي هناك وأن مثل هذه الإدعاءات هي ذرائع تكررها حكومة جنوب السودان لصرف الأنظار عن هجومها الأخير على منطقة هجليج. وأوضحت الحكومة في الخرطوم حينها أن ما قام به الجيش السوداني كان رداً عملياً على الإعلان الذي صدر من رئيس دولة الجنوب، سلفاكير ميارديت، عندما زعم بأن قواتهم تسيطر على منطقة هجليج وأنها تتبع لجنوب السودان، وأكدت أن قوات الحركة الشعبية لم تسيطر على المنطقة.
ويعد الهجوم الاخير لجوبا على منطقة هجليج الثاني خلال اسبوعين، كما انه يعتبر الاشتباك الخامس بين الدولتين بعد انفصال الجنوب في 9 يوليو من العام الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.