٭ حينما تسوق الدنيا الرئاسة لشخص كان في يوم من الأيام «أمباشي» فلا شك أنه سيكون شخصاً غير متوازن في كل أعماله وتصرفاته. وهذا ما حدث مع رئيس دويلة جنوب السودان فقد طغى الكذب على كل ممارساته وأحاديثه بشكل مكتشف بل ومفضوح فعندما عاد من الصين قاطعاً زيارته حينما بلغه نبأ محاولة انقلاب ضده قال وهو في قمة الذعر إنه لم يحدث شيء كهذا وإنما هي مجرد إشاعة أطلقها السودان وإن كانت هي مجرد إشاعة كما تزعم فلماذا قطعت زيارتك وعدت على جناح السرعة وماذا أنت قائل فيما خرج من جوبا بأن سبعة وعشرين ضابطاً قيادياً من الحركة الشعبية احتلوا القيادة العامة وأن قياديين بالحركة تدخلوا لإفشال محاولة الانقلاب ضدك. أما كذبتك الكبرى التي ضحك لها العالم من أدناه إلى أقصاه فهي قولك إنكم لم تدمروا آبار نفط هجليج وإن العالم كله يشهد بأنكم أنتم الفاعلون وما اعتديتم على هجليج إلا من أجل هذا الغرض الخبيث من أجل تحطيم الاقتصاد السوداني وبالتالي إسقاط النظام ومن بعد ذلك تفتيت السودان إلى عدة دويلات صغيرة ضعيفة يسهل قيادها وهذا ليس مشروعك أنت وإنما هو مشروع استعماري غربي وإسرائيلي أنت مكلف من سادتك هؤلاء لتنفيذه بالوكالة. والأكبر من أكاذيبك هذه ما يسمى في السودان ب «السلبطة» فقد زعمت دون حياء ودون أن يطرف لك جفن أن هجليج تتبع لدويلتكم والعالم كله يعلن بأنها شمالية فإن أمريكا التي أنتم سائرون في ركابها وتفعلون ما تأمركم به طلبت منكم الانسحاب لأنكم احتللتم منطقة ليست لكم وكذلك قال مجلس الأمن وتشهد بشماليتها لاهاي. أظن وإن بعض الظن إثم أن سلفا كير حينما أعلن تبعية هجليج لهم كان في حالة غير طبيعية ولكن كما يقال «ذهبت السكرة وحلت الفكرة» فلماذا لم يعتذر بعد ذلك ويقول الخطأ مردود بل ذهب أبعد من ذلك حين قال إنهم سيعرضون الأمر على القضاء الدولي وإنهم يملكون الوثائق التي تدعم حجتهم هكذا بكل بجاحة. أمر آخر يؤكد كذب هذا الأمباشي الذي وجد نفسه رئيساً لدولة لم يكن يتوقع هذا المنصب الكبير حتى في الأحلام هذا الأمر يتعلق بأبيي فقد قال قبل الانفصال إن هذه المنطقة شمالية قائلاً إن الحاكم البريطاني في واو رأى أن «دينكا نقوق» بعيدون عن الظل الإداري لمحافظة بحر الغزال ولهذا ضمهم إلى المسيرية في أبيي ولكن بعد أن تربع سلفا على عرش الدويلة التي كانت في بداية مرحلة الرضاعة قال إن هذه المنطقة جنوبية ولا نستبعد أبداً أن يوافينا سلفا بتخريفات جديدة يزعم فيها أن مناطق في قلب الشمال تتبع لدويلته. ومن أكاذيب سلفا كير قوله إن الفرقتين التاسعة والعاشرة تتبعان لقطاع الشمال ولا صلة لهم بها وإن كان الأمر كذلك فمن أين لقطاع الشمال بهذه القوات المسلحة تسليحاً حديثاً والكل يعلم أن مرتباتها تأتيها من جوبا وبالعملة الجنوبية. شيء أرى أنه لا بد من ذكره أن العالم كله كان يعلم تواطؤ حكومة سلفا كير في المؤامرة الغربية الإسرائيلية لتوقيف الرئيس البشير حين حضوره إلى جوبا لمشاركة سلفا في القمة المزعومة وبعث بالحاقد الأعظم باقان إلى الخرطوم بلهجة غير معتادة منه، لهجة تحولت فجأة من العدائية المفرطة إلى الحميمية الماكرة وحينما عابت الدول الساعية إلى توقيف البشير على سلفا إجهاضه للخطة بإعتدائه على هجليج ولا أريد أن أورد الوصف الذي دمغوه به قال إن هذه الدول طلبت منه أن يوقف الرئيس البشير ولكنه رفض.. ترى كم من أكاذيب هذا الرجل لم نسمع بها؟ هامش: في إحدى لحظات تجلياته قال سلفا إن أمريكا ومجلس الأمن لن يعاقباهم لأنهم صديقان حميمان لهم.