«دق دقيقيق دق» دق الدلوكة في المنزل المجاور هد حيل هدى ووتر أعصابها.. دفنت رأسها تحت الوسادة هرباً من الرنة الرتيبة المتواصلهة.. لا يفصلها عن نور الجالسة في وسط الحوش سوى حائط جالوص مهترئ.. مما جعلها تهرب من ذلك الى داخل الغرفة، كان في مقدورها أن ترى العروس في ملابسها الزاهية تتلقى التهانئ التي كان من المفترض أن تكون لها! تقدم عباس المغترب إلى أهلها ليطلب يدها نظراً لحسنها الفتان وقبلت به.. اتفقت معه على تفاصيل الزفاف الاسطوري الذي يليق بمغترب مثله..عندما جاء عباس في إجازته السنوية فجعها بضيق ذات اليد، وحدثها عن النكبة المالية التي صرعته، وتفاوض معها حول تأجيل الزفاف.. هاجت وماجت في وجهه وكالت له عبارات مثل «كذاب.. محتال» ثارت كرامة عباس وخرج غاضبا.. ومما زاد الطين بلة الأقاويل التي وصلت إلى أهله من لسان أهلها.. وظلت تتصل على جواله دون أن يرد.. كانت الشمس تودع النهار وتغازل خيوط الليل عندما سمعت «أيوي يو يوي» نهضت بسرعة لتنظر من الحائط إلى الجيران لمعرفة السبب.. فجعت حين رأت عباس وأهله هناك.. تجمدت عندما صكت أذنيها الزغاريد من جديد ووالدة نور تقول: «والله يا عباس لو داير نوصلا ليك للبيت ما في مانع نحنا بنشتري راجل جاهز».