لقرى الجزيرة حيز من بعض الطرائف الشعبية التي يتداولها الناس.. وطلحة رجل شهم كريم بإحدى قرى الجزيرة.. كان وبعض أصحابه قد أدركهم الليل قبل أن يصلوا الحلة وكل منهم على ظهر حماره وكانوا أربعة شباب زي ما بقولوا «عاجباهم روحهم» وبالتأكيد كل منهم يحمل سلاحه التقليدي: «العكاز من الكلب والسكين من السلب». وفجأة وهم في منتصف الطريق قبل أن يصلوا الحلة يعبرون الحواشات وقد خيم سواد الليل وصرير الجنادب ونقيق بعض الضفادع بين الترع، وبعض الأشجار والحشائش تخبئ لهم قدراً مفاجئاً وثب من بين أحراشها نفر من اللصوص «رباطين».. ذلك ما كانوا يتحسبون له وفجأة وجدوا أنفسهم في معركة دفاع عن النفس. صاح أحمد وهو أكبرهم سناً وأكثرهم رجاحة عقل منادياً طلحة.. وهو يعلم أن طلحة قوي البنية شديد المنعة له ضربة ضافية.. إن أصاب بها أحداً من هؤلاء اللصوص في رأسه لأرداه قتيلاً.. لكان في غمار هذه المعركة المفاجئة يعمل صوت العقل وفي نفس الوقت يرجح كفة الثبات والدفاع عن النفس بعبارة أطلقها قائلاً: «ميز ضربك يا طلحة.. واختا الراس». أراد هنا لطلحة أن يضرب في مكان يعطل خصمه فقط ويحقق الانتصار؛ لأنه يعرف أن القتل في هذه الحالة يكلفهم مشاقاً جسيمة.. وهو يعرف تماماً مدى قوة ضربة صديقه طلحة. لكن طلحة «عيني باردة» كان في ذلك الحين قد تمكن من «عنقرة» أحد اللصوص فهوى عليها بضربة شافية أحدثت صيحة مفجعة «للص» طار على إثرها في الهواء وزي ما ما بقولوا بالبلدي: «دقّ الدلجة» أو «جابو للواطة مقنب». لم يكتفِ طلحة بذلك بل أعجبته الضربة فأتبعها بصيحة اعتزاز قائلاً: ها... أنا طلحة وفرّ جمع اللصوص «الرباطين» لما عرفوا مَن طلحة. لكن أحمد الذي أبلى أيضاً بلاءً حسناً وعجل بعكازه في «ركب» اللصوص لم يستبشر خيراً لما سمعه من دوي لعكاز طلحة على عنقرة أو «فقرة» اللص.. تجمع القوم صفوفهم وتوجهوا للحلة تاركين ذلك اللص ملقى أرضاً لا يعرف له حياةً أو موتاً. وفي اليوم التالي وأحمد يشمشم الأخبار فإذا بالشرطة تأتي للقرية بحثاً عن شخص اسمه طلحة!! الطريف أن اللص المضروب بعد أن حمله أقرانه وبلغوا الشرطة أقر قائلاً بالذي ضربه قائلاً: أنا غايتو سمعت واحد قال أنا طلحة وتاني ما وعيت بي حاجة!!. والحمد لله نجا طلحة من الحادثة حيث إن اللص المضروب اجتاز الحالة الخطرة بعد أيام وحفظ البلاغ ضد طلحة.. «رحمهم الله جميعاً». كيف يباع اللبن في سوق القضارف؟! كيف يباع اللبن في سوق القضارف؟! نكتة قديمة تقول: اتنين من المجانين، واحد يسأل التاني: حلو ملاح الروب.. ولا سمح سوق المسلمية؟ فرد عليه الآخر: جراية الحصانة البيضا!!. ويبدو أن الأسواق تدخل حتى في نكات المجانين قديماً.. فبعض أسواقنا لها شهرة، العاصمية كانت أم الولائية.. لكن للأسف الشديد الشهرة تعدت غلاء الأسعار للتدهور الصحي.. ووصمت المسؤولين بالمحليات عن تلك الأسواق بأنمهم لا يبالون ولا يشتغلون إلا بالجبايات.. تناولنا في العدد الفائت وبكينا من الغش الذي يمارس جهاراً نهاراً وليلاً والتردي بالأسواق وكشفنا ما بسوق موقف «جاكسون».. وها هي المواطنة السيدة «ه.ج.ع» موظفة وتسكن حي الأسرة بالقضارف.. تبكي أيضاً سوق القضارف.. كيف أن اللحوم معروضة بطريقة غير صحية في ترابيز حديد.. والخضروات والرغيف تنقل لهم بكارو الحمير لا تراعى فيها الضوابط الصحية.. وما يعرض أيضاً الخضروات مفروشة على الأرض.. بالمناسبة في أسواقنا نلاحظ بعض «المضحكات».. نعرض الأحذية على ترابيز حتى لا يطولها الغبار ونفرش الطماطم والسلطة على الأرض!! الهم دا كلو كوم وطريقة بيع الألبان كوم.. اللبن معروف بحساسيته.. تصور أنه يباع بسوق القضارف في كرستالات.. عبوات كرستالات مستعملة.. طبعاً في أماكن كثيرة وأسواق متعددة.. وكان مكضبنا زور سوق القضارف الكبير بالقرب من فندق «عامر» طبعاً نفس الفوضى التي تتمتع بها أسواق الخرطوم في دكاكين تركيب الكريمات أيضاً والمأكولات بالدرداقات للفواكه والعصائر المعرضة للشمس.. هذه الظواهر زاااااتا بالقضارف وأكثر.. سياسة المسؤولين طبعاً: وأنا مااااالي. الأمر يحتاج لترشيد وتوجيه الباعة الذين يبحثون عن الرزق الحلال بضرورة مراعاة الضوابط الصحيحة بدلاً من الكشات والجبايات المحلية. أوسع ما فيه فمه، وابنه في بطنه يرفسه ويلكمه، وقد علا صياحه ولم يجد من يرحمه.. ما هو؟ الإجابات العدد القادم إجابات العدد الفائت: فاكهة من ثلاثة أحرف إذا استبدلت حرفها الأول بحرف «م» صارت مالحة بدلاً من حلوة: «بلح» «م».. اسم فتاة يمكن أن تقرأه من اليمين لليسار كما من اليسار لليمين.. «دعد». ولد عض أخوهو لمن السنون ظهرت في اللحم أبوهو سألو: يا ولد دا إنت العضيت أخوك بالشكل دا؟ أيوه يا أبوي. ليه عملت كدا؟