ظلَّت منظمة العون الشعبي النرويجي NPA تتلقى تمويلاً حكومياً، منذ تأسيسها قبل (27) عاماً. حيث تأسست المنظمة عام 9391م. لكن في نوفمبر 8991م أصدرت حكومة النرويج قراراً يحظر تمويل NPA. جاء حظر تمويل حكومة النرويج لمنظمة NPA، بناء على تقرير أعدَّته وزارة الخارجية النرويجية لتقويم نشاط منظمة NPA في جنوب السودان. حيث أفاد التقرير أن NPA التي تنشط في جنوب السودان منذ عام 6891م، قد دأبت على الإنحياز إلى الحركة الشعبية، كما ظلَّت تزوِّد الجيش الشعبي بشحنات الأسلحة، مما أطال أمد الحرب الأهلية في جنوب السودان. في الأيام الماضية بعد تحرير هجليج، قبض الجيش السوداني على أربعة خبراء عسكريين، أحدهم نرويجي الجنسية. وقد أعلن الناطق باسم منظمة (العون الشعبي النرويجي NPA) بأن النرويجي الذي قبض عليه الجيش السوداني في (هجليج) تابع للمنظمة. تجدر الإشارة إلى أن تلفزيون النرويج قد بثَّ في أغسطس 9991م فيلماً وثائقياً، حمل عنوان: (مهربو الأسلحة في جنوب السودان). حيث عرض الفيلم الوثائقي برنامج (نقاط ملتهبة). وقد استعرض تلفزيون النرويج في برنامجه، الدور العسكري لمنظمة العون الشعبي النرويجي NPA في جنوب السودان وجبال النوبة، خلال التسعينات، ودورها في تهريب الأسلحة والذخائر ونقل الجنود، تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية. كشف تلفزيون النرويج عن التقارير والرسائل الداخلية والمراسلات بين منظمة NPA ود. جون قرنق بشأن نقل جنوده عبر النيل. يرجع تاريخ تلك التقارير والرسائل الداخلية والمراسلات إلى عام 1991م. كشف تلفزيون النرويج أن منظمة NPA استأجرت عام 5991م طيّاراً نرويجياً، لنقل ثلاثة أطنان من الوقود، لتشغيل الباخرة المعطلة في منطقة عمليات عسكرية في جنوب السودان. أشار تلفزيون النرويج إلى أنّ تلك مهمَة كانت لابدّ أن تتم في سِرِّيَّة كاملة. تحدَّث في البرنامج الذي بثه تلفزيون النرويج الطيّار الذي قام بالمهمة السريّة. حيث قدّم شهادته عن الدور العسكري الذي قامت به منظمة NPA، تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية إلى المتضررين!. إسم الطيَّار (سڤين كرستانسن Svien Kristansen)، وهو مالك لشركة Uni flights. تحدث الطيَّار (سڤين كرستانسن) في البرنامج الذي بثه تلفزيون النرويج قائلاً (الحركة الشعبية SPLA كانت تحتاج إلى الباخرة. وكانت تستعملها باستمرار في تحركاتها عبر نهر النيِّل. كان يوجد هناك فصيل عسكري تابع للحركة الشعبية في منطقة خطيرة. وقد وصلت معلومات إلى Helge Rohn، مسئول منظمة NPA في السودان، تفيد بأنّ لابدّ من نقل أكثر من أربعمائة أو خمسمائة جندي من الحركة الشعبية، في الحال، عبر نهر النيل. وقد جاءني Helge Rohn وقال لي: إنني أثق فيك، وأعلم أنك تقدر على ذلك. تسلمت طائرة روسية للقيام بتلك المهمة. وصدرت لنا تعليمات بألا نتكلم مع مطار لوكيشيكو ولا مع الأممالمتحدة. في صباح اليوم التالي كنت في المطار عند الساعة الرابعة. طرنا داخل السودان. وعندما حطت الطائرة التقينا بمجموعة من العسكريين و«موظفي الإغاثة» أيضاً. حيث أفرِغت الشحنة، ثم عادوا من جديد. في الطريق ذكر لي الميكانيكي الرُّوسيّ أنه نسى أن يملأ البراميل. وأنَّ عليه أن يفعل ذلك. لكن أتدري أين هبطوا؟. لقد هبطوا في مطار لوكيشيكو. هناك اعتقِلوا بواسطة الأمن الكيني، لخرقهم قانون الطيران. أخذ هذا الحادث أسبوعاً لتفادي عواقبه. تلقيت من المسئول نقداً لاذعاً بهذا الخصوص). سأل مذيع التلفزيون النرويجي الطيار كرستانسن بقوله: في عملية نقل ثلاثة طن من الوقود لتشغيل باخرة تابعة لمنظمة NPA توجد في منطقة عمليات خطيرة في جنوب السودان لنقل أكثر من 004 أو 005 جندي من الحركة الشعبية عبر نهر النيل... هل تعرف من كلفك بهذه المهمة؟. أجاب الطيار سڤين كرستانسن بقوله (في هذه العملية بالذات كانت منظمة العون الشعبي النرويجي. في الحقيقة أعتبر نفسي تجاوزت الحدود. لأن هذا هو ما اصطلح على تسميته بمهمات سرية. لقد قالوا لي بأن هذه الأشياء لا يجب البوح بها. لذلك اتخذت الإحتياطات اللازمة، فأعدمت كل الوثائق المتعلقة بذلك. هذه الأمور في الحقيقة نتعلمها لحماية رؤسائنا). ذكر تلفزيون النرويج في برنامجه أن Helge Rohn مسئول NPA في السودان، كان يعمل في السابق ضابطاً عسكرياً. سنرى في مقال الغد مزيداً من شهادة الطيار النرويجي «سڤين كرستانسن» عن الدور العسكري النشط لمنظمة NPA، والذي كان يتمُّ تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية. كما سنرى كذلك الدور العسكري الفعّال للضابط العسكري السابق هيلج رون Helge Rohn مسئول السودان في منظمة NPA. ذكر الطيَّار النرويجي في شهادته عام 9991م، في شاشات تلفزيون النرويج (لقد تسلَّمت طائرة روسية للقيام بهذه المهمة). هل يُذكِّر ذلك ب (طائرة روسية) أخرى كانت تنتقل بنشاط عام 3002م في مناطق العمليات العسكرية لمتمردي دارفور، وكان مبرمجاً في جهازها كل المواقع التي ينشط فيها مسلحو التمرد حيث كان عدد المواقع (32) موقعاً؟.