بقلم:عبد المحمود نور الدائم الكرنكي كشف تلفزيون النرويج في أغسطس 9991م، أن منظمة العون الشعبيّ النرويجيّ NPA، كانت تقوم بنشاط عسكري كبير في جنوب السودان وجبال النوبة. تمثَّل ذلك النشاط في تهريب السلاح ونقل الجنود، كما تمثَّل في النشاط الإستخباريّ لصالح الحركة الشعبيّة، والحصول على أخبار أيِّ هجوم عسكري. كشف تلفزيون النرويج أن (رون هيلج) Rohn Helge مسئول السودان في منظمة NPA، كان في السابق يعمل ضابطاً عسكريّاً، ثم تولَّى (رون هليج Rohn Helge) لاحقاً مسئولية منظمة NPA وذلك عام 5991م، في أعقاب وفاة السكرتير العام للمنظمة (إيقل هيجن Egil Hagen). كشف تلفزيون النرويج في الفيلم الوثائقي (مهربو الأسلحة في جنوب السودان) الذي بثه في أغسطس 9991م، حيث تمّ عرض الفيلم الوثائقي في برنامج (نقاط ملتهبة)، كشف تلفزيون النرويج في برنامجه أن (رون هيلج) الضابط العسّكري السّابق ومسئول السودان في منظمة NPA والسكرتير العام للمنظمة منذ عام 5991م، يرتبط بعلاقات وثيقة مع الحركة الشعبية في جنوب السودان، حيث كان يحصل على أخبار أيّ هجوم سيقع، وكانت المنظمة تنتقل مع الحركة الشعبية حيثما تنقلت. واصل تلفزيون النرويج كشف الدور العسكري لمنظمة NPA في عام 5991م، عندما بث في برنامجه مايلي: (جاءت أنباء تفيد بحدوث معارك طاحنة وأنّ هناك حاجة ل «الإغاثة» في منطقة جبال النوبة. فقامت عدّة منظمات وعلى رأسها منظمة العون الشعبيّ النرويجي NPA بتنظيم جسر جويّ إلى جبال النوبة، عن طريق مكتبها في نيروبي كينيا. الطيَّار «سڤين كرستانسن Svien Kristansen» كان أوّل من قاد عملية الجسر الجويّ إلى جبال النوبة). قال الطيَّار «كرستانسن» في البرنامج التلفزيوني (لقد قبلت رغم عدم معرفتي بالمطار الذي تهبط فيه الطائرات. لكننّي فهمت أن الوجهة بالتأكيد هى مناطق الحركة الشعبية SPLA. مساء اليوم السابق للعملية علمت بالمكان، وأعددت لذلك خطة). كشف تلفزيون النرويج (أن الطيار كرستانسن كان أوّل من قاد رحلات الجسر الجوّي إلى جبال النوبة. وقد أرسل عدة طائرات إلى الجبال). كما كشف تلفزيون النرويج (في إحدى تلك الطائرات كان يوجد فريق تابع لقناة تلفزيون BBC البريطانية وقد التقط صوراً في حين كان يتمّ شحن الطائرة). تحدّثت مذيعة تلفزيون BBC في برنامج التلفزيون النرويجيّ قائلة (هنا وعبر هذه الجبال حُمِلت صناديق الذخيرة في الطائرة التي أقلَّت يوسف كوَّة). قال الطيار سڤين كرستانسن (نفس التعليمات صدرت إلينا: عدم الكلام مع لوكيشيكو والأممالمتحدة. يجب ألا يرونا. وجدنا مكاناً وهبطت الطائرة. هنالك التقينا بكبار قساوسة الكنيسة. ثمّ عادت الطائرات إلى جنوب السّودان، حيث المقر الرئيسي للحركة الشعبية. هناك طلبوا مني بكلّ وضوح، لابدّ لنا من الذخيرة والأسلحة. كيف يمكن حلّ هذه المشكلة. إذا تسنَّى لي الحصول على 5،2 طن من السلاح والذخيرة، عليها شعار الصليب الأحمر، فأنا على استعداد، كان الأمر كذلك). في برنامج (مهربو الأسلحة في جنوب السودان) الذي بثه تلفزيون النرويج عن الدور العسكري والإستخباري لمنظمة NPA ، تحدث (هيل هانسن Halle Hansen) السكرتير العام لمنظمة NPA قائلاً (الحركة الشعبية تحتاج إلى نقل السلاح من مكان إلى مكان. هذا يستغرق أياماً وأسابيع. لذلك تستعمل الحركة الشعبية شركات الطيران الموجودة في أوغندا وكينيا وأثيوبيا، لنقل الأسلحة بطريقة سرِّيَّة إلى داخل السودان). كشف تلفزيون النرويج في برنامجه التوثيقي عن الدور العسكري والإستخباري لمنظمة NPA ، كشف حقيقة أن (حتى عام 7991م كان قد تمّ نقل ما بين 08 001 طن من الأسلحة إلى جبال النوبة ومناطق أخرى عن طريق الطائرات المعدَّة لنقل المعونات الإغاثية). منظمة NPA النرويجية نشطت في ما بعد في دارفور منذ 2004م وها هي تنشط اليوم في هجليج، حيث قبض الجيش السوداني على أحد عناصرها في هجليج متلبِّساً بأعمال عسكرية. من بعد جنوب السودان وجبال النوبة، كم نقلت منظمة NPA من الإغاثة العسكرية والاستخباراتية إلى متمردي دارفور وإلى هجليج. كم نقلت NPA من السلاح ومن مقاتلي التمرد في جبهات الحرب الأهلية السودانية الجديدة التي أشعلها الجيش الشعبي في أربع جبهات؟. هل منظمة NPA أم غيرها هى التي حملت طائراتها ذات مرة المتمرد عبد الواحد ونقلته إلى مكان آمن، بعد أن كاد أن يقبض عليه؟. هل قامت بنفس النشاط في (هجليج) بنقل قيادات الجيش الشعبي والحركة الشعبية. أثبت تلفزيون النرويج بالإعتراف والوثائق أن طائرات منظمات الإغاثة تنقل الأسلحة والذخائر والجنود والمعلومات الإستخبارية في مناطق العمليات العسكرية. ألا يذكر ذلك بما ظل يحدث كل حين وآخر؟. مثلاً سبق أن حصل الصليب الأحمر على (78) إذناً في دارفور خلال سبعة أشهر. ورغم ذلك ظل الصليب الأحمر يهاجم حكومة السودان، لعدم سماحها بوصول الإغاثة إلى مواطنيها!. سنواصل كشف مزيد من الحقائق عن (الإغاثة العسكرية) التي تقدمها منظمات الإغاثة الغربية إلى المتمردين، تحت غطاء تقديم الإغاثة الإنسانية للمتضررين!، وتحت غطاء الأممالمتحدة!.