يغلبها بالمال وتغلبه بالعيال العبارة أعلاه يقذف بها الجميع عادة فى وجه أهل العروسين، فهذه العبارة السودانية الجميلة اضحت مثل «الغلوتية» فى برنامج «أفراح أفراح»، إذ تقولها الكثيرات من المهنئات معكوسة «يغلبها بالعيال وتغلبه بالمال» بسبب رهبة المايكرفون والكاميرا التى قيل إنها تربك أشجع الشجعان، وما «بالضبط كده ... وصحيح صحيح.. وفي الحقيقة والواقع وتمام ونشكركم على اتاحة هذه الفرصة ...الخ » الا دليل على رهبة المستضاف وتوتره، وبالمناسبة فإن البعض يحاول الإمساك بالمايكرفون نتيجة للتوتر أيضا، ولكن المذيع يكون له بالمرصاد ولا يمكنّه من ذلك أبداً، فالمايكرفون بالنسبة للمذيع كالسلاح بالنسبة للجندى غير مسموح بالتفريط فيه أبداً، اما الرجال فيختصرونها فى عبارة سهلة «بيت مال وعيال»، وبعضهم يقول امام الكاميرا وبوقار شديد: «بالرفاء والبنين»، وكلها تعطى نفس المعنى، اما نطقها معكوسة كما تفعل حبيباتى النساء الملخومات دائماً، فتصح فقط فى حال أن العروس وارثة، أو أن يكون دخلها من وظيفتها اكبر من دخل العريس «تغلبه بالمال»، اما قولهن «يغلبها بالعيال» فليس له تفسير سوى أن العريس سوف يصر على إنجاب عدد كبير من العيال الذين سيقضون على الاخضر واليابس من دخل العروس «المريشة دى»، وبذلك يكون قد غلبها، فالزواج فى السودان يغلب على تفاصيله المادية والمعنوية منطق «السدة بالسدة».وتتوالى بعد فترة الاسئلة الخاصة بالعيال وسبب تأخر إنجابهم، ولم يحدث أن اهتم احد بسؤال العريس عن احواله المادية او مؤازرته والتخفيف عنه، أو ايجاد عمل اضافى يساعده فى تحمل مسؤولياته الجديدة، او حتى مجرد إسداء النصح فى كيفية مباصرة تكاليف الحياة، فبعض من هنأه بالعبارة إياها من أصحاب الشركات والمؤسسات ورجال الاعمال يجب أن يشعروا بأمثاله، خاصة أنهم يعلمون أن العروس فى سنتها الأولى تأكل وتشرب وتمشي للحنانة وتجامل وتدخل الصناديق المتنوعة بصفتها متزوجة، فصفة متزوجة لو تعلمون مكلفة عندنا فى السودان، خاصة إذا لم يكن لديها اطفال بعد، فهى فى حكمنا عروس يجب أن تتزين وتلبس وتظهر فى اوج زينتها. ويأتي الأطفال بمسؤوليات جسام ومصاريف، الى تخرجهم الأم في الجامعة بالزغاريد ايضاً ليبدأ الواحد منهم رحلة البحث عن وظيفة.