قال دكتور فرانسيس دينج مجوك ابن ناظر دينكا نقوك أبيي وكان يومها وزيراً للدولة بوزارة الخارجية عن مذكرته التي قدمها حال توقيع اتفاقية أديس ابابا في عام 2791م عن أبيي وتبعيتها بالسودان قال إن تصوري لحل قضية أبيي الذي قدمته لذلك المؤتمر الهام لا يخرج عن ذلك النسيج الفريد من العلائق بين قبيلة المسيرية ودينكا نقوك والذي حافظوا عليه على مر العصور والأزمان فليس بخليق بمثقف مثلنا أن يشرخ في نفس احد من المؤمنين بتلك الوحدة المقدسة في أن يدعوه ليسبح عكس التيار الذي ارتاد العوم فيه الأجداد والآباء فكان محور مذكرتي هو أن تبقى منطقة أبيي كما كانت بالشمال لتحفظ وحدة المسيرية ودينكا نقوك وتقوي الروابط أكثر بينهما هكذا كانت قناعة دكتور فرانسيس دينج مجوك وهو اليوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة فأين فرانسيس من قناعته تلك ولنسأله اليوم أين أبيي يا دكتور وهي تستهدف بهذا المخطط الصهيوني الماسوني الصليبي الساعي لتمزيق العروبة والإسلام وتكون بذلك ديار المسيرية والرزيقات هي بدء السحق والإبادة وكثير من مثقفي أبيي حين عقد مؤتمر نادي الضباط بالخرطوم لأبناء الدينكا نقوك والمسيرية في عام 3891م وحضره عدد كثير منهم حيث خرجوا وبالإجماع وبعد مداولات مطولة عن قضية أبيي حيث قد قدموا يومها للرئيس السابق جعفر محمد نميري أن أبيي ينبغي أن تبقى وكما كانت عبر تاريخها وجغرافيتها بالشمال يعيش الحياة عليها دينكا نقوك والمسيرية كما كانوا على مر الأيام والسنين سيرة الآباء والأجداد ثم أعقب ذلك ان ذهب هؤلاء جميعهم وقابلوا مسئولي الخرطوم جميعهم بمطلب واحد وهو أنهم ومنذ القدم ظلوا أهلاً وعاشوا حياة لا تستوجب الفراق بينهما نقوك والمسيرية وفي نهاية الأمر استجابت السلطات لذلك المطلب الصادق والمجمع عليه والذي أبقى على أبيي كما كانت جزءًا من الشمال موطناً للمسيرية ونقوك معاً ومن دلائل التداخل والانصهار والإخاء والمودة وانتفاء النظرة العرقية بين المسيرية ودينكا نقوك فوز الناظر دينج مجوك ناظر نقوك ليكون رئيساً لمجلس ريفي المسيرية عام 3591م مع أن الدينكا هناك لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من السكان وقد ترك ذلك الفوز أثراً بالغاً على دينج مجوك وزعماء عشيرته ولما سئل بابو نمر ناظر العموم عن اثر ذلك الفوز وليكون مجوك بهذه المرتبة قال بابو برحابة صدره المعهودة فيه إن دينج مجوك يبز بكرمه كثيراً من كرماء العرب وساداتهم فهو محب للضيوف يستبشر بهم ويفرح بمقدم ضيوفه فرحاً كبيراً ويعطي ضيفه ومهما كان مستواه نفس الهيبة والجلال والتقدير وهو جدير بهذا الفوز وأنا أبارك له ومعه سائرون على الدرب وربطنا له ثور وخمسة خراف كرامة بمناسبة فوزه رئيساً لمجلسنا فأين دكتور فرانسيس اليوم وهو على هذا المنصب المعروف عالمياً أين أبيي اليوم ومن تاجر بقضيتها وباع إنسانها وقالوا إن الحركة تعد ياو ياو ويجهزونه للهجوم على أبيي وذلك بأن أوكلت هيئة أركان الجيش الشعبي مهمة جمع السلاح والمهمات الأخرى من مناطق الثوار في شمال جونقلي وذلك للإعداد لهجوم كاسح على منطقة أبيي والسؤال هو من المسؤول عن هذا الدمار الشامل المعد له الآن وعلى من تقع مسؤولية ضياع الأرواح والأنفس البريئة المرتقب قريباً إزهاقها بهذه المقاصد المشينة التي تعد وتجهز لها الحركة وبهذا الجرم المكشوف يا دكتور فرانسيس أين أنت من قناعاتك سابقًا وقناعات أبوك وأين ذهبت إخوة نقوك والمسيرية.