لم تتعافَ محلية قريضة بجنوب دارفور من جرحها القديم بعد اعتداءات حركات التمرد عليها منذ عام 2003م إلا فى يناير من عام 2009م، عندما أعلنت حكومة الولاية وقتها عودة المنطقة لحضن الوطن، فقريضة التى تبعد حوالى «86 كلم» جنوبنيالا نزف جرحها من جديد بعد أن طالها غدر حركات التمرد يوم الثلاثاء الماضي، لتتجدد معاناة أهلها الذين يستعدون للموسم الزراعي، إلا أن دخول حركة مناوي للمنطقة، حسب أهلها، قضى على كل شيء، وعادت صورة الأوضاع القاتمة التي عاشتها المنطقة من قبل، رغم بسالة القوات المسلحة في طرد المتمردين من المنطقة في اليوم الثاني من الهجوم طبقاً لوالي جنوب دارفور حماد إسماعيل الذي أعلن استعادة المنطقة بعد دحر المتمردين في معركة بين الطرفين. وأكد حماد في تصريحات للصحافيين عقب لقائه القوى السياسية إحكام السيطرة الكاملة على قريضة، وقال إن المتمردين قاموا بنهب ممتلكات المواطنين والمحال التجارية وحرق المرافق العامة للدولة بالمحلية، وأضاف حماد أن القوات المسلحة كبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وكشف عن رصدهم عدداً من سيارات التمرد وقد عبرت نحو الشمال وتحمل أعداداً كبيرة من الجثث والجرحى. فقريضة التي لم تسلم من التصعيد العسكري الذي انتهجته الحركات المدعومة من دولة الجنوب، وبدأت تشهد من جديد نشاطاً واسعاً للتمرد في الشريط الجنوبي بالولاية ابتداءً من مناطق سيسبان، أم دافوق، كفن دبي، كفي كنجي وقريضة أخيراً، وهو الاعتداء الثالث من نوعه لحركة مناوي على المنطقة، وتم فيه حرق مكتب ديوان الزكاة ورئاسة الشرطة ورئاسة المحلية. وبدورها أدانت القوى السياسية اعتداءات حركات التمرد على المواطنين، مطالبة أهل الولاية بتوحيد الصفوف لمجابهة تلك التحديات. وخرج لقاء للقوى السياسية مع الوالي بترتيب يوم نفرة للقوى السياسية للتعبير عن التوحد والاصطفاف الوطني الذي يشهده السودان هذه الأيام بسبب الاعتداءات التي تقوم بها الحركة الشعبية وحركات دارفور، وقال رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية الهادي حامد بيتو إن تدمير حركات التمرد لأم دافوق وكفن دبي وقريضة، يعكس صورة سالبة بأن الولاية ليست آمنة، مؤكداً إجماع القوى السياسية ووقوفها صفاً واحداً للدفاع عن الأرض والعرض. وأبدى بيتو بالغ أسفه للذي حدث في قريضة بأيدي أبنائها من حركات التمرد الدارفورية، وعا أهل الولاية إلى تجميع الصفوف والوقوف ضد أي معتدٍ ومتربص بأمن البلاد. وأضاف: «نرفض رفضاً باتاً التخريب والاعتداء على المواطنين والممتلكات، وهذا فى تقديرنا عمل جبان، ونحن بوصفنا قوة سياسية أصبحنا قوة واحدة ضد الطابور الخامس والمارقين». وكشف النائب عن دائرة قريضة بتشريعي الولاية عمر إبراهيم في تصريحات صحفية أن قوات مناوي هدفت من هجومها على المنطقة إلى تصفية خصوماتها السياسية مع أبناء المنطقة الذين تخلوا عنها وانضموا إلى ركب السلام. وأشار إلى معلومات تشير إلى مقتل قائد الهجوم جمعة مندي، بينما تساءل ملك قريضة آدم يعقوب الملك عن ماذا فعل أهل قريضة لحركة مناوي حتى تعتدي عليهم بتلك الصورة اللااخلاقية والثالثة من نوعها؟ وأضاف «لم نجد تفسيراً لهذا الهجوم ونهب وسلب ممتلكات الضعفاء»، فيما استنكرت حركة التحرير والعدالة ما حدث من عدوان، وتساءلت في بيان ممهور باسم ناطقها الرسمي بالولاية نور الدين بريمة قائلة: هل هكذا ترد الحقوق؟ وهل هكذا تتم إزالة التهميش؟ وهل أهل دارفور هم الأعداء؟ ودعا رئيس حركة العدل والمساواة جناح السلام الحافظ عبد الله حملة السلاح إلى التوجه نحو السلام من أجل استقرار إنسان دارفور. وناشد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي أبكر عمر فضل كل أهل السودان، عدم التفريط في أي شبر من أرض الوطن، وأن يكونوا حذرين تجاه كل المؤامرات والدسائس التى تُحاك ضد البلاد.