في حكاية طريفة أن أحد ظرفاء المدينة كان يدخل أحد البنوك يومياً ويورد مبلغ خمسمائة جنيه عداً ونقدًا «أيام كانت الخمسمائة جنيه لها قيمة».. والرجل لم يكن معروفاً بأنه من الأغنياء أو أصحاب الأعمال!! هذاآثار فضول العاملين بالبنك فابلغوا الأمر للمدير والذي هو أيضاً حسب التقارير كان تواقاً لأن يتعرف على ذلك الشخص فاستدعاه لجلسة خاصة وأنفرد به في مكتبه وسأله عن عمله وسر الأموال بالرغم من أن البنك سعيد بذلك. ضحك العميل وقال للمدير: الحقيقة إنني درجت على أن أراهن بعض الأشخاص خصوصاً من معارفي الميسورين وغيرهم بأن أقدم لهم سؤالاً.. فإن أجابوا عن السؤال كسبوا هم الرهان وإلا فأنني أكسب الرهان وأفوز بمبلغ خمسمائة جنيه دائماً وأقوم بتوريدها مباشرة للبنك ولم أخسر حتى الآن رهاناً!! استغرب المدير من ذلك الشخص، وبدأ واجماً ينظر للعميل ويفكر في إدعائه بدهشة. وقبل أن يفيق المدير من دهشته باغته العميل بسؤال قائلاً: هل تقبل التحدي يا حضرة المدير وأقدم لك سؤالاً بسيطاً.. فإن أجبت عليه كسبت أنت الرهان.. وإلا فهل أنت مستعد للالتزام بسداد خمسمائة جنيه؟! فكَّر المدير وأجابه بقبول التحدي على الأقل ليتعرف على ذكاء العميل وصدق قوله. فسأله العميل: أنا مستعد أعض «أضاني» بأسناني.. هل تقدر أنت على فعل ذلك؟ أجاب المدير: طبعاً مستحيل؟ قال العميل: فإن فعلتها هل ستدفع لي الخمسمائة جنيه؟ أجاب المدير وهو متأكد في أن ذلك صعب جداً. نعم بكل تأكيد!! وبسرعة أخرج العميل «طقم أسنانه التركيب» وعض بها «أضانه» ثم أعاده لفمه في دهشة المدير!! فكسب على أي حال الرهان. عاد العميل في اليوم التالي واختلى بالمدير واعتذر لخسارة المدير بالأمس مبلغ «500» جنيه.. وقال له لا عليك يا أخي اليوم سأقدم لك سؤالاً سهلاً جداً وأنا واثق أنك ستكسبه وأني أرغب في تعويضك. فرح المدير ووافق حتى يعوض المبلغ.. فسأله العميل قائلاً أنا مستعد أن أخبرك بلون ملابسك الداخلية.. أنها سوداء .. أليس كذلك؟! فرح المدير جداً لأن لون ملابسه الداخلية كانت زرقاء وأكد ذلك بأن خلع الملابس الخارجية شاهدها العميل!! وكسب المدير الرهان واستعاد نقوده..لكن المدير استغرب من نوع هذه الأسئلة السهلة وسأل الزبون قائلاً: ما الذي دفعك لمثل هذه المغامرة وأنت بالتأكيد لا يمكن أن تكون واثقاً منها؟.. ثم إنك اخترت اللون الأسود وهو لون نادر ما يلبس كملابس داخلية.. هل قصدت حقاً أن تعوضني مبلغ الخمسمائة جنيه؟! ضحك العميل وقال: لا.. ولكنني قبل أن أحضر لمكتبك يا سعادة المدير راهنت موظفي البنك بأنني سأكشف لهم لون ملابسك الداخلية.. وبالتأكيد كسبت مبلغ «500» جنيه رهان منهم.. وأنا الآن يا سيد وانت لم نخسر الرهان.. مبسوط؟!! عبد العظيم محمد إبراهيم عمالة الأطفال.. الدولة والناس والمجتمع «طناش»..! طفل مشعلق شغال كمساري في حافلة.. أطفال مشردون يتكسبون من عرق جبينهم وهم حفايا من الكوش «خُرد» ويحملون على كواهلهم المنكوبة جوالات مستقبلهم المحشو بالقمامة!!.. وأطفال يعملون في حضرة عصابات إجرامية للكبار.. هم يشكلون سواتر أو «سنارات» لتلك العصابات الخسيسة.. سرقوهم طفولتهم لأنهم أساساً هم إما ولدوا من بين رحم الضياع أو الفقر. والمجتمع والدولة والناس والمنظمات.. طناش.. وأنا مالي.. وأضان حامل!! والأطفال الضحايا وهم بالآلاف لسان حالهم يردد أبيات حزينة «للسياب» تقول: أرحت جبيني المحموم على شباك داري أرقب الدربا تدفق بالحبال وبالعصي يشدها العار لتسحب أو تمزق جسم طفل ثغره المحروم من القبلات والغنوات والزاد ينادي دون صوت: «آه يا أمي! عرفت الجوع والآلام والرعبا ولم أعرف من الدنيا سوى أيام أعياد» فتحت العين فيها من رقادي لم أجد ثوبًا مشاعري البرئية فيها: كيف يجوع آلاف الأطفال ملتفة بآلاف الخروق تعربد الريح الشتائية. إن المشاهد الحزينة والمؤسفة في زماننا هذا أصبحت في ضرب المألوف ولم تجد قلباً خصباً للشعور والشِعر والمشاعر الرحمة. لقد أدركنا السر الذي تنشأ من أجله المنظمات وما تتبناه الأممالمتحدة في واجهات، وأدركنا سر ما يتاجر به البعض!! وأنا مالي! أفضل راجل غنماية! في أسبوع المرور لو خصصت جائزة سنوية لأفضل راجل ربما تفوز غنماية!! و«الراجل هنا طبعاً بمعنى الذي يسير على رجليه» فالغنماية مشهورة زوراً وبهتاناً بالغباء لكنها في تصرفاتها تدل على أنها ذكية.. نحن نقول: «فلان الغنماية تأكل عشاهو» والغنماية تعرف كيف تقطع شارع الظلط فتقطع الزلط مسرعة.. وتجدها تنتظر حتى يخلو الطريق من المركبات ثم تسرع وهي تعبر الطريق.. وللأسف فإن إحصائيات وفيات بني البشير نتيجة عبور الطريق راجلين مؤسفة. الحيوانات التي تتسم بسوء عبور الطريق هي الحمير والحمير معذورة خصوصاً التي تعبر الطرق البرية السريعة فالحمار «يدحش» «وفي ذلك مقولة شعبية أنه يقف لأنه دافع حقه كاملاً.. أما الكلب فهو يجري ورائها لأنه داير من الكمساري الباقي» ومن بعده أو قبله يصنف الضأن.. من أجل ذلك ربما ينطبق عليه مثل «يموتوا موت الضأن». أما الإنسان المكرم فينبغي أن يكون سلوكه في عبور الطريق حضارياً.. ولا يتأتى ذلك إلا بالتربية.. وأحد أهم أضلاع التربية إضافة للبيت.. المدرسة.. ثم أجهزة الإعلام وفي مقدمتها التلفاز.. فلماذا لا نخصص في برامجنا على الدوام ثقافة الطريق.. الدائمة وليست الأسبوع الواحد في العام.. وليتنا نهدي أغنام المقرن جائزة حسن عبور الطريق!! حبوبتي كشكشينا، لبست نعلاتا وقالت مشينا.. ما هي؟ ديكاً عوعا في سنار .. ضهرو ا السيخة وبطنو النار.. ما هو؟ الإجابة العدد القادم إجابات العدد الفائت: أوسع ما فيه فمه، وابنه في بطنه يرفسه ويلكمه، وقد علا صياحه ولم يجد من يرحمه.. هذا هو «الجرس» «ما بدري» واحد مرتو جابت ليهو ولد بعد عشرة بنات: سمى الولد: البدري خيالي سألوهو: ما الفرق بين الواقع من عمارة والعسل؟ أجاب: «الاثنين بتلحسو». سارة أيوب محمد أحمد الجديد الثورة