ظلت الأخطاء الطبية هاجساً يؤرق صفو المجتمع، مما أدى لتوسيع الهوة بين المريض والطبيب، ودخلت العلاقة بينهما خانة الريبة حتى كادت تنعدم الثقة، إلا أن هناك قاعدة عريضة من الأطباء تؤدى عملها بكل كفاءة وهمة. ويعزو المراقبون للشأن الصحي الوضع لغياب المهنية في العمل الإنساني وتغليب النظرة الانسانية، لجهة ارتباط الطبيب بأكثر من موقع عمل، وليس بعيداً من ذلك عقدت وزارة تنمية الموارد البشرية في المنبر الاعلامي الدوري، شراكة مع المجلس الطبي السوداني، بهدف تقديم خدمات طبية متكاملة. وكان المجلس الطبي السوداني قد أقر بضعف الخدمات المقدمة من الدولة، وطالب بتقديم الدعم والتمويل، بجانب إبراز دور المجلس من أجل تقديم خدمات متكاملة للمواطن. وكشف رئيس المجلس الطبي بروفيسور زين العابدين كرار، عن قصور كبير في القطاع الصحي، مبيناً أن هنالك إخفاقات وإشكاليات تواجه الكوارد البشرية في مجال التدريب في القطاع الصحي وبعض الأخطاء الطبية، موضحاً أن محاسبة مدعي الطب المشهور بطبيب عطبرة المزيف هي مسؤولية وزارة الصحة، وقال إن دور المجلس يتمثل هنا في التشديد في العقوبة من أجل تكامل الأدوار بينهم وبين المؤسسات الطبية والإعلامية لايصال رسالة المجلس. وقال كرار إن المسؤولية ليست على القطاع الصحي وإنما هي شراكة مجتمعية تدخل فيها جميع القطاعات ومحددات الصحة ومعظمها خارج الصحة، مثل البيئة ومهددات الفقر. والمجلس الطبي شريك في الصحة ويعمل ما هو مناط به في شراكة مع الصحة القومية ومجلس التخصصات الطبية وشركات الدواء. ومن جانبه أعلن وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية السماني الوسيلة، عن شراكة بين وزارته والمجلس الطبي، بهدف تقديم الخدمات الطبية متكاملة، داعياً إلى تغيير أساليب الممارسة في كيفية التعامل مع المرضى والمواطن داخل المستشفى متمثلة في استخدام الأدوية والتوعية الصحية، وقال: ليس هنالك شخص معصوم من الخطأ ولا بد من التوضيح بحيث لا يتكرر الخطأ تفادياً للأخطاء الطبية المتكررة». وعلى الطبيب أن يفهم أن الصحة هي مسؤولية قطاعات مختلفة في المجتمع، رغم أن المسؤولية المباشرة تقع على القطاع الصحي، وأن الوضع الصحي يتأثر بعوامل السياسة والاقتصاد وأحوال المجتمع والموارد المتاحة، وأن تدني نسبة صرف الدولة على الصحة قد انعكس سلباً على أداء النظام الصحي.