يُطوى اليوم ملف «15» ألف أجنبي من دولة الجنوب ظلوا عالقين بميناء كوستي النهري منذ ديسمبر الماضي بعد أن تعذّر نقلهم بسبب تماطل حكومة الجنوب في ترحيلهم فضلاً عن توتر علاقات البلدين وانهيار المفاوضات في الفترة الماضية مما خلق جواً مشحوناً بالتوتر بولاية النيل الأبيض التي ظلت حكومتها في حالة تأهب إلى أن اهتدى الجميع إلى إيجاد بديل لنقلهم جواً عبر مطار الخرطوم الذي كانت سلطاته ممثلة في الطيران المدني على أُهبة الاستعداد أمس لترحيل الفوج الأول من خلال ست رحلات في اليوم لنقل «814» عائداً في اليوم ولمدة أسبوعين حسبما أَعلن أمس الأول مدير الطيران المدني المهندس محمد عبد العزيز عقب الاجتماع التنسيقي الذي جمعه والجهات ذات الصلة. التفويج تأجّل من الأمس إلى اليوم نسبة لإخفاق منظمة الهجرة الدولية في تجهيز الطائرات المعدة لهذا الغرض حسبما أعلن مدير المركز القومي للنازحين واللاجئين بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي اللواء «م» السر العمدة في تصريحات أمس، وكشف النقاب عن وصول طائرة واحدة من جملة ثلاث طائرات مطار الخرطوم إلا أن طاقمها بالعاصمة البريطانية لندن. ملف الجنوبيين العالقين طيلة هذه الفترة يكشف مدى تراخي حكومة الدولة الجنوبية وتعاملها بشيء من اللامبالاة مع مواطنيها في محاولة لتحميل السودان العبء، وهو الأمر الحادث الآن من خلال استنفار كل الجهات لأجل ترحيل الأجانب الذين تم تحويلهم إلى أرض المعسكرات بسوبا ورصدت «الإنتباهة» اهتمام سلطات الطيران المدني بالأمر من خلال اتخاذ كل الترتيبات ذات الصلة بتنظيم جداول رحلات الجسر الجوي وتوفير متطلبات الرحلات من خدمات أرضية وغيرها، وأجرت التجهيزات الضرورية داخل الصالات والمرافق والخدمات الضرورية للعائدين، فضلاً عن تأمين البصات الداخلية والتنسيق مع شركات الطيران حول الحركة الجوية النظامية بالمطار لضمان عدم تأثرها، وأكد مدير الطيران المدني محمد عبد العزيز التزام الحكومة بتنفيذ ما يليها في مسألة ترحيل الجنوبيين بالكامل، وأشار السر العمدة إلى وصول طائرتين من دبي وأديس أبابا للعمل في ترحيل اللاجئين من دولة الجنوب إلى وطنهم. كما أن تباطؤ حكومة جوبا يعود بالأذهان إلى تعاملها بذات النهج مع كثير جدا من القضايا التي ظلت عالقة إلى أن تم الانفصال وما تزال مثل النفط والديون والحدود.. كان آخرها حديث مسؤولين بالجنوب عن تبعية هجليج إلى دولتهم، وكذلك أبيي وهو الأمر الذي وصفه رئيس لجنة ترسيم الحدود عبد الله الصادق بالقرار الباطل الذي لا يستند على أدلة أو وثائق، مبيناً أن الحدود بين البلدين حددت وفق 1/1/ 1956م، ولفت عبد الله الانتباه لدى حديثه لبرنامج «صدى الأحداث» بالإذاعة إلى أن حكومة الجنوب وقعت في وثائق لجنة الحدود المشتركة على أن الحدود تم الاتفاق عليها. ويرى مراقبون ضرورة أن يشمل الترحيل للأجانب من دولة الجنوب المقيمين بالخرطوم والذين يعمل كثير منهم بمهن هامشية، فضلاً عن وجود جيوب لبعض الجنوبيين بمناطق طرفية وكثيرًا ما تسببوا في إشكالات حقيقية بقلب العاصمة، ويتوقع البعض أن يتسببوا في كثير من المشكلات في الفترة المقبلة.. واتهم البعض وزارة الداخلية بالتساهل مع الجنوبيين وهو مانفاه وزير الدولة بالداخلية بابكر دقنة في حوار سابق أجرته معه «الإنتباهة». ومهما يكن من أمر فإن ترحيل الجنوبيين بدأ من اليوم خطوة مهمة تؤكد مدى جدية الحكومة في التعامل مع دولة الجنوب.