: أستاذ.. أنا قادم من نيويورك ... من مجلس الأمن.. القاعة التي يرسم جدارها الفنان (شاقال).. واللوحة هناك تحمل كل دمار الحرب.. لكن الحرب.. والطائرات المغيرة والقذائف وأبخرة الدبابات أشياء نجدها في الخرطوم.. هنا.. وبالتحديد تنطلق من صحافتكم ٭.. ظللنا صامتين ننتظر بقية الحديث.. ومحدثنا في الخارجية يقول : قرار مجلس الأمن لا فيه مدفعية ولا دبابات. ٭.. ظللنا صامتين ننتظر.. قال: ٭ البند السابع.. الذي يصدر القرار تقوده الفقرة (14).. والأخرى (24).. ٭ والثانية تعني التدخل العسكري.. وقرار مجلس الأمن ليس فيه شيء من الفقرة هذه.. ٭ والأولى فيها عقوبات.. وهى الأصبع الذي يهزه مجلس الأمن في وجه الخرطوم.. ٭ والعقوبات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية ٭ .. بشرط.. ٭ ونبقى صامتين ننظر إلى الأصبع الذي يجذب الزناد ٭ والرجل يذهب لتقديم فصول الشرط.. ٭ .. وهنا يجمجم ٭ .. وجهة أخرى تقدم التفسير للجمجمة هذه.. ٭ ونجد أن قرار مجلس الأمن كان يمكن اغتياله في قاعة أديس أبابا لو أن مندوبنا هناك كان يفرق بين كلمة (يلزم) التي يحملها قرار مجلس السلم الإفريقي وكلمة (يطلب) التي تجعل السودان في نيويورك يقطع عنقه حتى يحصل عليها بديلاً للأولى. ٭.. لكن كلمة يطلب الهينة تنتهي أيضاً بأصبع العقوبات حول الزناد ٭.. وجهة أخرى تذهب بنا إلى خارج قاعة مجلس الأمن لتقول ما لا يقال رسمياً ٭ قال: ٭ مندوب روسيا هناك.. وبعيداً عن عتبات مجلس الأمن = يحدثنا أن بيان روسيا للمجلس كان (يشيل الثلج) في قفة مجلس الأمن.. ثم يحتفظ به تحت شمس نيويورك هذه الأيام ٭.. وبيان روسيا يقول للمجلس إنه (في ما يخص مسألة السودان والجنوب نرجو أن نؤكد أن الترسانة الدبلوماسية والسياسية التي تستطيع التطبيع بين البلدين يجب أن تبقى بعيدة عن التهديد. ٭.. وإن روسيا (تعتبر العقوبات خطوة متطرفة يجب ألا نذهب إليها..) ٭ والصين تقول بالأسلوب الصيني الدقيق : نحن دائماً حذرون جداً في ما يخص التهديد باستخدام العقوبات. ٭ والحزمة الغربية تفهم أن العقوبات طرشقت. ٭.. لكن روافد السيل تستمر واللجنة الغريبة التي تهبط الخرطوم وفي حقيبتها (تعليمات) لا تقبل الجدال تصبح هى الخطوة القادمة. ٭ وعتبات وزارة الخارجية يصعدها في الأيام القادمة أمبيكي وأبوبكر عبد السلام رئيس نيجيريا السابق وبيويا.. ٭ وحقائبهم تلزم الخرطوم بالتفاوض مع الجنوب. ٭.. والتفاوض مع قطاع الشمال. ٭ والسودان يقول : نعم.. نتفاوض .. لكن على خلفية (أن يعتبر قطاع الشمال مجموعة متمردة.. وأن تضع سلاحها.. وأن تكون حزباً يخضع لقوانين ودستور الخرطوم) ٭ .. وقطاع الشمال إن تفاوض مات.. وإن لم يتفاوض مات شرط التفاوض ٭.. وشرط الحريات الأربع له حديث آخر. ٭.. وأسلوب آخر للتفاوض مع (الزمن)... فقرار مجلس الأمن يلزم الأمين العام وأمبيكي بتقديم بيان كل أسبوعين عن (سير) تطبيق القرار و.. ٭ قال محدثنا: ٭.. كان القرار السابق مباشرة لمجلس الأمن وعن سوريا يلزم بتقديم بيان في السابع من أبريل عن وقف إطلاق النار.. واليوم هو اليوم الثالث والأربعون من شهر أبريل.. ولم يحدث شيء.. ٭ و.. و.. و... ٭ ونشعر بالدوار.. فكل شيء يتخبط بين (كلمات) البيان ٭ وبين تفسير كل جهة لكل كلمة. ٭ والتفسير بدوره يتخبط بين (نوايا) دول إفريقية تتربص بالسودان إلى درجة أنها تدس الكلمات الملغومة في بيانها. ٭ .. وبين تفسير الخرطوم الذي يطارد العالم في نيويورك (ليشتري) كلمة بديلة ٭ .. وبين قرارات مدببة تصبح مثل السيف المعلق على حائط المسرح ٭(وفي قواعد المسرح يقولون : إذا كان هناك سيف معلق على الحائط في الفصل الأول من المسرحية.. فمن المؤكد أنه سوف يُستخدم قبل نهاية الفصل الثالث) ٭ والحيرة تتبعنا ونحن نهبط سلم الخارجية.. وهناك حين يلقانا من يسأل يقول : هل تراك تستمر في جلد الخارجية قلنا: نعم قال: لماذا ونقول: تشرشل يحكى أنه لما كان صبياً في العاشرة تجلده جدته.. تتهمه بشيء لم يفعله قال : وتحت غليان الجلد والصراخ استطعت أن أثبت لها أنني لم أفعل هذا الذنب.. قال: جدتي توقفت مرتبكة قليلاً وبعد لحظات قالت لي : نعم.. لم تفعل.. لكنك سوف تفعل ٭ واستمرت تضربني قلنا : والخارجية سوف تفعل ٭ ولجنة الفاتح عز الدين نلتقي بها.. لأنها سوف تفعل ٭.. ووزير المالية نستمر في (الحوار) معه.. لأنه سوف يفعل.