ما دام أن المفاوضات لا بد أن تتم... وما دام أن المؤتمر الوطني قد رأى «الإبقاء» على نفس الفريق المكون من «كم نفر» ما عارف... وما دام أن نفس الناس اللي إحنا ما عارفينهم سوف يذهبون لاستكمال المفاوضات.... وعلى الرغم من الفرحة الغامرة والدفعة المعنوية القوية التي جاءتنا بعد انتصار قواتنا المسلحة في هجليج وبعد «دحر الخوارج» والمتمردين وعملاء دولة الدينكا بوكالة إسرائيلية... بعد كل ذلك وبعد أن اعتقدنا وظننا وبعض الظن ليس إثماً أن المؤتمر الوطني سوف يغيِّر المفاوضين أو على الأقل سوف يقوم بتطعيمهم بأعضاء جدد.. ولأننا في الأصل طائعون لولاة أمورنا مذعنون لما يختاره الله فليس أمامنا إلا أن ندعو الله بدعاء السفر إلى أديس مخلصين لله الدين ونقول:- «اللهم اجعل المفاوضين ينسون تماماً موضوع أبيي والمناطق المتنازع عليها... اللهم يا الله اجعلهم فقط يركِّزون ويتذكرون القضايا الأمنية.. اللهم يا ربنا أحلل عقدة من لسانهم واجعلهم يرفعون أصواتهم قوية وعالية أمام باقان وعرمان وألور ولوكا وقام باري (وقام جاري) ويقولون إنهم لن يتفاوضوا في أي موضوع قبل القضايا الأمنية وإحلال السلام.» اللهم ياربي اجعلهم «صماً بكماً وعمياً» عند مناقشة موضوع الحريات الأربع، واربط على قلوبهم واجعلهم ينسون كل الحريات: الأولى والثانية والثالثة والرابعة وحتى الحرية الخامسة بتاعة (التبول الإرادي على رؤوسنا).. اللهم يا ربي اجعل أعضاء الوفد يصابون بمرض النوم حتى لا يناقشون الحريات الأربع وما يقرب إليها من قول أو عمل.. اللهم يا رب العالمين ويا مجيب السائلين اجعل ناس الوفد ينسون موضوع المواطنة والجنسية.. اللهم يا الله يا الله يا كريم يا جبّار يا قهار اجعلهم ينعسون وينامون في الفندق ولا يصحون يوم مناقشة قضية المواطنة لأنك تعلم يا الله أننا لا نريد أي جنوبي واحد أن يكون مواطناً سودانياً حتى لو كان في ذكاء إياس أو كان في شطارة إنشتاين أو كان شاعراً مثل المتنبئ أو كان نحوياً مثل سيبويه.. أو كان شريفاً حسينياً أو حتى ملكاً منزلاً أو شيطاناً مريداً.. اللهم يا الله يا كريم يا خير الماكرين، اجعل ناس الوفد السوداني ينشغلون تماماً بالدولارات وحسابها من بدل السفرية الذي ربما يزيد عن خمسمائة دولار في اليوم واجعلهم يا الله ينشغلون بالنثريات السفرية واجعلهم ينشغلون بالخدمات الفندقية واجعلهم ياربنا ينشغلون بكل ما لذَّ وطابَّ ولا يتذكرون أي حاجة عن موضوع الإقامة وحق التملك والجنسية المزدوجة، اللهم يا رب العالمين اجعلهم لا يتذكرون شيئاً واعمل لهم complete Block out وفقدان ذاكرة إذا ما فكّروا مجرد التفكير في الجنسية والمواطنة والحريات الأربع والقضايا العالقة قبل المشكلات الأمنية. أما وفد دولة الدينكا في جنوب السودان من ربائب إسرائيل ووكلاء الفرنجة، فاللهم بدّد شملهم وفرِّق جمعهم واجعل الدائرة عليهم وارسل العذاب إليهم ومزِّقهم شرَّ ممزق.. اللهم اسلبهم مدد الإمهال وغلّ أيديهم وأرجلهم وأربط على قلوبهم، اللهم اجعلهم عظة لمن يعتبر.. اللهم أرنا فيهم يوماً أسودَ وشراً مستطيراً واصلهم سعيراً وأهلكهم عن بكرة أبيهم وأهلك من يقف وراءهم من الإسرائيليين واليهود ومن يشايعهم من دول الجوار.. اللهم أخزِ من يؤيدهم من منسوبي المعارضة غير الوطنية ومن الخونة والعملاء الذين باعوا بلادهم وأوطانهم بأبخس الأثمان.. اللهم افعل بكل هؤلاء ما فعلته بعاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم لوط إنك سميع قريب مجيب ... وبس...