نحن سكان جبرة مربع «14»، وأحسب أن هذا المربع قد نال حظه في الإعلام أكثر من قضايا دول كثيرة، فيكفيك عزيزي أن تكتب جبرة مربع «14» وتدير مفتاح البحث في قوقل .. ستظهر النتائج.. مأساة سكان فُرض عليهم العطش بفعل فاعل لم يمنعه حساب الله وعقابه بل لم تردعه القوانين والإنسانية من التمادي في حرب التعطيش لمربع واحد وإن كان وصفي ظالماً ففسروا لي ما معنى أن يكون هو المربع الوحيد الذي يعاني من عدم وجود الماء نهائياً في معظم الأوقات وإمداد متقطع في الثلث الأخير من الليل ولمدة قصيرة لا تتعدى ساعة من الزمن في بعض الأوقات علماً أنه يقبع بين عدد من المربعات الأخرى بل يتوسطها على وجه التحديد «مربع 13 من الشمال و16 من الجنوب و15 من الشرق و17 من الغرب» وكلها تنعم بإمداد متواصل علماً أن الفاصل بينه وبين كل مربع من هذه المربعات شارع أسفلت لا يأخذ من النملة إلا دقيقتين أو أقل لتقطعه على مهل ولا أعرف حتى الآن السبب الذي يمنعهم من ربطنا معهم فالحكاية كلها كم ماسورة ولا أظنها تحتاج إلى الانتظار للحصول على رقم هندسي اللهم إلا إن كانت مقصودة وهذا هو بيت القصيد الذي يؤكد ما ذهبنا إليه، والاستنزاف مستمر إلى جانب العطش «3131 غير المجاني والإجابة اليومية المحفوظة.. سجلنا بلاغك وحا نرفعوا لقسم جبرة»!! وبمناسبة أسبوع المرور نقول: إلى متى؟؟؟ ستجد في نتائج البحث ما يجعلك تبكي وأنت تضحك من مسميات تجسد حجم المعاناة.. حي الصومال، مربع العطشانين، موقف الكارو...، وكتبنا من قبل مرات ومرات.. وطرقنا أبواب المسؤولين ما بلغ من المرات العشرات.. فكان حظنا من ذلك.. الوعود فقط باتخاذ التدابير وإصدار القرارات، وكلمة حق نقولها في رجال اللجنة الشعبية.. شكراً لكم، بذلتم ما في وسعكم وزدتم حتى إنكم أنفقتم من قوت عيالكم وأنتم تشترون الماء بالتانكر وتطرقون الأبواب باباً بابًا.. وأخطأنا عندما صوَّتنا لمن لم نر إلا صورهم وحُسِبوا علينا نوابًا!! سنبدأ بهذا الكتاب واعتبروه شرحًا عامًا وسنُلحِق الكثير المثير بعده إن استمر الحال كما هو.. جلس مجموعة من أهل المربع يتسامرون «والسمر لا يكون إلا في الليل» ولا تتعب عزيزي فهم في انتظار الماء لذا هم ساهرون. سأل أحدهم آخر: لماذا تضحك دونما سبب؟، فأجابه الآخر بسؤال: انت نائب دايرتنا دي منو؟، سكت الجميع، فأردف سؤاله بسؤال: الشافو فيكم منو؟ أجاب أحدهم: غايتو أنا شفت صورتو في ورقة التصويت يوم الانتخابات!. تدخل الشيخ الكبير الذي لم يرحمه السهر وهو يغفو على كرسيه من الإعياء: أنا يا أولادي داير أديكم نصيحة اسمعوها مني كويس.. ما تحاولوا تاخدوا حقكم بالقوة. قلنا أشرح لينا ياعم .. قال: عاينو للشجرة دييك.. لو ما لقت موية البحصل ليها شنو؟ قلنا: بتموت قال طيب هي لو مافيها ضل.. تتعبوا وتسقوها لشنو؟، ثم تابع.. طيب لو الشافع عطش وما لقا زول أداهو موية بحصل ليهو شنو؟ قلنا: بموت قال: طيب الله بحاسب منو؟ قلنا: ولي أمرو قال: إن شاء الله تكونوا فهمتوا يا أولادي؟؟ قلنا: طيب لو الموية جات قال: الشجرة إمكن تحيا لو فيها ضل والطفل بشرب وبعيش لكن برضوا الله بحاسب الخلوني بعد عمري دا أساهر عشان أشرب!! فزاد السكوت صمتاً من وقع هذه الكلمات وكلنا يقول في داخله.. أما من رجل رشيد، أما من رجل يخاف سؤال الله.. حتى أطل صوت من بعيد.. شاب يهرول نحونا وهو يصرخ .. هووووي الموتور جاب هواء.. يعني الموية قررربت وامكن تجي!! وامعتصماه .. قالتها امرأة فتحركت لها الجيوش، ورجال ونساء وأطفال جبرة مربع 14 يقولون واعمرااااااااااااااااااااااااااه؟. مجاهد النعمة تعليقنا: م. جودة الله من لهم بعد الله غيرك؟