تعاني الكثير من الزوجات من صمت أزواجهن داخل المنزل وينعدم بينهما لغة الحوار ويصبح الصمت هو القاسم المشترك بينهم فللرجل أسبابه وللمرأة أسبابها ايضًا فلا تكاد تسمع أي حوار داخل جدران المنزل لدرجة انه قلما يكلم احدهما الآخر.. الصمت او الخرس الزوجي داء يصيب حياة الكثيرين والكل يجهل الاسباب التي قادتهم اليه.. «البيت الكبير» تناول القضية مع اهل الرأي حول الدوافع التي تقود اليه، ومن هو المسؤول الاول؟ وماهو رأي علم الاجتماع فيه والعديد من التساؤلات فماذا قالوا: تؤكد سعاد الصادق «موظفة» أن العبء الأكبر يقع على المرأة فهي تمتلك المفردات أفضل من الرجل بحكم مهارات الحديث التي تمتلكها، وفي اعتقادي ان نجاح أي علاقة يحتاج الى بذل المزيد من الجهد فالحياة مليئة بالضغوطات الاقتصادية والاجتماعية لذلك يتطلب الأمر ولو جزءًا يسير من التنازلات، وفي اعتقادي أن كل زواج يمر بهذه المرحلة من الصمت ويرجع ذلك الى عدم الجلوس ومناقشة المشكلات بشفافية، بمعنى آخر أن الأسرة تفتقر الى الحوار في داخلها فيلجأ الزوج الى الصمت هروبًا من المشكلات. ويرمي احمد إسماعيل «موظف» باللوم على المرأة بشكل خاص ويقول هي السبب الرئيس الذي يدفع بالأسرة الى غياهب المشكلات والاضطراب في العلاقة الزوجية فلا يجد الرجل منفذًا للهروب سوى الصمت، فبحكم تجربتي اعلم ان المرأة تموت مائة ألف مرة إذا صمت عنها زوجها، لذلك هو نوع من العلاج يسلكه بعض الأزواج مع زوجاتهم، ولكن يجب ألا يطول الأمر حتى لا يصبح عادة، ويضيف: هناك عدد من الأنماط لهروب الزوج كالجلوس أمام التلفزيون والكمبيوتر لساعات طويلة أو الذهاب الى النادي والتسكع مع الأصدقاء، فالكثير من الأزواج تسمع أصواتهم خارج منازلهم ولكن بمجرد ظهور زوجته او وصوله الى المنزل يبلع لسانه ويتحول الى اخرس. وقالت «س.ع» فضلت حجب اسمها ان البرود والملل تسلل الى حياتها الزوجية منذ العام الثاني لزواجها وعزت ذلك لكثرة المشكلات وعدم وجود قواسم مشتركة بينهما، وقالت: يرفض زوجي الاستماع اليّ مما أدى إلى انعدام لغة الحوار، وعن نفسي أصبحت لا أطيق العيش معه وكثيرًا ما فكرت في الانفصال إلا أنني وجدت في الصمت حلاً مؤقتًا لمشكلاتنا فنحن لا نتبادل الحديث الا في حال وجود شخص غريب او ضيف والأولاد هم حلقة الوصل بيننا حتى إنهم يشعرون بعدم انسجامنا مؤخرًا فالخرس الزوجي برغم مرارته الا أنني اتخذته حلاً لمشكلاتي. ويرى متوكل يعقوب ان معظم حديث نساء اليوم ينصب في المشكلات والشكوى مما يدفع الكثير من الرجال الى الهروب المستمر من المنزل تفاديًا لحديثها فالمرأة هي التي تقود الحياة الزوجية الى بر الامان وهي التي تقودها الى الجحيم ايضًا، ومع كل ذلك لا يمكن ان نلقي باللوم عليها وحدها، فالرجل له نصيب مقدر لعدم بذله أي مجهود لإعادة التواصل مرة أخرى الى حياته الزوجية. الاستاذة سلافة بسطاوي المتخصصة في علم الاجتماع تناولت القضية من زاويتها قائلة ان الوضع الطبيعي للعلاقة الزوجية ينبني على التفاهم والوضوح وهذا لا يتوفر إلا بوجود مفاهيم مشتركة، لذلك اذا انعدم الحوار في القضايا المشتركة وأصبح كل من الزوجين ينظر للمواضيع من منظوره وبدلالاته هذا بلا شك يؤدي الى فجوة في العلاقة الزوجية وتأزمها وهذا به تأثير على الأطفال فالوالدان مسوؤلان عن إخراج نشء صالح، وتضيف ان مثل هؤلاء الأطفال قد يخرجون بتمرد على عادات وقيم الأسرة ويفتقرون الى لغة الحوار واحترام الآخر مما يؤثر عليهم مستقبلاً.