تحديات جسيمة ومسؤوليات عظام تقف شاخصة في سكة جهاز المغتربين وهو على اعتاب مؤتمره الخاص باقتصاديات الهجرة يوليو المقبل.. فالسودانيون الذين ركبوا سفينة الهجرة بجواز سوداني قبيل الانفصال باتوا الآن مهاجرين او رعايا لدولتين قبل ان تكتمل كل جزيئيات الانفصال وادواته وملحقاته الاجرائية.. فأبناء الجنوب بالمهجر وبعد ان سقطت منهم كل وثائق الدولة السودانية وجدوا انفسهم في ورطة او بالاحرى لم يجدوا من يعالج لهم هذه الاشكالية، ويحاولون التمسك بوثائق ما قبل الانفصال، هذه الحادثة او الظاهرة نقل حيثياتها الينا من نثق في روايته من السودانيين القادمين من المملكة الاردنية الهاشمية، وتقول الرواية ان الجنوبيين بالأردن تقدموا بشكوى الى مكاتب الأممالمتحدة هناك يطالبون بمعالجة هذا الإشكال الا ان الأممالمتحدة فشلت هي الأخرى في الوصول لمعالجة هذه المشكلة بعد ان تماطلت حكومة دولة الجنوب في حل هذه المشكلة، ولهذا فإن جهاز المغتربين لا خيار امامه سوى السير في اتجاه استكمال كل ما هو عالق بقضايا الانفصال، ولن تتوقف تحديات الجهاز عند هذا الحد فالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتي يعايشها السودان الآن اضافة الى ما تعانيه مجموعات سودانية مقدرة بالخارج من ظاهرة العسر الاقتصادي والتدهور في سوق العمل في العديد من الدول كلها قضايا تفرض قوتها وتأثيرها على ملامح مدخلات ومخرجات مؤتمر اقتصاديات الهجرة، وهذا ربما هو المحرك أو الدافع الكبير الذي اعلى من شأن المؤتمر وخصوصيته ورفع من درجة حساسية الجهاز في تعامله مع فكرته، وهذا ما عناه الدكتور كرار التهامي الامين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج في لقائه الاعلامي الحاشد الأسبوع الماضي ويبدو ان الدكتور التهامي على قناعة تامة بما يمكن ان تحدثه الصحافة وكل اشكال الميديا الأخرى من حراك وتفاعل مع ما سيطرح من قضايا ومشكلات على طاولة المؤتمرين خصوصًا ان جهاز المغتربين يدخل هذا المحفل الاقتصادي بقائمة طويلة من الموضوعات يأمل من خلالها الوصول إلى تسويات او معالجات حاسمة، فالذي يجري الآن داخل اضابير الجهاز واذرعه الأخرى حراك اشبه بالنفرة ولكنها نفرة في قاموس قطاع كبير من المهاجرين تبحث عن مواعين ايرادية اخرى لتغذية الخزينة العامة بإمدادات مالية او خدمية جديدة سيبحث المؤتمر في خلفيات قضية التضخم وانفلات سعر الصرف وهروب المستثمرين الى خيارات اخرى لأسباب وعقبات يعتقدون انها افشلت مشروعاتهم واجهضت احلامهم وقتلت رغباتهم في اي تفكير آخر يجعلهم يقفون على بوابات جهاز المغتربين بحثًا عن مشروعات تنهي لهم عذابات الهجرة وتنتج لهم فكرًا اقتصاديًا جديدًا يحقق امل العودة والاستقرارخصوصًا ان المغتربين لديهم تجارب مريرة وقاسية في نشاطهم الاستثماري ولكن رغم ذلك فإن ادب الهجرة في التجارب السودانية يشير الى ان لدى السودانيين بالخارج معين لا ينضب من الحنين.. حنين يتجاوز كل عثرات السياسة واسقاطاتها الى عشق الوطن والانتماء اليه. ويبقى التحدي في كيف يفلح جهاز المغتربين في تحقيق ميزة تفضيلية او إحداث تحول نوعي من حيث التخطيط والتنفيذ والمتابعة لكل سياسات الحكومة ومشروعاتها تجاه قضايا المغتربين، وستبقى الحاجة ضرورية ايضًا لصناعة واقع جديد يلبي حاجيات المغتربين ويجعل من الهجرة عودة جازية وبحوافز مغرية تكسر حواجز الشك والريبة والهواجس في المسافة الممتدة بين كل سوداني مهاجر ودولته المتمثلة في جهاز المغتربين وكيف يتسنى للجهاز ان يرسم خطة جديدة للربط بين المهاجرين السودانيين ويعيد ادماجهم من جديد في مجتمعاتهم في مرحلة ما بعد العودة النهائية، ولهذا فإن ملف الهجرة مليء بالقضايا والتعقيدات والتقاطعات في وقت تغيب فيه الرؤية الإستراتيجية والمقاصد العليا للدولة في مسيرتها الطويلة لتصريف شؤون السودانيين العاملين بالخارج لا ان تتعامل مع هؤلاء كالبقرة الحلوب ولكن الذي يجب ان ينتهجه الجهاز هو البحث عن صيغة توازن ما بين حقوق الدولة ومكاسبها وبين حقوق السودانيين في المهجر. ------------- في لقاء مشترك السفير السوداني بالسعودية يتعهد بمعالجة مشكلات السودانيين بالقصيم القصيم: الإنتباهة امتدح سفير جمهورية السودان بالمملكة العربية السعودية عبدالحافظ إبراهيم اسهامات الجالية السودانية بمنطقة القصيم السعودية، جاء ذلك في اللقاء المشترك الذي عقده سعادة السفير مع أعضاء اللجنة المركزية ورؤساء الجاليات الفرعية بكل من مدينة بريدة وعنيزة والرس والبكيرية والبدائع ورياض الخبراء مثمنًا اداء الجالية في خدمة السودانيين بالمنطقة باعتبارها إحدى منظمات العمل المدني وحلقة الوصل بين السفارة والسودانيين. واستعرض السفير حقيقة الاوضاع وتداعياتها في السودان وناقش كافة المشكلات التي تواجهها الجالية وتعهد بمعالجتها وايجاد الحلول لها.. وفي غضون ذلك التقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم القنصل العام بالسفارة السودانية المستشار/ عبد الرحمن محمد رحمة الله والذي أكد عمق العلاقة المتميزة بين السودان والسعودية وقد شكر سعادة القنصل سمو الأمير على الرعاية الخاصة التي يوليها سموه للجالية السودانية بالقصيم. وابان القنصل ان الجالية السودانية بالقصيم تعتبر من أنشط الجاليات بالمملكة العربية السعودية وأكثرها تميزاً وترابطاً ولها علاقات جيدة مع السفارة ومع جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج. وقال انها عملت علي تأسيس كيان شعبي تحت رعاية سفارة السودان بالسعودية بهدف تقديم الدعم والمساندة للوطن.