٭.. وجديد الردود المحمرة العينين هو أنها الآن.. تنجح وهى تصرخ في وجه الدولة. ٭ والدولة تتراجع.. ٭.. والردود تطلب تفسيراً لإطلاق الجواسيس الأربعة.. ٭ وتطلب تفسيراً للحريق الذي يطلقه وزير المالية.. والذي يصبح مريباً.. مريباً..!! ٭ وتفسيراً للخريف السياسي الذي تهدر أمطاره الآن.. ٭.. والعيون تسمع تفسير الدولة التي تطلق الجواسيس (لبناء الثقة)..!! هكذا قيل!! ٭.. والعيون الضيقة تستعيد أن الدولة.. وقبل انفصال الجنوب بأسابيع كانت ترسل آلاف الأطنان من الطعام والوقود إلى جوبا.. لبناء الثقة..!! هكذا قيل.. ٭ فكان أن احتجزت حكومة الجنوب كل الجرارات (32 جراراً).. والصنادل (51) صندلاً.. وكل الشاحنات و.. وحتى اليوم..!! ٭ .. والجنوب يستخدم الجرارات هذه أيام هجليج لشحن المعدات العسكرية والجنود في حملته على هجليج.. ٭ .. والمشهد يصبح هو الأنموذج الأعظم (لبناء الثقة بين الجهات).. ٭.. ولما كان السودان الأسبوع الماضي يرسل آلاف الجنوبيين بالطائرات المريحة إلى جوبا والضيافة حلوى فاخرة.. كانت جوبا تجعل كل أحد من الشمال هناك يدفع مائة وخمسين ألفاً للإقامة أسبوعين ٭.. لبناء الثقة..!! ٭ مثلها العيون تطلب تفسيراً من الدولة لما يقوم به وزير المالية. ٭ والمك = الخبير الممارس الذي يعلن أمس أن رفع الدعم عن الوقود .. انتحار سياسي واقتصادي = لم يكن هو الوحيد.. ٭ فبعض من يصرخ أمس الأول ضد رفع الدعم كان هو اتحاد العمال. اتحاد الطلاب. المجلس الوطني. مجلس شورى الإسلاميين. ٭ وألف جهة.. أخرى. ٭ والمجلس الوطني يقول بهدوء: ننتظر حتى يقدم وزير المالية مشروعه لرفع الدعم.. لنسقطه في عشر دقائق. ٭ لا نحتاج للصراخ في الأذان الصماء!! ٭.. وبعضهم يسأل عن: كيف ولماذا يقوم بنك السودان بصب مليارات الدولارات في مخازن الصرافات.. ودون استشارة أحد.. ويعيد التجربة الفاشلة السابقة ذاتها. ٭ .. والرجل الثالث في بنك السودان كان في بيته يخلع ملابسه.. ويفاجأ بالقرار يعلن من التلفزيون ٭ لم يستشره أحد. ٭ من يصنع القرار إذن.. وكيف..!! ٭ قرار هو الحياة أو الموت.. وللدولة بكاملها.. ومن يصرخ ضده هو الدولة بكاملها.. لكن من يصنعه هو رجل واحد.. لا يستشير حتى زميله الثاني أو الثالث. ٭ والعيون الحمراء تسأل من يصنع السياسات إذن.. ولماذا؟ ٭ والعيون تسأل: لماذا لا تذهب مليارات الدولارات هذه لدعم الأدوية التي تضاعف سعرها مائة مرة؟ ٭.. والسؤال يذهب إلى ما إذا كان المحتكرون الثمانون .. هم من يصنع السياسات.. و.. ٭ ويسألون عما إذا كان الشعب يهرب من أنياب الذئب إلى معدة الذئب!! ٭ قالوا: وشركات الاتصال التي تصب ملايين الدولارات خارج السودان ويومياً.. ودون أن يسألها أحد .. ودون أن يسأل أحد عن عدم السؤال هذا.. من وراءها؟ ٭ و.. والأسبوع يضج. (2) ٭ وفي الأسبوع.. أمبيكي. ٭ وأمبيكي في الخرطوم رسولاً للزنجية.. التي تخفي خنجرها تحت العباءة.. ثم تستخدمه الشهر الماضي ضد السودان.. وعلناً.. (قرار مجلس الأمن لم يكن إلا نسخة إفريقية). ٭ وأمين الجامعة العربية في الخرطوم أمس الأول.. يقول قولاً حازماً .. والجامعة تشعر بشيء.. ٭.. وشعور عميق بضخامة الأمر يدخل الأبواب الآن هنا وهناك.. في الرياض والقاهرة وغيرها.. وبعضه هو شعور العالم العربي أن حدود إسرائىل الآن .. هي كوستي. ٭.. ومحاضرة بمركز التنوير المعرفي أمس تقدم السفير البيتي .. والمثقف عمر عبد الماجد .. وفحص يعصر المحاليل على كل شيء ويمسك (بالنوتة) ويسجل النتائج بالبالطو الأبيض يبحث عن تفسير لما يجري. (3) ٭ لكن من يقدم التفسير كان هو عربة منطلقة في الطريق العام ومذياعها يرسل أغنية الكابلي (آسيا وإفريقيا).. ٭ وخبر صغير جداً عن مؤتمر عدم الانحياز الذي يعقد الأسبوع الماضي (ظلال باهتة منه).. ولصغرها لا يشعر بها أحد. ٭ .. وقبل نصف قرن كانت أغنية الكابلي هذه هي رحيق تفاحة الأحلام يومئذٍ.. أحلام إفريقيا كلها وآسيا كلها.. ومؤتمر باندونق يعد الدول الإفريقية حديثة الاستقلال بالجنات والحور العين. ٭ .. والدنيا ترقص حول كاسترو وسوكارنو وناصر ونهرو.. وجومو و.. و... ٭ وما ينتهي إليه الأمر بدول الانحياز هو مؤتمر يعقد الأسبوع الماضي ولا ينال سطراً صغيراً في الصفحات الداخلية للصحف. ٭ والعالم الذي ينظر إلى شرم الشيخ الأسبوع الماضي يجد أن المخطط الإعلامي الأمريكي يومئذٍ لاختطاف الإعلام العالمي (راجع كتاب من يدفع للزمار..) .. ينجح. ٭ ويجد أن حملة.. تدمير اقتصاد العالم (وراجع القاتل الاقتصادي) تنجح. ٭ (وكلاهما حملة منذ أربعين سنة). ٭... وإلى درجة تجعل دول عدم الانحياز تصبح ورقة تافهة الآن. ٭.. والعيون تجد أن الخطوة الأمريكية الآن هي ٭ العراق.. في آسيا. ٭ والسودان في إفريقيا .. هما الهدم الجديد. ٭ وأمريكا تجعل الاتحاد الإفريقي يفعل بالسودان ما يفعل. ٭ والجامعة العربية (تشعر) الآن بالخطر. ٭ والجامعة تنطلق وسكرتيرها أمس الأول يتحدث بأسلوب غريب. ٭.. والاتحاد الإفريقي يتذكر = الأسبوع الماضي = أن إفريقيا ليست سوداء كلها.. ٭ وأن الجنوب الذي يقاتل السودان لأنه (نصف عربي) يقدم (ما في بطنه) للعروبة.. وأن العرب ينتبهون ٭ و.. و.. ٭ وموسيفيني لن يصبح هو رئيس الدورة القادمة للإيقاد. (4) ٭ ومؤتمر مركز التنوير المعرفي لا يسرد هذا بل يسرد تاريخاً ذكياً للأمر كله.. نعود إليه. ٭ حتى نفهم.. ومن لا يفهم (يروح في الكرعين).