أمسية خاصة شهدها النادي العائلي مساء الاثنين الماضي كان التراث عنوانا لها، حيث تغنى فيها الفنان د. عبد الكريم الكابلي بمجموعة من الأغاني التراثية والحماسية, أمسية وصفها البعض ب(ليلة الزول السمح) في إشارة إلى الكابلي، وشهدها جمهور غفير صفق كثيرا متفاعلا مع أنغام موسيقى الأغنيات وأداء التراث ورقص وعرض فيها حتى الأطفال.. آسيا وإفريقيا (آسيا وإفريقيا) إحدى أشهر الأغاني التي تغنى بها الفنان د. عبد الكريم الكابلي في عام 1960م بمؤتمر باندونق لدول عدم الانحياز كانت استهلالية أغاني أمسية الاثنين الماضي بصالة النادي العائلي، والتي جاءت تحت عنوان (أمسية الأغنية الوطنية والحماسية في التراث)، والتي حضرها رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة الوزير د. محمد عوض البارودي, وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي. قضية التراث كبيرة تناول الكابلي في بداية حديثه أهمية التراث في حياة الأمم قائلا: «التراث يستمد أهميته من التجربة، لذا علينا أن نهتم بالتراث ونحمل الجوانب المضيئة منه ونترك ما لا ينفعنا، فهنالك بعض العادات والتقاليد لا نحتاج لها». وأشار إلى أنه بدأ بأغنية آسيا وإفريقيا لأنه يعدها من الأغاني الوطنية والتراثية. وقال الكابلي إن التراث يكبر بقدر تعمقنا فيه، وأبان أن اهتمامه بالتراث كقيمة في حياتنا بدأ في العام 1960م, وأضاف «في أول محاضرة لي مع الشباب عن التراث قلت لهم يجب أن نتكاتف لكي نضع نسبة لقيمة التراث في حياتنا, وأن التراث والتجربة التي نستفيدها منه نسقطها على الحاضر ليصبح بمقدرونا رؤية واستشراف المستقبل، ويتوجب على صناع القرار أن يكونوا على المام بكل تراث بلادهم؛ حتى لا يقعوا في الخطأ؛ لأن قضية التراث كبيرة وليست بتلك السهولة التي يتخيلها البعض). أغنية جديدة أغنية وطنية جديدة ألفها ولحنها الكابلي بنفسه. وأشار إلى أنها ليست من التراث ولكن كلماتها تراثية وتقول في مطلعها: كل ما جابوا سيرة طيبة أو احسان أو نخوة وشهامة فوق على الأوطان قلت أكيد كلامهم كان عن السودان الصادق المهدي والتراث وقال الصادق المهدي «إذا كان الكابلي أحيا التراث بأغنياته، فقد أحييته من خلال السياسة، واستنطقت كل التراث السوداني في المواقف السياسية، واجتهدت أن يكون كل كلامي ممزوجا بالأشعار والأمثال التي أعتقد أنها ترسخ المعاني في مفهوم السامعين», وأبان التراث السوداني يظهر جليا في قصائد الشعراء السودانيين ضاربا المثل ببيت من شعر صلاح أحمد إبراهيم الذي يقول فيه (مترب وقلبوا نظيف), وأضاف الصادق المهدي «التراث ليس للذكر ولكنه يحيِّ قيمة إنسانية». ما هو الفافنوس واصل الكابلي حديثه عن التراث في الأغنية السودانية وأهمية معرفته، حيث أوضح أن معرفة التراث تعين علي معرفة ملامح الأمم وتاريخها, ثم صدح بأغنية (ما هو الفافنوس)، مبينا أنه أول مرة يغتني بها كان من داخل استديوهات الإذاعة السودانية (هنا أم درمان). وقال «عندما بدأنا تسجيلها وفي المقطع الذي يقول (أحي عليك سيفو البحد الروس)، أوقفني المشرف على التسجيل وقال لي يا زول انت داير تعمل لينا مشكلة مع روسيا, فضحكت وقلت له الروس في الأغنية تعني الرؤوس», وأبان الكابلي أن هذه الأغنية تحمل في مضامينها كثير من الملامح العربية, وبها قيم كبيرة مثل الشجاعة وإنكار الذات وعبر الكابلي عن خوفه من أن تندثر هذه القيم في المستقبل إذا لم يعي الشباب أ هميتها والانتباه لأهمية التراث, قدم بعد ذلك شرحا لبعض مفردات أغنية (ما هو الفافنوس) بعد أن شدا بها.. «لا يجوز إطالة الحديث في حضور الكابلبي» بتلك الكلمات بدأ د. محمد عوض البارودي حديثه، وأضاف «عندما استمعت للكابلي وهو يغني آسيا وإفريقيا شعرت بالعظمة، ودائما ما أقول عندما استمع له وهو يغني من في الوطن العربي والعالم أجمع لديهم صوت وأداء وأغنيات الكابلي». الزول السمح مجموعة من أغنيات التراث التي قدمها عبد الكريم الكابلي خلال مشواره الغنائي. وأشار إلى أنه عندما بدأ تقديم هذه اللونية من الأغنيات في بداية الستينيات كان الفنانون الكبار يتحرجون من تقديمها ما عدا الفنان الراحل سيد خليفة, وأوضح أنه عانى كثيرا في تقديم هذه اللونية لإيمانه بأهمية أغنيات التراث لأنه يعكس حياتنا, ليتغني بعد ذلك بأغنية (خال فاطمة, والحسن صاقعة النجم), ليطلب الجمهور الغفير الذي حضر الأمسية بأغنية (الزول السمح) ليرقص الجميع مع الموسيقي وسلاسة أداء الكابلي, أردفها بأغنية (نوم عيني بقي لي سهر), ثم أغنية (شن أسو. .أنا الجنيت قلت هَو.. حي أنا المرضان شن أسو), وأغنية (الموز روى), واختتم عبد الكريم الكابلي الأمسية بأغينة (حبك للناس).