الحكومة رغم حسمها لقضية التمرد المعلن عنها من قبل عبد العزيز الحلو على الشرعية في جنوب كردفان اعلنت وقف اطلاق النار لمدة اسبوعين لاعلان حسن النية المعلن اصلاً والذي ألحق الكثير من الاذى بالحكومة اولاً وبالمقدرات الوطنية ثانياً.. حسن نية متوفرة من قبل الحكومة مع التمرد الذي لا يحسن مقابلة حسن النية بحسن نية مثله وانما بالغدر ونقض العهود والكذب والتخابر مع اعداء البلاد والعمل على تنفيذ الاجندة الصهيونية التي تستهدف عقيدتنا ووحدتنا وامننا وسلامنا، فكم من مرة كانت المعاملة والعهود وحفظها بحسن النية مع التمرد عموماً سواء في دارفور او الجنوب او حتى بعض الأحزاب التي لا تملك قرارها وكان الرد غدراً وخيانة وعدوانًا ولكن برغم كل تلك الخبرات والتجارب ومقابلة الحسنة بالسيئة سراً وعلانية مازالت الحكومة تقدم حسن النوايا وتقدم السلام علي الحرب.. حيث اننا لن نسمع يوماً ان الحكومة اعلت رايات الحرب على السلام ولم تضمر الشر على الخير.. ولا التشاؤم على التفاؤل.. الحكومة تضع نفسها في موضع الابوة والمسئولية عن هذا الشعب الذي وضع كل آماله فيها وفي رمزها وقيادتها.. وظل وسيظل مهما حاول العدو ان يشوه صورتها بالتقارير الكاذبة والقرارات المضللة والتخطيط والقرار المسبق فإن الله ينصر من ناصره ويثبت اقدامه طالما كان يدافع عن الحق والعدل والفضيلة. على السيد عبد العزيز الحلو ان يعيد حساباته.. فهو يريد ان يواجه امة كاملة في عقيدتها ويريد ان يشيع الفتنة في بلاد النوبة.. وليعلم هو ومن يتبعه ان هؤلاء النوبة الذين يسعى لقيادتهم ليسوا منه ولا هو منهم.. هؤلاء امة عريقة متجذرة..لهم ارثهم وحضارتهم وقدراتهم العقلية.. وبنيانهم الجسماني انهم اصل السودان فلا يمكن ان يقودهم ويقنعهم بما يدعو له من انفصال كما فعل المتطرفون وتبعوا الشيطان والصهيونية.. فعليه ان يراجع حساباته وان يرفع يده المحرَّكة بواسطة القوى الصهيونية الطامعة في ثروات بلادنا عن النوبة الذين يدركون اين تكمن مصالحهم وكيف يحافظون على حقوقهم وارثهم وعقيدتهم.. الفرصة الآن مواتية امام «المسلاتي» المتمرد عبد العزيز الحلو لكي يراجع حساباته ان كانت لديه حسابات اصلاً.. ولو كان كذلك لما خاض هذه المعركة الخاسرة.. عليه ان يعود ويتحاور ويقنع الناس بما لديه من افكار ورؤى واشك في ذلك كثيراً ولكن طالما ان هنالك فرصة هدنة من القتال.. وفرصة تعايش سلمي وتفاوض.. وفرصة واستعداد من الطرف الأقوى للتفاهم السلمي بعيداً عن روشتة الامريكان واللوبي الصهيوني ومنظمات الإغاثة وتقارير ما يسمى بالمنظمات الدولية التي صارت واحدة من الروشتات البائسة المكررة الملفقة والتي اثبتت فشلها وصارت مكشوفة الأهداف والخطط والنتائج.. فنحن لا نرغب في هذه المنظمات المشبوهة بل والمتهمة في ذمتها وفي ادوارها وفي جديتها وفي مصداقيتها بل لا نؤمن بانها منظمات انسانية مهما كان حجم ما يقدمونه من اغاثات ،لأن الجانب الآخر من مهمتهم هو الاكثر خطورة على هويتنا وتعايشنا السلمي ونسيجنا الاجتماعي فهي مكلفة ومدفوع لها للقيام بمهام استخباراتية وبتقارير اعلامية مصنوعة وسيناريوهات مؤلفة ومعدة وجاهزة وما ينبني على هذه المهام والأجندة من ترتيبات ومشروعات قرارات يمكن أن يصنعوا بها انفسهم والآخرين ايضاً معدة وجاهزة من قبل صناع الأزمات وتجارها وتجار الأسلحة ومصدريها لكي تكون جملة التصرفات مأخذاً علينا ويكون الثمن دماء تسيل وأنفسًا تُقتل وموارد تُنهب واتهامات تُذبح ونكون نحن الشهود ونحن الضحايا. اذن فموقف الحكومة بوقف مؤقت لاطلاق النار ويمكن ان يحول الى دائم لو حكم هؤلاء العقل واعادوا رشدهم ونظروا الى مصلحة الوطن والإنسان في الجبال وفي غير الجبال.. أما إذا عادوا فإن سيناريو دارفور لن يعاد ولن يكرر، المنظمات ان ارادت تقديم عون انساني فليذهبو إلى الصومال ويغيثوا اهلها الجوعى الذين يحصدهم الموت جملة.. وإن ارادوا إغاثة أهلنا في الجبال فسيكون ذلك عن طريق الهلال الأحمر السوداني ودون ذلك فلتذهب إلى الجحيم.. ولتعِشْ كادول آمنة مطمئنة.. في حراسة الله والملائكة وقواتنا المسلحة. كادول هو الاسم الأصلي لكادقلي وتعني البيت الكبير.