تقول الطرفة إن أحد «بلدياتنا» توفي فجأة وكان معروفاً بأنه لا يصلي الصلوات المكتوبة ولا غير المكتوبة ويعتقد أنها كثيرة وصعبة وطويلة... وكان يحمل عداءً شديداً للمسجد... وتمضي الطرفة لتقول إن الجماعة جهزوا جنازة «بلدياتنا» في داره ثم ذهبوا إلى المسجد للصلاة عليها ولكن فوجئوا بأن العنقريب يرفض الدخول من باب الجامع... وكلّما حاولوا «زحزحة» العنقريب من هذه الناحية «دقَّر» من الناحية الثانية... وكلما استعدلوا العنقريب في فتحة الباب الرئيسية «عصلج» من الناحية الأخرى... وبعد جهد جهيد ومعاناة شديدة اقتنعوا بأن المرحوم لا يمكن إدخاله في المسجد للصلاة عليه وفكّروا في أن يصلوا عليه في الباحة الخارجية أو في المقابر... ولكن أحد أقرباء المتوفي رفض رفضاً باتاً وأصرّ على إدخال قريبه إلى بطن المسجد... وقال للمشيعين إن لديه طريقة يعرفها تجعل هذا العنقريب يدخل المسجد... وفعلاً قام الرجل برفع الثوب الذي يغطي الجنازة و«وسوس» إلى بلدياتنا في أذنه... ثم أشار للناس بحمل العنقريب إلى داخل المسجد.... وبالفعل دخل العنقريب من الباب بسهولة ويسر والناس يتساءلون ويستغربون... وعندما فرغوا من الصلاة على الجنازة ودفنها سألوا قريب الميت عن الكلام الذي وسوس به للجنازة مما أقنع «بلدياتنا» المتوفي بالدخول إلى المسجد... ورد عليهم الرجل قائلاً: «أنا قلت ليهو ما تخاف يا زول إنت مش حتصلي إنت حيصلوا عليك». ووكيل العريف سلفا كير رئيس دولة الدينكا في الجنوب السوداني صار يكورك «ويفنجط» على مبشري المسيحية في مشارق الأرض ومغاربها وحكومات الدول الإفريقية أن يساعدوه شخصياً ويساعدوا دولته الوليدة لأنها تقوم بدور «الفرامل» والكوابح والجوار العازل للإسلام القادم من السودان إلى دول إفريقيا الأخرى. وسلفا كير ينسى أن الإسلام في حقيقة الأمر قد أتى وتمدد في كينيا وفي إثيوبيا وفي تشاد وفي إفريقيا الوسطى وفي جنوب إفريقيا... ودولة الدينكا بجنوب السودان محاصرة بالإسلام في كل دول الجوار الجنوبي... بل إن الإسلام يحاصر سلفا كير في كل قبائله الجنوبية سواءً كانوا دينكا بور أو دينكا «نوك» أو «نقوك» أو دينكا ياي أو دينكا بحر الغزال أو أي دينكا آخرين أو الشلك والنوير... ولن يتخارج سلفا من الإسلام الذي يحاصره هو شخصياً وفي عقر داره... فقط على المراقبين أن يلاحظوا أن الرئيس وكيل عريف سلفا كير لا يعرف التواصل مع قبائل شعبه إلا عبر اللغة العربية وهي لغة القرآن... بل أن الرجل قد يخطئ في بعض الأحيان وينسى أنه ما مسلم ويحلف بالله قائلاً «وللاهي» أو يحلف بالنبي قائلاً «أليك النبي» «أليك رسول» وربما كانت أخت سلفا أو أمه أو إحدى قريباته من المسلمين... ولن نذيع جديداً إذا قلنا إن أحد وزرائه «دينق ألور» كان مسلماً وتربى مسلماً وكان اسمه أحمد وقام بتغييره لأغراض الحصول على مهنته... على كل حال نطمئن وكيل العريف سلفا كير بأنه «ما مسلم» ولن يدخل المسجد ليصلي لكن لا نؤكد أن كان هناك من سيصلي عليه بحكم شبهة أنه مسلم ذلك لأنه يتكلم العربية ولا يجيد غيرها ولا يفهمه شعبه إلا بلغة القرآن وهو يحلف بالله وبالنبي ثم أن بعضاً من وزرائه كانوا مسلمين ثم أن المسلمين في الجنوب أكثر من المسيحيين ثم أن أحد ولاته تعبان دينق اسمه الحقيقي تعبان حسن وأبوه مسلم ومن ناس الخرطوم كمان... وعلى وكيل عريف سلفا أن يترك باقي إفريقيا فهي أفضل منه في مقاومة الإسلام... وكيف يقاوم الإسلام من يتحدث لغته وينسى نفسه بعض الأحيان ليقول بلغة عربي جوبا «أنا واللاهي أكوكم بتاع إنت يا سول سلَي ألا النبي»... ونحن برضو نقول «يا جماءة كلام تاع عربي جوبا دي مش يا هو كلام تاع إسلام يا هو ده، تيب كيف إنتو يقولوا إسلام تاني ما في في جنوب تاع إنتكم... واللاهي إسلام يا هو سيك سيك مألق فيك».