تقول الطُرفة إن أحد الأذكياء جداً من القبيلة العربية المشهورة قد فكر في عمل شيء يساعده على تحقيق مراميه.. وقرر أن يحصل على الدعم المعنوي والسياسي من شيخ العرب حتى يساعده ذلك في تسهيل أموره مع الآخرين من التجار ورجال الأعمال وتجار المواشي وأصحاب المهن والعاملين بالقطاعات الحكومية والخاصة.. والرجل العربي الذكي كل ما فعله هو أنه أقنع شيخ العرب بأن يناديه و«يوسوس» له في أذنه وكأنه يحدثه بحديث خاص وذلك في يوم الاجتماع الكبير الذي تعود أن يعقده شيخ العرب كل أسبوع للتدارس في أحوال النظارة ولحسم بعض القضايا المتعلقة بحياة الناس.. وشيخ العرب وافق على الأمر ووعد الرجل الذكي خيراً. وفي يوم الاجتماع جاء الناس من كل حدب وصوب بعضهم تجار وبعضهم رجال أعمال وبعضهم شيوخ قبائل وبعضهم عمد والكثيرون منهم يقومون بأعمال البيع والشراء في سوق المدينة الذي كان في وقتها ملتقى طرق قومية وسوقاً ضخماً لتجارة الإبل والمواشي بصفة خاصة.. وعلى حسب الاتفاق فإن شيخ العرب أرسل من ينادي على (العربي الذكي) وجاء يشق الصفوف المتراصة إلى أن وصل إلى مجلس شيخ العرب الذي وسوس له في أذنه وكأنه يريد أن يحدثه بأمر سري وخطير.. والرجل الذكي ظل يرخي أذنه ليستمع إلى «المخالاة» و«الوسوسة» ويومئ برأسه وكأنه سوف ينفذ التعليمات الصادرة.. ثم رجع ليجلس في مكانه وهو يشق الصفوف بين إعجاب الناس وتعجبهم من «الأهمية» المفاجئة للرجل بحيث «يخاليه» شيخ العرب شخصياً ويكلفه بأداء بعض المهام. وبالطبع بدأ الناس يسألون عن ما قاله له شيخ العرب في أذنه.. وكان يقول لكل مجموعة ما يخدم أغراضه عندها.. فكان يقول لأصحاب الجمال أن الشيخ طلب منه أن يشتري «بعران» ونوقاً وجمالاً لحساب الشيخ وبالتالي كانوا يعطونه «عمولة» ويوافقون على أن يقرضوا قرضاً حسناً.. ويقول لأصحاب الضأن إن الشيخ طلب منه أن يشتري آلافاً من الضأن فيوافقوا على إقراضه وتسليفه.. وهكذا قال لأصحاب الماعز والحمير والبقر والخضروات والبصل والعناقريب والحطب.. حتى أنه جمع في يومين ثروة ضخمة غيرت من مجرى حياته.. والوكيل عريف سلفا كير رئيس حكومة الدينكا في دولة الجنوب السوداني ووكيل إسرائيل في المنطقة الإفريقية ذهب إلى هو جنتاو رئيس الصين.. وربما كان القصد من زيارته فقط أن يرى العالم أن «هو جنتاو» «يوسوس» و«يخالي» سلفا كير الدينكاوي لكي يقوم بعدها الوكيل عريف سلفا كير ميارديت ويدعي «تلفيقاً» أن رئيس الصين وسوس له في أذنه ووعده بأن يبني له «ماسورة» بتاعة أنابيب من الجنوب وإلى ممبسا على المحيط وذلك منحة من الصين وعطية «مزين» من هو جنتاو إلى حبيبه ورفيق دربه وشقيق عمره وزميله سلفا رئيس دولة الدينكا بور بتكلفة تصل إلى عشرة أضعاف قيمة البترول نفسه.. ووسوس له في أذنه و«خالاهو» مرة أخرى بأنه سوف يعطيه قرضاً بمبلغ ثمانية مليارات دولار عداً نقداً «هسع دي» وبالطبع حتى أولادنا الصغار وتلاميذ المدارس لم يصدقوا مسرحية سلفا كير على غرار مسرحية العربي الذكي مع الناظر شيخ العرب ذلك لأن سلفا كير أولاً، ليس ذكياً بما فيه الكفاية وثانياً ليس عربياً ولا هو شيخ عرب.. ومن المؤكد أن هو جنتاو أولاً ليس شيخ عرب، وثانياً لا يعرف التحدث لا بعربي جوبا ولا بلغة الدينكا بور. واستغرب كيف تمكن سلفا كير من نقل طلبه إلى هو جنتاو وهو يستعمل لغة عربي جوبا «الإسلامية العربية» غير أن يقول: «أنا ياهو دي أخوك بتاع إنت بدورو ماسورة تويل تقيل تاع بترول تاع إنتكم يا هو بشيلو قروش من كزينة تاع هكومة تاع جنوب بعد كمسة واتنين سنة. وأنا أخوكم تاع إنتكم بدورا سلفية كبير تاع ثمانية تاع مليار تاع دولار عضان بعملتو هاجات كويس وبجيبو يا هو سلاح من أمريكا واسرائيل»!! ويطلع الموضوع على ما فيش ولا يوجد خط أنابيب والقرض كله مائة وسبعين مليون دولار يتم دفعها بعد التأكد من أنها لن تذهب في جيوب باقان وعرمان وسلفا كير ودينق ألور وتعبان حسن دينق والصين لن تقرض ثمانية مليارات لشراء سلاح من أمريكا.