استبشر أهالي منطقة «قري الكبرى» بمحلية شرق النيل خيرًا بدخول شركة دواجن ميكو المحدودة أملاً في إن يؤدي الاستثمار إلى تطوير المنطقة التي تفتقر لأبسط الخدمات وهي تضم قرى«طلحة الأحامدة وأولاد موسى، والزريقاب» من أبناء قبيلة الأحامدة التي تسكن منذ ثلاثة قرون وتوقعوا إن يجلب لهم هذا الاستثمار النماء والتطوير لكن حدث العكس إذا جلب لهم الموت وأورثهم الداء والعلل ففي كل صباح تشيِّع المنطقة أحد ساكنيها بعد إن نهشه داء الصدر والأمراض التي تسببها المحرقة العشوائية التي نصبتها ميكو للتخلص من النفايات بطريقة عشوائية لم تراعِ فيها الضمير الإنساني، ومما يؤسف له بساطة إنسان المنطقة جعلت الألف من ضحايا المحرقة يقبرون دون استخراج شهادة وفاة،علما بأن المنطقة تفتقد لمركز صحي وكان يتم نقل المصابين لمستشفيات الخرطوموشرق النيل والمحمدة الوحيدة التي جناها الأهالي منها توفير بعض فرص العمل وحتى ذلك يصب في مصلحة الشركة التي وجدت أيادي عاملة رخيصة لا يتطلب وجودها أعباء السكن والترحيل، كل ذلك جاء على لسان راعي القبيلة الشيخ عبدالباقي موسى الرشيد رئيس الهيئة الاستشارية المركزية لأبناء الأحامدة بالسودان الذي تحدث ل«الإنتباهة» والأسى يملأ قلبه لحال أهله. ضحايا الاستثمار ويمضي عبدالباقي قائلاً: لم تكتف شركة ميكو بذلك القدر من المكاسب بل قامت بحفر حفرة كبيرة للتخلص من نفايات المسلخ غير آبهة بالضرر البيئي والإنساني الكبير الذي قد تسببه تلك المحرقة لمخالفتها الطرق العلمية المتبعة للتخلص من نفايات المسالخ «إعادة الاستعمال، والتدوير أو الحرق والضمر» بل اكتفت الشركة باستعمال الطريقة الأخيرة للتخلص «الحرق» دون تطابق علمي بالمواصفات المطلوبة للحرق حتى أصبحت الروائح النتنة التي تنتج من حرق المواد العضوية ومخلفات الدواجن والنافق منها تزكم الأنوف إثناء الحرق ملوثة الأجواء بغاز ثاني أكسيد الكربون والكبريت مما تتسبب في تفشي الأمراض الصدرية وأمراض العيون التي أثبتت التحاليل الطبية صلتها المباشرة بالمحرقة العشوائية بجانب استخدام لساتك العربات في عمليات الحريق. المستشار البيئي الوراي الحسن أوضح في حديثه ل«الإنتباهة» أن الشركة تجاهلت المواصفات والمقاييس العلمية المتبعة في مثل تلك المحارق خاصة التي تتعلق بحرق النفايات العضوية وذلك بوضع المحرقة بعيدًا عن المجمعات السكنية فهي لا تبعد أكثر من ثلاثة كيلو مترات بجانب أن المحرقة مكشوفة وسطحية ليست بالعمق المطلوب الأمر الذي جعل مياه الأمطار تتجمع بها سنوياً في الخريف وتتحول من محرقة إلى بركة آسنة ومأوًى للحشرات التي تسبب بعض الأمراض مثل الملاريا وغيرها من الأمراض الأخرى إضافة إلى تفاعل تلك المخلفات العضوية وحدوث تخمير يسبب مشكلات بيئية مسببة أمراض«الصدر والملاريا وأمراض العيون والجهاز التنفسي والنزلات المعوية والإسهالات» ولدينا بالهيئة كشف بجميع المتضررين، فالشركة لم تحفظ الجميل لإنسان المنطقة الذي أكرمها بقطعة غالية من أرضه لتستثمر فيها مشروعها غير الإنساني الذي يبدو للناظر للمحرقة أنه تم دون دراسة جدوى اقتصادية ولم تطبَّق عليه المواصفات العالمية للمشروع بل كان الربح وتحقيق المكاسب هدفها الأول. مناشدة للمعتمد وعبر «الإنتباهة» يناشد أهالي الأحامدة جمعية حماية البيئة والمجلس الأعلى للبيئة ومعتمد شرق النيل الذي عرف عنه العدالة في معتمديته النظر إلى قضيتهم التي تحولت إلى كارثة إنسانية تفتك بقبيلة الأحامدة.