شهدت مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور احتفالات رسمية وشعبية على شرف انتقال قيادة القوات المشتركة السودانية التشادية للجانب السوداني بعد أن أمضت ستة الأشهر الماضية تحت قيادة الجانب التشادي، وقد حققت هذه القوات عدداً من الإشراقات على الحدود بين البلدين في المجالات كافة بعد أن بسطت كامل سيطرتها على الشريط الحدودي بين البلدين والزَّج بالمتمردين على سلطة البلدين في أرض المعركة ويعد انتقال قيادة القوات المشتركة إلى الجانب السوداني في مرحلتها الخامسة بمدينة الجنينة وقد عادت بالبلدين إلى سابق عهدهما وإن شئت التدقيق أوصلتهما إلى مرحلة من الثقة والانسجام على الحدود لم يشهدها البلدان منذ استقلالهما، وقد ساهمت هذه القوات بجانب بسط الأمن على الحدود على إنعاش التجارة الحدودية وتنمية القرى الحدودية وتوفير الخدمات الأساسية لها. وقد خاطب الحفل الجنرال جمعة يوسف أتنو قائد القوات من الجانب التشادي مؤكدًا تقديره للتعاون المثمر بين البلدين، ووقفة المواطنين في البلدين لدعم ومساندة القوات المشتركة وقال إنها تعدت الهدف الرئيسي من تشكيلها وهو حفظ الأمن في الشريط الحدودي إلى تقديم الخدمات التنموية والاجتماعية للمواطن في القرى الحدودية بجانب تسهيل حركة التجارة الحدودية وعلى الرغم من كفاءة جيشي البلدين وتاريخهما الطويل في صراع الحركات المسلحة والتي غالباً ما تستخدم أراضي الدولة الجارة لانطلاق محاولاتها لزعزعة الأمن والاستقرار في بلدها، إلا أن ما حققته القوات المشتركة وفي فترة وجيزة ووصولها إلى أماكن في أقصى الأقاصي على الحدود لم تصلها أي قوات سودانية أو تشادية من قبل حسب رواية «أتنو» ويؤكد أن تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد حققت نجاحاً منقطع النظير في تأمين الحدود والعمل على إيصال الخدمات إلى القرى الحدودية. ومن جانبه أكد قائد القوات المشتركة في مرحلتها الحالية العقيد ركن فتح الرحيم عبدالله سليمان أن تجربة القوات المشتركة بين البلدين من أنجح التجارب، ودعا إلى تطبيقها على الحدود الإفريقية التي تعاني من مشكلات على الحدود، مشيدًا بقوة الإرادة من الطرفين، وأعلن أن هذه القوات تمكنت من إزالة المهددات الامنية كافة على الشريط الحدودي بين البلدين الشقيقين، وكشف عن إنجازات تحققت طوال فترة القوات المشتركة، وقال إن ثمرة الاتفاقية الأمنية بين البلدين قد أثبتت الثقة المتبادلة بين الطرفين، مبيناً أن انتشار هذه القوات في المناطق الحدودية ساهمت على دعم جهود حكومات الولايات في بسط الأمن والاستقرار، وثمّن ممثل وزير الدفاع التشادي الجنرال زكريا قوفندي نجاح التجربة الفريدة وقال إنها أصبحت مثالاً يحتذى به في القارة الإفريقية، وقال إن القوات المشتركة وليدة النية الصادقة بين الرئيسين، ودعا إلى الحفاظ على النجاحات والعمل على توطيد حسن الجوار وفي ذات الصعيد أشاد اللواء ركن خالد حماد قائد الفرقة«15» وممثل وزير الدفاع السوداني بالتجربة والنجاح الذي حققته القوات المشتركة، مؤكدًا في الوقت ذاته استعداد الأجهزة الأمنية بولاية غرب دارفور لتقديم الدعم والتعاون مع القوات المشتركة لحفظ الأمن والاستقرار.